الاعتصامات اللامركزية..هل تعجل برحيل الانقلاب؟

65
الاعتصامات اللامركزية..هل تعجل برحيل الانقلاب؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. إنتظمت في الخرطوم بعد مليونية الثلاثين من يونيو، سلسلة من الاعتصامات تهدف للإطاحة بالعسكر من السلطة، ولعل من أبرز تلك الاعتصامات؛ اعتصام مستشفى الجودة بحي الديوم الشرقية بالخرطوم، بجانب اعتصام المؤسسة بحري، واعتصام امدرمان القديمة، واعتصام شارع الشهيد عبد العظيم “الأربعين”، فضلا عن اعتصام اللاماب والرميلة.. فهل ستنجح هذه الاعتصامات في إسقاط الانقلاب؟

وسيلة سلمية

جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

ويلفت القيادي بحركة بلدنا جعفر خضر إلى أن الاعتصامات الحالية تعد لا مركزية، إذ يقول، إن هناك اعتصام الجودة بالديم والذي تترسخ أقدامه بحسب جعفر رويدا رويدا، كما قال إنه كان ليلة امس يعج بالثوار والكنداكات من مختلف الأعمار، ويضج بالأنشطة الثورية من مناقشات وهتافات ومجموعة نظافة ومجموعة إمداد غذائي ومائي وغيرها، وقال خضر ان هنالك اعتصاما يتشكل في امدرمان وبري وغيرها وقد علا شعار “مدن السودان تعتصم”، وأرى إن الاعتصام يتيح مناخا جيدا لإدارة الحوارات بين الثوار حول مواثيق لجان المقاومة وقضايا التغيير ووحدة قوى الثورة، منوها الى إنه ولدى الثوار تجربة كبيرة في اعتصام القيادة العامة واعتصامات الولايات في 2019 يمكن استلهامها والاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها، كما دعا خضر في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، إلى الاستفادة من تجربة اعتصام اليوم الواحد خلال الشهور الأخيرة، وقال إن الاعتصام وسيلة سلمية مكملة للمواكب والوقفات الاحتجاجية والاضرابات والعصيان المدني، إذ ان تنويع وسائل النضال السلمي وتكاملها يقول عنها خضر تؤدي إلى تحقيق الهدف بإسقاط الانقلاب ووضع أسس الدولة المدنية الديمقراطية.

وسيلة مجدية

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

وجزم الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح بأن المخرج من الأزمة السياسية الراهنة لا يتأتى إلا من خلال الاعتصامات والإحتجاجات الواسعة ومواصلة النضال السلمي بكافة أشكاله حتى الوصول إلى مركز ثوري موحد ينشئ وضع دستوري جديد عبر قوى الثورة الحية والجذرية، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “عقب مواكب الثلاثين من يونيو جاءت فكرة الاعتصامات اللامركزية في الخرطوم ومدن السودان المختلفة لصب المزيد من الضغط على النظام الانقلابي للتنحي فورا عن السلطة وتسليمها للقوى الثورية الحية”. وقطع صالح بأن الاعتصامات التي يجري تنظيمها هنا وهناك، ستجعل الثورة في الطريق الصحيح نحو المركز الثوري الموحد الذي سيعمل على إيجاد وضع سياسي جديد لما بعد زوال الانقلاب، والذي يرى إنه أصبح مسألة وقت خاصة مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات عقب مجزرة الثلاثين من يونيو، وقال؛ إن مليونية الثلاثين من يونيو قد أكدت أن الشعب أقوى والثورة مستمرة ولا يستطيع أحد أن يقمعها أو ينفيها من الوجود السياسي والاجتماع حتى ولو تم إستخدام الترسانة الكاملة للأجهزة الأمنية النظامية والمليشية. وفي نظر صالح أصبح سقوط الانقلاب العسكري ومن شايعهم وشيكا في ظل تماسك الإرادة الثورية الصلبة التي ابتدعت وسائل سلمية منظمة تمثلت في الاعتصامات والمواكب المتقطعة والدعوة للإضراب السياسي الشامل في غضون هذه الأيام وما بعد عيد الأضحى المبارك.

خطأ سياسي

بينما قلل الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبدالماجد عبدالحميد من مقدرة الاعتصامات بالإطاحة بالعسكر، إذ قال “مع مرور الأيام سيكتشف الذين اختاروا مواقع الاعتصام الحالية والقادمة أنهم وقعوا في خطأ سياسي وإعلامي من الدرجة الأولى”، مستدلا بأن أي اعتصام خارج دائرة وسط الخرطوم لامعنى له وإن إمتد لمدة ثلاث سنوات، وأضاف “ربما لا تتذكر قوى وأحزاب الثورة المصنوعة أن الأجهزة الأمنية التي أسقطت الإنقاذ هي من استدرجتهم للاعتصام في محيط القيادة العامة، وأنه لولا تواطؤ ضباط كبار في جهاز الأمن والجيش والشرطة لما وجدت جموع المتظاهرين سبيلاً إلي اقتحام القيادة العامة”، وأشار إلى إنه كان مخططاً لهم الوصول إلي مقر إقامة الرئيس البشير واغتياله على طريقة قتل القذافي، وكانوا قريبين من ذلك لولا تقديرات خاصة بكبير الخونة في اللحظات الأخيرة، وقال عبدالحميد في منشور بصفحته على موقع فيسبوك “الذين يفكرون في تكرار سيناريو وزخم اعتصام القيادة حالمون، ولا يعرفون أن الظروف قد تغيرت  والمكان مازي بقية الأمكنة، والمواقع القادمة والمقترحة للاعتصام لن تحقق أهداف من يقفون خلفها”، وقطع بأنه ستفتر همة المعتصمين ولن تكون هنالك فوائد فعلية لهذه الاعتصامات، ولم يستبعد أنه وبعد أيام سيضيق الأهالي ذرعاً بسلوكيات بعض المعتصمين، بجانب أن مواقع الاعتصام ستكون مواقع جاذبة جداً لتكرار تجربة كولومبيا سيئة السمعة، وجزم بأنه لن تقع الأجهزة الأمنية في خطأ جديد يكرر كارثة فض الاعتصام، وأكد إنه وعلى المدى الطويل سيضيق الأهالي ذرعاً بالمعتصمين وسينفض السامر، وأضاف “كذلك الأحزاب والقوى السياسية التي عجزت عن متابعة علاج جرحي ومصابي الاحتجاجات ستكون أكثر عجزاً عن تمويل وتشوين المعتصمين، وختم حديثه لقوى التغيير “من حقكم أن تعتصموا لكنه ليس الوسيلة المناسبة زماناً ومكاناً لإسقاط حلفائكم العساكر الذين انقلبوا عليكم وطردوكم عنوة من مقاعد سلطة لم تكونوا أهلاً له”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here