أفريقيا برس – المغرب. في اعتراف أمام قاضية إسبانية، كشف تاجر مخدرات عن بعض تفاصيل نفق سري تحت الأرض يربط المغرب بمدينة سبتة، يستخدم لتهريب الحشيش، وربما المهاجرين غير النظاميين أيضاً.
التاجر، الذي قرر التعاون مع القضاء بسبب ظروفه العائلية الصعبة، قال إن هذا النفق الذي لم تكن تعلم بوجوده سلطات الحرس المدني الإسباني، رغم تحقيقاتها المكثفة حول تهريب الحشيش عبر شاحنات من ميناء المدينة.
وأفاد المتهم بأن شبكته كانت تُدخل أيضا كميات ضخمة من الحشيش إلى إسبانيا داخل حاويات محملة على شاحنات، بتنسيق مباشر مع عناصر فاسدين من الحرس المدني في ميناء سبتة. هؤلاء العناصر كانوا يتقاضون مبالغ تتراوح بين 70 ألف و100 ألف يورو مقابل غض الطرف وعدم تفتيش تلك الشحنات المحملة بالمخدرات.
وكانت التحقيقات قادت إلى اكتشاف النفق الذي يمتد تحت المنطقة الصناعية “طاراخال”، ويصل بين نقطة صناعية في سبتة ومنطقة مجاورة وراء السياج الحدودي. وقد تم الكشف عن مدخله في مصنع قديم للبيرة، حيث كان يتطلب الزحف على الركبتين لعبور بعض المقاطع الضيقة. التعاون الذي أبداه التاجر ساعد الحرس المدني في تحديد موقع النفق ومداهمته، حيث عُثر على بقايا حشيش وملابس مبللة.
وفي جلسة استماع مطولة، أوضح المتهم أن منظمته لم تكن مسؤولة عن إدارة النفق بشكل مباشر، بل كانت تكتفي باستخدام الشاحنات لنقل المخدرات إلى إسبانيا. إدارة النفق، حسب قوله، كانت في يد جهات أخرى. كما كشف عن تقنيات التهريب المعتمدة، مثل استخدام سيارات محددة تُسلَّم في نقاط سرية، دون الكشف عن هوية المالكين أو البنية التحتية للجهات الموردة.
بفضل المعلومات الدقيقة التي قدمها، تمكنت السلطات الإسبانية من توقيف ثمانية أشخاص، بينهم اثنان من الحرس المدني ونائب في برلمان سبتة عن حزب “حركة الكرامة والمواطنة”. كما تمت مصادرة أكثر من 7100 كيلوغرام من الحشيش. ومنح القضاء الإسباني الإفراج المؤقت لتاجر المخدرات تقديراً لتعاونه، في انتظار محاكمته لاحقاً ضمن أكبر قضايا التهريب التي عرفتها المدينة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس