افريقيا برس – تونس. نصرالدّين السويلمي عادة وبعد إعلان التحوير الوزاري يقتضي الأمر عمليّة تسلّم وتسليم، لكن هنا قام سعيّد بتعطيل الأمر عمدا، نوع من أسلحة الضغط، بذلك أصبحت الكرة في ملعب المشيشي عليه أن يستسلم أو يتصرّف، وأصبحنا وكأنّنا أمام رئيس حكومة يعاني من حالة انسداد في تصريف شؤون الدولة بينما رئيس الدولة المسؤول عن الدفاع والخارجيّة يقوم بتصريف مهامه بلا مشاكل تذكر، لننتهي إلى صورة في شكل رئيس قام بواجبه وعلّل رفضه للقسم ويترقّب خطوة تأخّرت من قصر القصبة! تلك الصورة التي أراد قيس أو محور قيس تصديرها للرأي العام.. في الأثناء يترقّب سعيّد تراجع المشيشي عن موقفه والعودة إلى تثبيت وزراء الرئيس ومن ثمّ إلغاء التحوير وإعادة المشيشي إلى مهمّة وزير أوّل بعد أن تخلّص منها لصالح مهمّته الدستوريّة وانصرف للعمل بمقتضى مهمة رئيس حكومة وليس وزيرا أولا..
بهذه الإقالات وسدّ الشغور قام المشيشي بنقل الكرة إلى نصف الملعب، وخرج من حالة الانسداد وأصبح لكلّ الوزارات التي يشرف عليها مسؤولين مباشرين، عبر الحقيبة أو عبر النيابة، المهمّ خرج من وجوب التصرّف في الانسداد وأصبح في وضع يمكّنه من تصريف شأن الحكومة والاستمرار لوقت طويل بهكذا تركيبة. ما يعني تحويل الكرة من ملعب المشيشي إلى دائرة نصف الميدان وبالتالي إعادة سعيّد إلى المسؤوليّة التي أراد التنصّل منها والخروج من وضعيّة سعيّد يترقّب والمشيشي يبحث عن حلّ، ثمّ الذهاب إلى وضعيّة سعيّد والمشيشي يجب أن يبحثا سويّا عن حلّ.
إضافة إلى أنّ تصريف الشأن بالنيابة سيجلب الانتباه خاصّة في تحرّكات الوزراء بالنيابة إقليميّا ودوليّا، والأكيد أنّ الدُّول ستتحدّث عن لقاء وزرائها بوزراء بالنيابة من تونس، وستدرك أنّ الرئيس التونسي رفض استقبال أعضاء التحوير لأداء القسم، وأنّه اتهم وزراء من تونس بالفساد وأنّه رفض تقديم لائحة في الوزراء الفاسدين كي يحقق فيها رئيس الحكومة ويتخلّى عنهم إذا ثبت فسادهم.
خلاصة *أراد سعيّد وضع المشيشي في وضعيّة انتظار هدفها الابتزاز. *أقدم المشيشي على خطوة أغلق بموجبها باب الانتظار وانصرف إلى العمل. وضع سعيّد رئيس الحكومة في وضعيّة لا يمكنه التعايش معها وبالتالي لا يمكن تجاهل الرئيس.
*قام المشيشي بتخريجة نقلته من وضعيّة يصعب معها التعايش إلى وضعيّة التعايش.
*تلك وضعيّة تمكنه من إنهاء التجاذبات التي يتمعّش منها سعيّد والانصراف إلى العمل، في الأثناء ستكون القصبة على استعداد دائم للتفاعل مع أي مبادرة جديّة تصدر عن قرطاج.
