لقاء الحلو ونور .. هل يكون فرصة لإستكمال السلام؟

75

بقلم : أحمد جبارة

أفريقيا برسالسودان. اتفق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، عبد العزيز الحلو، وعبدالواحد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان – الذي لم ينضم حتى الان لمفاوضات السلام السودانية- على تكوين لجان عمل مشتركة بين الطرفين ، ولم يوضح الطرفين طبيعة هذه اللجان وعملها .. “أفريقيا برس” تابعت خلفيات اللقاء المفاجئ ، وهل سيساهم في تعزيز فرص السلام بالسودان.

لقاء اليائسين

الفاتح محجوب محلل سياسي سوداني

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب ، إن لقاء عبدالواحد محمد نور وعبدالعزيز الحلو تم عقده في ظروف بالغة التعقيد بالنسبة للرجلين اذ أنهما يتشاركان رؤية يسارية متطرفة للسودان ، واستدرك بالقول أن الظروف المحيطة بهما تهدد إستمرار دورهما القيادي اذ يواجه الحلو تحرك مناوئ له تمثل في القائد تلفون كوكو الذي تم اختياره قائد عام للحركة الشعبية شمال من قبل قيادات في الحركة الشعبية بموافقة ضمنية من جوبا اذ أنه أدى القسم في جوبا وهذا يعني توقف الدعم عن الحلو وربما إنضمام جيش الحركة له بحكم أن عدد مقدر من ضباط الحركة لا زالوا من الجنوبيين. وأضاف، الفاتح في حديثه لـ “أفريقيا برس” : أما عبدالواحد محمد نور فهو يواجه خطر مجيء مناوي إلى دارفور كحاكم عام للإقليم بسلطات كبيرة وأموال ضخمة تبلغ 700مليون دولار سنويا وهذه أموال تمكنه من سحب تأييد معسكرات النازحين من عبدالواحد وايضا سحب ولاء من تبقى من قوات عبدالواحد في جبل مرة ، ووصف الفاتح اللقاء ، بلقاء اليائسين لجهة أن الطرفين يرون بوضوح أن ثمة تهديد وجودي لدورهما في الساحة السياسية والعسكرية لذلك يحبثان مواجهة هذا التهديد.

دفعة قوية

عبدالرحمن أبو مجاهد، خبير في الشؤون السودانية

بينما ، اعتبر الخبير الاستراتيجي، عبدالرحمن أبو مجاهد ، لقاء عبدالواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو بالدفعة القويه للمياه الساكنه في بركة السلام ، بجانب كسر لجمود التفاوض ، مستدلا بما أسماه “منطلق التفاهمات السابقة والتطابق بين الحركتين” والتي بحسب أبو مجاهد تصل مرحلة الاسم المشترك للكيانين، لافتا إلى أن الرجلين يتشابهان في كثير من المواقف والتي أبرزها الخلفيات الايديولوجية لكليهما حيث يميلان إلى اليسار المتطرف ، ويتميزان بصلابة المواقف وعدم الرضوخ بسهولة للكثير من عروض السلام وتوقيع الاتفاقيات وذلك من خلال صعوبة المطالب التي يطرحانها وعدم الميل للحلول المؤقته والترضيات، مستدلا بمواقف الحلو تجاه علمانية الدولة، وكذلك عدم رغبة عبدالواحد نور في الجنوح للسلام. ويرى عبدالرحمن، أن اللقاء سيكون له مابعده في دفع عملية السلام لجهة أن موقف الحلو تجاه السلام سيكون ايجابيا ويسهم بدوره في اقناع عبدالواحد نور في اللحاق بالركب، ولم يستبعد أبومجاهد الذي تحدث لـ “أفريقيا برس” أن يتم دمج مبادرة عبدالواحد نور مع مواقف الحلو من حيث اختيار الموقع للتفاوض- بمعنى اختيار موقع بديل لجوبا يقع داخل الاراضي السودانية -لإكمال توقيع الاتفاق وذلك لإعطاء مبادرة عبدالواحد شيئا من الاعتبار ، وأضاف ، كذلك يمكن إختيار مدينة كاودا نفسها مكان لهذا الحوار ولا أعتقد أن الوفد الحكومي سيرفض اذا تم هذا الطرح ، وما زيارة حمدوك السابقة لهذه المدينة ببعيدة عن الاذهان.

إيجابيات اللقاء

محمد علي فزاري، محلل سياسي وباحث في العلاقات الدولية

وفي رده على سؤال ، مامدى مساهمة اللقاء في الوصول إلى سلام ؟ يقول الكاتب الصحفي محمد علي فزاري لـ “أفريقيا برس” ممكن أن يقدم كل من عبد الواحد محمد نور والحلو الكثير لملف السلام خاصة بعد أن قضى وقت كثير على توقيع اتفاق سلام جوبا ، وتابع ، كل من الحلو و نور يملكان النفوذ و التأثير على الأرض و الواقع باعتبارهما يسيطران على مناطق مهمة مثلا عبد الواحد له ثقله في معسكرات النازحين و الحلو عنده ثقل في منطقة جبال النوبة ، وفي نظر فزاري ، فإن ، المساهمة الأكبر التي من المتوقع أن يقدمها الحلو و نور تكمن في إنهاء ملف الحرب للأبد وفتح ملف السلام.

تفاصيل اللقاء

زاهر عكاشة، القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال

كشف القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال ، زاهر عكاشة تفاصيل لقاءهم مع عبد الواحد نور ، مشيرا في حديثه لـ “أفريقيا برس” إلى أن اللقاء كان بغرض التنسيق مع عبدالواحد نور في الوصول إلى سلام دائم وشامل ، بجانب تحقيق العدالة بين كل مكونات السودان ، معتبرا حركة عبدالواحد بالفصيل الاصيل في عملية الكفاح المسلح ، ونوه إلى وجود تفاهمات وإتفاقيات مشتركة في العمل النضالي مع حركة نور تقود إلى سودان ديمقراطي قائم على الحرية والسلام والعدالة ، وأضاف عكاشة : إن اللقاء يصب في إتجاه تعزيز فرص السلام العادل والشامل ، مشددا على ضرورة أن تعالج قضايا الحرب من جذورها وأن لا تعالج عبر طاولة المفاوضات نظريا.

لقاء تنسيقي

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي بإسم قوات السلام السودانية

من جهته قال الناطق الرسمي بإسم قوات السلام السودانية العميد ياسر أحمد الخزين إن لقاء عبد العزيز الحلو ونور يأتي متزاما مع إنعقاد المؤتمر العام للجيش الشعبي لتحرير السودان في مؤتمر جوبا والذي من خلاله تم تنصيب القائد تلفون كوكو رئيسا للحركة الشعبية قطاع الشمال ، لافتا إلى أن اللقاء جاء لتنسيق الجهود بين القائدين لاسيما لعبد الواحد ، والذي يرى الخزين إنه يريد أن يستثمر هذه العلاقة الوطيدة والصلة الوثيقة ، بجانب أن يتضامن مع الحلو الذي يمتلك قوة حقيقية على أرض الميدان وموقعا إستراتيجيا ، وبحسب الخزين الذي تحدث لـ “أفريقيا برس” فإن اللقاء يسهم في تعقيد المشهد أكثر مما يسهم في تسريع وتيرة عملية السلام فعبدالعزيز الحلو بحسب الخزين سبق وأن تفاوض مع الإنقاذ وبموجب ذاك الإتفاق كان نائبا لوالي جنوب كردفان فلم يضف حينها لعملية السلام شيئاً أو يحرز تقدما في أي من ملفاته أو حلحلة قضايا المهمشين من أبناء النوبة الذين يمثلون ثقل قواته فمن جرب المجرب بحسب الخزين حصد الندامة ، مؤكدا أن السلام مطلب لكل الشعوب الحرة ، واستدرك بالقول أن الأطماع الشخصية هي ماتحول دون تحقيقه في السودان ، واعرب الخزين عن أمله أن تتحول نظرة عبدالواحد والحلو إلى نوايا سليمة ونظرة لقضايا المهمشين أكثر من حظوظهما وأطماعهما الشخصية ، وبحسب الخزين ، فقد عانى أبناء مناطق سيطرتهما الأمرين في حكومة الإنقاذ وما بعد الثورة فإن الوضع الآن أشد وطئا وأكثر قسوة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here