أهم ما يجب معرفته
اختتم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارته لإثيوبيا بدعوة دول الجنوب العالمي لتوحيد صفوفها. خلال الزيارة، أجرى مودي محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ووقع عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين. كما أعلن عن بدء مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين الهند وإثيوبيا، مشيدًا بالتطورات الديمقراطية في البلاد.
أفريقيا برس. اختتم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة إلى إثيوبيا استغرقت يومين في أول زيارة من نوعها لهذا البلد، حشد خلالها دول الجنوب العالمي، داعيًا إياها إلى الدفاع عن نفسها والوقوف صفًا واحدًا.
وأجرى مودي، خلال الزيارة، جولة محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، ووقّع عدة اتفاقيات بين البلدين.
وألقى رئيس وزراء الهند خطابًا أمام البرلمان الإثيوبي تحدث فيه عن عمق العلاقات بين البلدين، معلنًا عن بدء مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية.
ونقل مودي، عبر البرلمان الإثيوبي، إلى الشعب الإثيوبي تحية أكثر من مليار مواطن هندي، وقال إنه يشعر بشرف كبير بأن يكون في إثيوبيا أرض الأسود.
وعبّر عن تقديره للتطورات التي تشهدها إثيوبيا في كافة المسارات، مشيرًا إلى أن السلطة التشريعية التي يتحدث أمامها ترسخ قيم الديمقراطية التي تعبر عن المواطن، بما يشكل أساس تقدم السياسات والبرامج الوطنية.
وأشار مودي إلى أن البلدين يمثلان شريكين طبيعيين، فإثيوبيا تقع عند مفترق طرق القارة الأفريقية، والهند في قلب المحيط الهندي، مما يجعل التعاون بينهما أساسيًا للتنمية والسلام الإقليميين.
وأكد رئيس الوزراء الهندي أن لدى الهند وإثيوبيا رؤية مشتركة لعالم يسوده الإنصاف في التنمية، وسهولة الوصول للتكنولوجيا، واحترام السيادة، وتقاسم الازدهار، والدفاع عن السلام.
وقال إن “التضامن قوة، والتعاون مصدر نفوذ. واليوم، كدول من الجنوب العالمي، وكحضارات عريقة، وكأصدقاء، تقف الهند وإثيوبيا معًا”.
وأشار مودي إلى أن استضافة إثيوبيا مقر الاتحاد الأفريقي عززت مكانتها كمركز للدبلوماسية الأفريقية، مستشهدًا بدعم بلاده لانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين في عام 2023، انطلاقًا من رؤية مشتركة لعالم أكثر شمولًا.
شراكة استراتيجية
وكشف رئيس الوزراء الهندي عن إعداد خارطة طريق واضحة لتفعيل الشراكة، تشمل مجالات الاقتصاد والابتكار والتكنولوجيا والدفاع وبناء القدرات والتعاون متعدد الأطراف، معلنًا في هذا السياق قرار بلاده مضاعفة عدد المنح الدراسية المقدمة لإثيوبيا دعمًا للتنمية البشرية وتعزيز أواصر التعاون المستقبلي.
كما عبّر عن تقديره لمنحه أعلى وسام وطني في إثيوبيا، وقال إنه قبل الوسام بتواضع باسم شعب الهند التي تربطه علاقات خاصة مع إثيوبيا، كما استذكر دور آلاف المعلمين الهنود في دعم مسيرة التنمية الإثيوبية، مشيرًا إلى أنهم دخلوا قلوب الإثيوبيين من خلال مساهماتهم التعليمية.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن المحادثات نتج عنها تطور في العلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية بين البلدين في كافة المجالات، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين الهند وإثيوبيا.
وأوضح أن المحادثات ركزت على صياغة شراكة حديثة تقوم على احترام سيادة الدول وقائمة على المساواة والتضامن، وقال إن الهند شريك رئيسي للاستثمارات الأجنبية في إثيوبيا، حيث تنشط 650 شركة هندية في البلاد.
وتربط الهند وإثيوبيا علاقات ثنائية قوية، تشمل مجالات التجارة والدفاع، كما أن الاستقرار الاقتصادي المتنامي لإثيوبيا وموقعها الاستراتيجي قد يوفران لنيودلهي منصة مهمة لتوسيع حضورها الاقتصادي في القارة الأفريقية.
تاريخ العلاقات بين الهند وإثيوبيا يمتد لعدة عقود، حيث تعتبر إثيوبيا واحدة من أقدم الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الهند. شهدت العلاقات الثنائية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار. الهند تعد من أكبر المستثمرين في إثيوبيا، حيث تعمل العديد من الشركات الهندية في مختلف القطاعات.
تعتبر إثيوبيا مركزًا مهمًا للدبلوماسية الأفريقية، حيث تستضيف مقر الاتحاد الأفريقي. هذا الموقع الاستراتيجي يعزز من دورها كحلقة وصل بين الهند وأفريقيا، مما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي. في السنوات الأخيرة، زادت الهند من دعمها لإثيوبيا من خلال منح دراسية ومساعدات تنموية، مما يعكس التزامها بتعزيز العلاقات الثنائية.





