تل أبيب والخرطوم، تطبيع علني، واتفاقات سرية

56
إسرائيل تكشف عن أول أرباحها من اتفاق التطبيع مع السودان

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. تعود العلاقات السودانية الإسرائيلية إلى دائرة الضوء من جديد في أعقاب إجازة مجلس الوزراء السوداني لمشروع يلغي قانون مقاطعة إسرائيل العائد إلى عام 1958 والذي أقرته الدول العربية في ذلك الوقت ، في خطوة متوقعة بعد تطور العلاقات السودانية الإسرائيلية خلال الفترة الماضية. وصوت السودان على اثره لصالح إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل.

اتفاقية اقتصادية

و كشفت قناة اسرائيلية عن توقيع اتفاق تطبيعي اقتصادي مع ممثلين عن حكومة السودان و آخرين عن مجلس ما يُسمى بـ “مستوطنات السامرة” بالضفة الغربية. ووفقا للقناة فإن الاتفاق تم توقيعه في إحدى الدول العربية بحضور الوفد السوداني برئاسة عمر الشيخ رئيس فريق تعزيز اتفاق “السلام” مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما مثل يوسي داغان رئيس مجلس مستوطنات “السامرة” سلطات الاحتلال.

واتفق الوفد السوداني ووفد الاحتلال الاسرائيلي على التعاون وتكوين فريق عمل مشترك لخلق مشاريع اقتصادية في مجالات الزراعة والبنية التحتية والطب والمجتمع. وتحدث داغان عن المستوطنات في شمال الضفة الغربية والتي قال: “إنها تشكل نحو 12 بالمئة من “أراضي دولة إسرائيل”، فضلًا عن كونها من أهم المراكز التجارية والتي تصدر البضائع للعالم بمئات الملايين من الشواقل.

ترحيب إسرائيلي

وكان وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين قد رحب بقرار مجلس الوزراء السوداني إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل. ووصف القرار بـ ” الخطوة بالمهمة والضرورية نحو التوقيع على اتفاق سلام بين البلدين. ورغم أن القرار ما زال يتطلب موافقة الجلسة المشتركة لمجلسي السيادة والوزراء، الجهة التشريعية المؤقتة في السودان الا أن علاقات تل أبيب والخرطوم تمضي نحو تطبيع دبوماسي وسياسي واقتصادي، رسمي ربما يُعلن عنه في الشهور القادمة. وفي يناير الماضي صرح مصدر حكومي سوداني أن السودان و إسرائيل اتفقتا على تبادل فتح السفارات “قريبا” ولم يتم تحديد موعد معين.

تواصل سري

الكاتب الصحفي علم الدين عمر كشف في حديثه لموقع أفريقيا برس أن القادة العسكريين في السودان كانوا على تواصل مستمر مع الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن التفاهمات دخلت في اطار ترتيبات اقتصادية وسياسة مهمة وشدد على رغبة الحكومة المضي قُدماً فيها. وأشار إلى وضوح الإعلام الإسرائيلي في نقله لحقائق الملفات بين الطرفين بكل شفافية واحترافية. ووصف تعامل الإعلام السوداني مع التطبيع الإسرائيلي، بالمخجل لجهة أن الدولة السودانية مازالت تعاني من الهشاشة. وقال عمر إن هناك دعوات مناهضة للتطبيع مع إسرائيل ربما أثرت على إقامة علاقات واضحة مع إسرائيل.

علاقات أمنية عسكرية

المحلل السياسي خالد الفكي قطع بأن العلاقات بين تل أبيب والخرطوم تمضي بصورة ايجابية خاصة بعد زيارة رئيس المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم في الشهور الماضية. وأضاف الفكي لموقع أفريقيا برس أن طابع العلاقات الحالي أمني وعسكري. وأردف أن المكون العسكري في السودان يقود ملف الاتفاقيات مع إسرائيل
وكشف أن هناك ترتيبات خفية تجري خلف الغرف المغلقة لإنفاذ الاتفاق الذي عُرف باتفاقات أبراهام الذي استضافته واشنطن نهاية العام الماضي.

وأقر بأن العلاقات بين السودان وإسرائيل خرجت من دائرة السرية إلى مرحلة العلن وليس هناك مايستحق التستر. ووصف دعوة إسرائيل للقادة العسكريين في السودان بالطبيعية. وأعتبر أن انتقال العلاقات من الاتفاقات الأمنية والعسكرية إلى مرحلة العلاقات الدبلوماسية والسياسية مرحلة مهمة لتطبيع العلاقات رسمياً بين البلدين.

تكتم الخرطوم

رغم مرور عام على تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم لكن الأخيرة مازالت تحطيها بالسرية، ربما اعتبره البعض خشية من ردود أفعال التيارات والأحزاب المناهضة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل حيث أثار الإعلان انقسامات بين القوى السياسية في السودان وشهدت الخرطوم في الشهر الماضي مظاهرات تندد بالتطبيع مع إسرائيل وتم خلال تلك الاحتجاجات حرق العلم الإسرائيلي.

وقدمت إسرائيل مؤخراً الدعوة لقادة عسكرين في الحكومة السودانية لزيارة إسرائيل رداً على زيارة قامت بها بعثة إسرائيلية للخرطوم في فبراير الماضي عقدت خلالها لقاءات مع المسؤولين في الحكومة السودانية وجاءت الزيارة بعد نحو 3 أسابيع من زيارة قام بها وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين للخرطوم وذلك بعد أشهر من اتفاق السودان​ وإسرائيل على تطبيع العلاقات بين البلدين.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here