أفريقيا برس – المغرب. وجّه ستة مغاربة نداء من داخل زنزانة في سجن مدينة غاروي بإقليم بونتلاند الصومالي إلى السلطات المغربية، يناشدون فيه التدخل العاجل لإنهاء احتجازهم المستمر منذ سنوات، على الرغم من صدور حكم نهائي ببراءتهم في قضية اتُّهموا فيها بالانتماء لتنظيم إرهابي.
الشبان الستة، الذين انتقلوا إلى الصومال على أمل بناء مستقبل مهني، وجدوا أنفسهم متورطين في ملف ثقيل قادهم إلى المحاكم العسكرية، حيث صدر في حقهم حكم بالإعدام، قبل أن يتم إسقاط التهم عنهم لاحقًا بعد إثبات براءتهم وتوثيق وقائع استدراجهم من قبل أفراد يُشتبه في ارتباطهم بجماعات متطرفة.
في رسالة صوتية بعث بها أحدهم نقلها موقع “العمق”، كشف عن معاناة إنسانية تتجاوز القضبان “نعيش على وجبة واحدة يوميا بالكاد تصلح للاستهلاك… نغسلها بالماء حتى نتمكن من أكلها”. وأضاف أن ظروف الاحتجاز “كارثية”، تشمل انعدام الماء الصالح للشرب والتضييق النفسي اليومي.
المحتجزون أكدوا أنهم لم يدخلوا الصومال بنيّة الانضمام إلى أي تنظيم، بل وُعدوا بفرص عمل محترمة من قبل مغاربة أوهموهم بمشاريع اقتصادية في منطقة ناشئة، ليتفاجؤوا لاحقا بأنهم عالقون وسط منطقة تعرف نفوذ تنظيم “داعش”. بعد إدراك الخديعة، حاولوا الفرار وتسليم أنفسهم للسلطات، فكان ذلك بداية لمحنة طويلة داخل السجون.
ورغم صدور قرار قضائي نهائي ببراءتهم منذ أكثر من 18 شهرا، وأمر رسمي بترحيلهم، لا يزالون يقبعون خلف القضبان. تقول سلطات بونتلاند إن بقاءهم في السجن مردّه غياب التنسيق مع الدولة المغربية، وإن الإفراج الفعلي مرتبط بتسلم المغرب لرعاياه.
وسبق لعائلات المحتجزين أن تقدّمت بشكاية رسمية إلى وزارة الشؤون الخارجية يوم 19 ماي الماضي، عبّرت فيها عن استيائها من استمرار احتجاز أبنائها، مطالبة بتدخل دبلوماسي عاجل لإنهاء معاناتهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس