غضب تجاه جهاز المخابرات على خلفية مقتل مواطن سوداني

17

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. غضب عارم تجاه جهاز المخابرات العامة في السودان عقب قتله لمواطن بطلق ناري، ففي التفاصيل لقي ابن الرئيس التنفيذي لشركة سوداني للاتصالات مصرعه برصاصة اطلقها نظامي بالقرب من نادي النيل العالمي التابع لجهاز المخابرات العامة بالخرطوم، وقالت “مونتي كارلو”، إن سبب المشكلة شجار لفظي بين حرس النادي و شاب في Parking سيارات، بعدها ضربوه ضربا شديدا، وقالت المصادر “إن الشاب بعد الضرب إتصل بأصحابه وحضروا ليعرفوا ما حدث، ثم انتهى الأمر وركبوا سيارتهم وهموا للعودة”، وأردفت المصادر “فجأة جاءهم أحد حراس النادي يحمل “كلاشنكوف”… فقام بكسر زجاج العربية وأطلق عليهم الرصاص وهم داخل العربة، الأمر الذي نجم عنه مقتل المواطن محمد، بجانب إصابات متفاوتة للذين معه”.

ماذا قال جهاز المخابرات؟

وسرعان ما أصدر جهاز المخابرات العامة بيانا أوضح فيه ملابسات القتل، إذ قال “إن الحدث بدأ بتطور مشادة كلامية في ساعة متأخرة من ليلة الخميس الموافق 11 أغسطس 2022 بين أفراد حراسة النادي العالمي ومجموعة من الشباب الذين عمدوا لاقتحام غرفة الحراسة “كرفانة” شمال شرق النادي بواسطة عربة توسان”، مشيرا إلى أن “أحد أفراد الحماية للنادي تصدى للسيارة التي اقتحمت بقوى تأمين النادي وهو الأمر الذي أدى إلى مقتل المواطن محمد مجدي بطلق ناري”.

رفض البيان

ولاقى بيان أجهزة المخابرات العامة رفضا واسعا في الأسافير والأوساط السياسية، ففي الوقت الذي أعتبر فيه البعض أن البيان تدليس وإخفاء للحقائق، قال البعض الآخر ، إن جريمة القتل التي وقعت بمدخل “نادي النيل” ، هي قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، وإنه لا مجال لتضليل الحقيقة وتصويرها على أنها دفاع عن النفس كما تجتهد قيادات جهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة، فالجاني بحسب شهود عيان بعد إنفضاض المشادة الكلامية بينه والمجني عليهم ودخولهم عربتهم يهمون بالمغادرة، توجه لمكتب جهاز الامن بمدخل النادي وعاد يحمل “كلاشنكوف” أطلق منه تسعة رصاصات وزعها على نوافذ العربة بتعمد قتل كل من بداخلها.

تعامل عنيف

تقول الكاتبة الصحفية صباح محمد الحسن، إن القوات النظامية اصبحت ترتكب جرما أكبر من الجرم الذي ترتكبه عصابات ولصوص السرقات الذين هددوا أمن العاصمة الخرطوم، مشيرة إلى النظاميين أصبحوا يثيرون الخوف والرعب وسط المواطنين، وذلك لتعاملهم العنيف الذي يتصف بالعدائية، قاطعة بأنه لايوجد حوار وخطاب بينهم وبين المواطن إلا الطلقات، واعتبرت أن هذا السلوك يعود أولاً الى ان القوات النظامية أصبحت “مجهولة الهوية والانتماء لها”، بات لا أسس ولا قواعد له بحكم القوات والجيوش المتعددة التي تنتمي لعدد من الجهات الرسمية الأمر الذي جعل الكثير منهم بحسب صباح يفتقر للوازع الأخلاقي والديني، وتقول “هذا الشيء الذي جعلهم أقرب لارتكاب الجريمة من محاربتها”. وبشأن بيان جهاز المخابرات تقول صباح في مقال لها “إن بيان جهاز المخابرات العامة الذي تحدث فيه عن أن الشباب حاولوا اقتحام غرفة الحراسة الأمر الذي جعل أحد أفراد الحراسة يطلق عليهم النار هو بيان لم يغير شيئا من الحقيقة، بل على العكس فيه ما لا يمكن تصديقه دون شرح، فكيف لشباب يقصدون اقتحام غرفة الحراسة دون سبب فما هو الأمر الذي يجعلهم يقدمون على هذا التصرف الغريب؟”، مؤكدة إنه “تبرير لا قيمة له ولا وزن”، متسائلة “إلى متى يستمر هذا الحال وكل يوم تشرق فيه الشمس يتسلل لصوص الأرواح لسرقة أحلام الأسر السودانية ومستقبلها المتمثل في فلذات أكبادها وخيرة شبابها؟”.

المؤتمر السوداني على الخط

في الصدد، قال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير على خلفية مقتل المواطن السوداني، “من يُقلِّب أوراق روزنامة شهور الانقلاب العشر يجدها مصبوغةً بلون الدّم”، مستدركا “لكن لا بد لكل هذا النزيف أن يتوقف ولكل هذه المعاناة أن تزول ولا بد للوطن الحلم أن يكون، لأن الشهداء لم يتركوا حلمهم بلا حراسة، بل تركوا وراءهم رفاقاً يحفظونه بين جدران القلوب ويسعون لتحقيقه بإرادةٍ لا تنكسر”، وكتب في صفحته بالفيسبوك “رحم الله محمد مجدي وتقبله في الصالحين، وأحسن عزاء أسرته المكلومة وأصدقائه .. عاجل الشفاء للمصابين”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here