محلل سياسي: الشعب الليبي كره الديمقراطية والانتخابات بسبب متصدري المشهد السياسي

9
محلل سياسي: الشعب الليبي كره الديمقراطية والانتخابات بسبب متصدري المشهد السياسي
محلل سياسي: الشعب الليبي كره الديمقراطية والانتخابات بسبب متصدري المشهد السياسي

أفريقيا برس – ليبيا. لا تزال الأزمة الليبية مستمرة، محاولات من هنا وهناك، للدفع بالعملية السياسية قدما، وآخرها لقاء القاهرة الأخير الذي فشل بعد أن كان يحمل بصيص أمل حتى لو كان ضعيفا في الحصول على نتائج اتفاق يجمع الشتات الليبي.

يقول المحلل السياسي نورالدين حبارات لـ”سبوتنيك”، إن الجزم أو حتى الاعتقاد بأن هناك قرابة أكثر من 2.800 مليون ليبي يريدون الانتخابات كما تدعي مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز في العديد من المرات وآخرها في القاهرة مع فشل مفاوضات المسار الدستوري “هذا الجزم أو الاعتقاد للأسف مضلل وغير حقيقي وبعيد جداً عن الواقع لأن الرغبة في الانتخابات السلمية ولا يعززها الأعداد المسجلة في سجلات الناخبين، لأن ليبيا ليست تونس اليوم أو السودان أو الجزائر خلال العام 2019 حيث تشهد هذه الدول حراكا شعبيا سلميا حضاريا ديمقراطيا يطالب بالدستور وبالانتخابات وبناء الدولة وتكريس القيم والمبادئ الديمقراطية.

وعلل حبارات ذلك بعدم وجود أي حراك حقيقي مطالباً ومجسداً لتلك الرغبة “من المؤسف جداً لم يتجاوز عدد الأشخاص المتظاهرين والمطالبين بالانتخابات في اليومين الماضيين بميدان الجزائر بالعاصمة طرابلس 14 شخصا فقط، معظمهم من المترشحين للانتخابات البرلمانية، في حين لم يتجاوز أعداد المتظاهرين في ميدان مدينة الزاوية ثلاث أشخاص”.

ضعف المطالبة بالانتخابات

ويرى حبارات أن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى ضعف الوعي العام لدى عامة المواطنين وعدم إلمامهم بمسائل الدستور والانتخابات والديمقراطية والتنمية والحقوق السياسية وغيرها، بالإضافة لكره الشعب الليبي للديمقراطية والانتخابات والدستور وذلك بعد أن جسد متصدري المشهد على مدى العشر سنوات الماضية مفهوم الاستبداد بالسلطة والانقسام الممنهج وشرعنه الفساد، ما أدى في نهاية المطاف إلى تدهور أوضاع البلاد الاقتصادية والخدماتية وانتهاك سيادتها وسلب إرادتها.

معاناة الاصطفاف في الطوابير

وأضاف حبارات، لم يبقَ أمام المواطنين البسطاء اليوم من خيار إلا الاصطفاف في طوابير الحصول على السيولة والغاز والبنزين وترقب سعر الدولار وزيادة المرتبات وصرف العلاوات وإعادة وانقطاع التيار الكهربائي والبحث عن توفير احتياجاتهم عبر حصولهم على أقل الأسعار بعد موجة الغلاء التي تشهدها البلاد، وهذه هي الحقيقة التي يجب علينا جميعاً الاعتراف بها وتقبلها.

الفشل في الاتفاق هو استمرار نفس الوجوه في السلطة

تأتي تصريحات حبارات بعد فشل الأجهزة الحالية في إجراء الانتخابات في موعدها الحقيقي التي كانت ستُجرى في ديسمبر الماضي، وربما فشل لقاء القاهرة الأخير الذي كان يحمل بصيص أمل ضعيف في الحصول على نتائج اتفاق يجمع شتات البلاد المُنقسمة، ترجع لغياب الشارع الليبي عن المطالبة بحقوقه أهمها إجراء الانتخابات في موعدها الفعلي، بسبب المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطن الليبي من نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وغياب السيولة النقدية وانتشار التشكيلات المسلحة، ربما هذه الأسباب كفيلة بعدم خروج المواطن الليبي للشارع للتعبير عن رفضة وجود الجهات المسيطرة حاليا، والمطالبة بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد، فيما يرى آخرون إن إجراء الانتخابات في الوقت الحالي لن يغير شيء في ظل سيطرة التشكيلات المُسلحة على مفاصل أجهزة الدولة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here