دياسبو # 246: زينب مكوار .. كاتبة مغربية غرست فيها جدتها حب الأدب

21
دياسبو # 246: زينب مكوار .. كاتبة مغربية غرست فيها جدتها حب الأدب
دياسبو # 246: زينب مكوار .. كاتبة مغربية غرست فيها جدتها حب الأدب

أفريقيا برس – المغرب. حصلت زينب مكوار التي ولدت بالدار البيضاء، على البكالوريا العلمية في مدرسة ليوطي الثانوية، ثم هاجرت إلى فرنسا لمتابعة دراستها في كلية العلوم السياسية، ثم في المدرسة العليا للتجارة. وبعد نهاية دراستها عملت في الاستشارات الإستراتيجية، ثم أنشأت قسم الشؤون العامة، ضمن صندوق استثماري للشركات الناشئة في فرنسا.

وإلى جانب مهاراتها الاقتصادية والتجارية، تهتم زينب بالمجال الأدبي، وسبق لها أن قدمت روايتها الأولى “La Poule et son cumin” في المغرب خلال النسخة السابعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، كجزء من برمجة مجلس الجالية المغربية بالخارج.

تتذكر زينب مكوار أنها كانت طفلة صغيرة عندما بدأت محاولاتها الأولى في الكتابة، وكان شغفها بالكتابة يزداد خصوصا خلال العطلة الصيفية التي كانت تقضيها مع جدتها في الرباط، وقالت “لقد بدأت بكتابة نصوص صغيرة، وكانت جدتي تبدي إعجابها بها، وشجعتني على المثابرة، ووجدت متعة كبيرة”.

تتذكر زينب مكوار باعتزاز رحلة جدتها الملهمة، وقالت “كانت الكثير من الفتيات في زمنها ينقطعن عن الدراسة في سن مبكرة. نشأت في فاس ثم انتقلت إلى طنجة، انقطعت عن الدراسة لمدة طويلة، ثم عادت وحصلت على البكالوريا في نفس وقت حصول ابنها البكر عليها، هي في الأدب ، وهو في العلوم، وتزوجت جدي عندما كانت في الكلية”.

وزاد عشق زيبب للأدب بفضل جدتها، وقالت “كانت لديها مكتبة ضخمة لا زلت أحتفظ بها إلى اليوم”، وأضافت “ذات يوم، أخبرتني أنها تتطلع إلى قراءة كتبي. في هذه اللحظة تقوت علاقتي بالكتابة”.

وقالت زينب مكوار “مستوى كتاباتي خلال فترة طفولتي، يتماشى مع مستوى فتاة صغيرة فقط، وغير قابلة للنشر. لقد استغرقت بعض الوقت، لتطوير مهاراتي والوصول إلى مستوى يمكن أن يقنع الناشرين الجيدين، خاصة وأنه لم تكن لدي دراية بعالم النشر. لكن روح جدتي كانت حاضرة معي في كل كتاباتي. لطالما كنت أتذكر كلماتها، التي كانت تدفعني للقيام بما هو أفضل”، وهو الأمر الذي تناقشه روايتها «La Poule et son cumin» بالإضافة إلى العديد من الأسئلة المتعلقة بالصداقة والتفاوتات الاجتماعية.

“أردت أن أظهر مغاربة مختلفين بفروقاتهم الدقيقة. حتى العلاقة مع اللغة تختلف من شخص لآخر، في مجتمع مثل مجتمعنا. رواتي تسلط الضوء على شخصيتين أنثويتين، ولكن أيضًا العديد من الشخصيات الثانوية الأخرى، كل واحدة تبحث عن نفسها، أو عن حرية معينة”.

وأوضحت زينب مكوار أنها كانت ترغب في “أن يتم طرح تساؤلات حول كيف يصبح اهتمام الفرد في مجتمع تسيطر عليه الجماعات، هو التمكن من إيجاد مكانه في هذه الديناميكية، بدلاً من تتبع مساره الخاص، في البحث عن الذات، لتحقيق أحلامه وتطلعاته”.

وتابعت “يحاول الشباب السير نحو المزيد من الحرية، والمزيد من التحرر للمرأة، وأيضًا للرجال، الذين يصبحون أحيانًا أكثر تحفظًا من والديهم أو أجدادهم، هؤلاء الرجال يحملون تصورا معينا لشخصية الذكر “صلبة وقوية ورجولية” لا تترك مجالًا لأوجه الضعف التي تعترينا جميعًا”.

وهكذا يجسد الشباب، بالنسبة لزينب مكوار، تساؤلًا فلسفيًا، بين الرغبة في التحرر والخوف من فقدان هويتهم المرتبطة بالانتماء الجماعي. وقالت “من خلال المواضيع التي يناقشها هذا الكتاب، والتي أعتبرها قريبة إلى قلبي مثل الحريات الفردية، والمساواة، وتحرر المرأة والإنسان، يخبرنا كيف تدير كل شخصية أمورها، بطرق مختلفة، للتعامل مع الحشومة…”.

بفضل جودة كتابتها، شاركت زينب مكوار في مسابقة جونكور للرواية الأولى لعام 2022، حيث وصلت إلى نهائيات المسابقة، وتم اختيار كتابها أيضًا، لجائزة «coup de cœur de l’été»، التي تَمنحُها أكاديمية غونكور، وهو ما يشجعها أكثر على الاستمرار في مشوارها الأدبي. وأنهت حديثها قائلة “لقد بدأت في كتابة روايتي الثانية. رغم أنني ما زلت أتذوق طعم نجاح الرواية الأولى، أرغب في مواصلة التقدم في كتاباتي”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس