أهم ما يجب معرفته
اعتقلت السلطات في مدغشقر رئيس مجلس الشيوخ السابق ريتشارد رافالومانانا في إطار تحقيقات تتعلق بأحداث قمع الاحتجاجات الأخيرة. يُشتبه في قيادته لأعمال عنف ضد السكان، وقد يواجه اتهامات خطيرة تشمل تقويض أمن الدولة والتحريض على الكراهية. الاحتجاجات أسفرت عن مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، مما أدى إلى الإطاحة بالرئيس أندري راجولينا.
أفريقيا برس. أعلنت السلطات في مدغشقر اعتقال رئيس مجلس الشيوخ السابق ريتشارد رافالومانانا، في إطار تحقيقات تتعلق بأحداث قمع الاحتجاجات الأخيرة في البلاد.
وأفادت مصادر قضائية بأن عملية الاعتقال جرت في منزله بالعاصمة أنتاناناريفو، بعد أن رفض خلال الأيام الماضية الامتثال لاستدعاءات قوات الدرك.
وقال المدعي العام لدى محكمة الاستئناف في أنتاناناريفو، ديدييه ألبان رازافيدرالامبو، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن رافالومانانا يُشتبه في قيادته “أعمال عنف لقمع السكان”، مشيرًا إلى أن التحقيقات تتركز على دوره خلال المظاهرات التي شهدتها البلاد في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين.
وأوضح المصدر القضائي أن رئيس مجلس الشيوخ السابق قد يواجه اتهامات خطيرة، من بينها تقويض أمن الدولة، والتحريض على الكراهية، والتواطؤ في القتل والإيذاء العمدي.
وبحسب بيانات للأمم المتحدة، أسفرت الاحتجاجات عن مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، في أحداث انتهت بإطاحة الرئيس أندري راجولينا على يد مجموعة من الجنود في 14 أكتوبر/تشرين الأول.
ويُعد ريتشارد رافالومانانا من أبرز رموز النظام السابق، وقد أصبح هدفًا لغضب المتظاهرين الذين اعتبروه رمزًا لسلطة استبدادية بعيدة عن هموم الشارع.
وقبل ثلاثة أيام من اعتقاله، قررت المحكمة الدستورية العليا عزله من عضوية مجلس الشيوخ، على خلفية غيابه عن جميع جلسات مناقشة ميزانية عام 2026.
مدغشقر شهدت في السنوات الأخيرة توترات سياسية متزايدة، حيث تزايدت الاحتجاجات ضد الحكومة بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. في أكتوبر 2023، اندلعت مظاهرات واسعة النطاق أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص، مما أثار قلق المجتمع الدولي حول حقوق الإنسان في البلاد. ريتشارد رافالومانانا، الذي اعتُقل مؤخرًا، كان يُعتبر رمزًا للنظام السابق، مما زاد من حدة الغضب الشعبي ضده.
الاحتجاجات في مدغشقر ليست جديدة، حيث شهدت البلاد تاريخًا طويلًا من الاضطرابات السياسية. في عام 2009، أدت احتجاجات مشابهة إلى الإطاحة بالرئيس السابق مارك رافالومانانا، مما ساهم في خلق بيئة سياسية غير مستقرة. اليوم، تواصل البلاد مواجهة تحديات كبيرة في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.





