تكنوبارك.. 24عاما في خدمة الابتكار المغربي

6
تكنوبارك.. 24عاما في خدمة الابتكار المغربي
تكنوبارك.. 24عاما في خدمة الابتكار المغربي

أفريقيا برس – المغرب. انطلق “تكنوبارك” في المغرب في فترة كان فيها النظام البيئي لريادة الأعمال لا يزال في مراحله الأولى، لكنه استطاع أن يفرض نفسه كعامل رئيسي في تعزيز الابتكار. منذ البداية، ركز على تقديم دعم شامل، مما أتاح له خلق بيئة ديناميكية تقدم للشركات الناشئة أكثر من مجرد مساحات عمل، بل نظاما بيئيا متكاملا يوفر الإرشاد والتواصل والدعم المؤسسي.

وأوضحت لمياء بن مخلوف، المديرة العامة للشركة المغربية لتكنولوجيا المعلومات، المسؤولة عن إدارة التكنوبارك “هنا، نجسد الروح الديناميكية والإبداعية لمجتمعنا، وندفع الطموح والابتكار إلى قلب كل مشروع”.

على مر السنين، اعتمد التكنوبارك نموذج شراكة بين القطاعين العام والخاص، مستفيدا من دعم العديد من الشركاء المؤسسيين والماليين. هذا النهج سمح له بتقديم خدمات تتكيف مع الاحتياجات المتغيرة لرواد الأعمال، مع الحفاظ على استقلالية تشغيلية ضرورية لتطوره.

توسع إقليمي استراتيجي

بدأ التكنوبارك في الدار البيضاء، لكن نجاحه أدى سريعا إلى توسع نموذجه في مناطق استراتيجية أخرى من البلاد.

الرباط (2012): أنشئ في قلب العاصمة، مستفيدا من تآزر قوي مع المؤسسات العامة والجامعات، مما يعزز ظهور الشركات الناشئة المتخصصة في الخدمات والتكنولوجيا الحكومية.

تكنوبارك الرباط

طنجة (2015): مدينة المضيق، مع مركزها الصناعي وانفتاحها على أوروبا، شهدت ظهور الشركات الناشئة المتجهة نحو اللوجستيات، والصناعة 4.0، والتنقلات الجديدة.

تكنوبارك طنجة

أكادير (2019): يقع في منطقة ذات إمكانات زراعية وسياحية كبيرة، يشجع تكنوبارك أكادير الابتكار في التكنولوجيا الزراعية والحلول المستدامة.

تكنوبارك أكادير

الصويرة (2023): أحدث إضافة إلى الشبكة، يتميز بدعمه للرحالة الرقميين والصناعات الإبداعية، مستفيدا من الأصالة الثقافية للمدينة.

تكنوبارك الصويرة بفضل هذا التوسع، تمكن التكنوبارك من تلبية احتياجات رواد الأعمال المحليين مع تعزيز ديناميكية وطنية للابتكار.

نظام بيئي في خدمة الشركات الناشئة

يتميز التكنوبارك بتنوع وتكامل خدماته: • مساحات العمل والتواصل: مكاتب مجهزة، مساحات للعمل المشترك، متاح على مدار الساعة، بالإضافة إلى فعاليات منتظمة تعزز التعاون بين رواد الأعمال.

• دعم مخصص: برامج إرشاد، تدريبات في الإدارة والابتكار، ودعم لجمع التمويل لمساعدة الشركات الناشئة على التنظيم والنمو.

• الوصول إلى الأسواق الدولية: بفضل شراكات مع حاضنات أجنبية، يسهل التكنوبارك تدويل الشركات الناشئة المغربية.

• دعم تقني: استشارات في الملكية الفكرية، توفير تقنيات متقدمة والوصول إلى خبراء في البحث والتطوير. وقد أثمر هذا النهج: في عام 2023، كانت 130 شركة ناشئة من التكنوبارك تصدر حلولها دوليا، و30 منها كانت قد أنشأت فروعا في الخارج.

تأثير اقتصادي ملموس

في غضون عشرين عاما، ساهم التكنوبارك بشكل كبير في الاقتصاد الوطني. نتائجه تتحدث عن نفسها: • خلق أكثر من 15,000 وظيفة في قطاعات التكنولوجيا والابتكار.

• أكثر من 3,000 شركة ناشئة مبتكرة منها 1,800 بدعم مباشر من التكنوبارك، محققة إيرادات سنوية تبلغ 900 مليون درهم (حوالي 85 مليون يورو).

• نسبة بقاء الشركات الناشئة أعلى من المتوسط الوطني، بفضل الدعم عالي الجودة وشبكة قوية. تشير هذه الأرقام إلى الدور المركزي للتكنوبارك في تطوير اقتصاد مغربي موجه نحو التكنولوجيا وريادة الأعمال.

طموح متجدد لعام 2027

مع تصاعد أهمية الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والانتقال البيئي، حدد التكنوبارك خارطة طريق جديدة للفترة 2022-2027، مع ثلاثة محاور رئيسية: 1. تعزيز الدعم القطاعي من خلال تطوير برامج مخصصة للصناعات الناشئة (التكنولوجيا الخضراء، التكنولوجيا المالية، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي…).

2. تشجيع التعاون بين الشركات الناشئة والمستثمرين والمجموعات الكبرى لتحفيز الابتكار المفتوح.

3. توسيع نموذجه بشكل أكبر إقليمياً، مع التكيف مع الخصائص المحلية لإنشاء مراكز تميز.

«اليوم، متجذر في عدة مدن في البلاد، يزدهر نموذجنا ويستمر في النمو، مما ينسج نظامًا بيئيًا رياديًا مزدهرًا.» لمياء بن مخلوف

عامل محفز للابتكار في أفريقيا

ما وراء المغرب، يطمح التكنوبارك للعب دور رئيسي في التحول الرقمي للقارة الإفريقية. شبكته، ومعرفته، وشركاته الناشئة ذات الإمكانات العالية تجعله لاعبا مرجعيا للمبادرات الابتكارية في أفريقيا.

بعد 24 عاما من النجاح، لا ينوي التكنوبارك التباطؤ. يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى كمنصة انطلاق رائعة للشركات الناشئة المغربية ورافعة استراتيجية لوضع المغرب كمركز تكنولوجي إقليمي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس