أفريقيا برس – مصر. يعد “قصر المجوهرات” أحد أهم المتاحف التاريخية والوجهات السياحية في محافظة الإسكندرية، والوحيد الذي يعرض مقتنيات أسرة محمد علي التي حكمت مصر لأكثر من 150 عاماً متصلة.
يضم المتحف 11 ألفاً و500 قطعة من مقتنيات أفراد الأسرة العلوية على مدار فترة حكمها التي بدأت في عام 1805، وانتهت عام 1952، من بينها كنوز أثرية، كانت تقتنيها ملكات وأميرات، ويحظى المتحف باهتمام سياحي كبير يجسد قيمته التاريخية، وما يحتويه من آثار ومقتنيات نادرة وفريدة، من بينها قطع مجوهرات ثمينة تعود إلى كبار المصممين في مصر وأوروبا.
يقع المتحف في حي زيزينيا، أحد أرقى أحياء الإسكندرية، وهو مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، بقرار رئيس مجلس الوزراء منذ عام 1999، ويتكون من جناحين، شرقي وغربي، يتكون كل منهما من طابقين وبدروم، ويضم مئات المقتنيات الملكية النادرة، من بينها تاج الزهور الخاص بالملكة فريدة، زوجة الملك فاروق الأولى، والمصنوع من البلاتين المرصع بالألماس، وهو مكون من خمس زهور متدرجة الأحجام، ومرصع بـ1500 فص ألماس أبيض وأصفر، وتاج الأميرة شويكار، الزوجة الأولى للملك فؤاد، والمصنوع من البلاتين المرصع بالألماس واللؤلؤ.
ويضم المتحف الوشاح الأكبر لمحمد علي باشا، ومجموعة من النياشين المصنوعة من الذهب والفضة، والمرصعة بالياقوت والألماس الأحمر، إلى جانب العديد من الأوسمة، ومنها “وسام الكمال” الذي كان يمنح للملكات والأميرات، وهو من درجتين، الأولى مرصعة بالألماس، والثانية من دونه.
ويعُج المتحف بالمقتنيات الأثرية النادرة التي تثير إعجاب وانبهار زوّاره، ومن بينها “الشطرنج” الذهبي الخاص بالملك فاروق، والذي يعد من أبرز مقتنيات المتحف، وكأس الملك المُشكل على شكل معبد مصري قديم، وعلبة حلي زفاف الملكة فريدة على الملك فاروق، وتتناثر المقتنيات في أركان المتحف لتبهر الزائرين، وتعيد حنين البعض إلى زمن الأسرة الملكية.
ويضم المتحف تبويباً خاصاً بأطقم المجوهرات، والمناسبات التي ارتدتها فيها ملكات وأميرات الأسرة العلوية، ولا تقتصر المقتنيات على الحلي التي يجري ارتداؤها للزينة، بل تلك الخاصة بالاستخدامات المنزلية اليومية، مثل مقتنيات الملك فاروق التي تضم طاقم أدوات زينة مكونة من أربع وعشرين قطعة، مصنوعة من الكريستال والفضة، ومطلية بالذهب، ومجموعة الأمير محمد علي توفيق، والتي تشمل 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب، و2753 فصاً من الألماس والفلمنك، وحافظة نقود من الذهب المرصّع بالألماس، فضلاً عن ساعة جيب خاصة بالسلاطين العثمانيين.
ويزخر المتحف بعشرات من الأوشحة والساعات الذهبية، والأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية المرصعة بالأحجار الكريمة والذهب، وبعضها تعود إلى عصر الخديوي سعيد، ومنها 4 آلاف من العملات الأثرية المتنوعة، وساعات من الذهب الخالص، وصور ملونة للخديوي إسماعيل والخديوي توفيق.
ويحتفظ المتحف في ركن خاص بمجموعة تحف ومجوهرات الملك فؤاد، وأبرزها مقبض من الذهب المرصع بالألماس، وأوسمة ذهبية وأنواط عليها صورته، وصينية ذهبية عليها توقيع 110 من الباشوات، وعصا “المارشاليه” المصنوعة من الأبنوس والذهب، وطبق من العقيق أهداه للملك فؤاد قيصر روسيا، فضلاً عن مجموعة مجوهرات زوجته الملكة نازلي.
وإلى جانب ضخامة وأهمية مقتنيات المتحف التي جمعتها العائلة العلوية طوال فترة حكمها، تبرز أهمية تصميمه على الطراز الأوروبي الفخم، إذ يستقبل زائريه بلوحة زيتية ضخمة لمحمد علي باشا، يجاورها عدد من اللوحات لأصحاب القصر، كما يزين المدخل واجهة بيضاء ممزوجة بالألوان الحمراء الملكية، وتغطي أرضياته أفخر أنواع الأخشاب المستوردة من كلّ بقاع الأرض، والتي يظهر فيها مهارة مُشيده المهندس الإيطالي أنطونيو لاشياك، والذي بناه على غرار القصور الأوروبية في عهد النهضة بأسلوب الباروك والروكوكو.
وعن تاريخ “قصر المجوهرات” يقول عميد الأثريين في الإسكندرية، أحمد عبد الفتاح، إن “المتحف كان قصراً خاصاً بالأميرة فاطمة الزهراء حيدر، ابنة الأمير علي حيدر شناسي ابن الأمير أحمد رشدي بك، ابن الأمير مصطفى بهجت فاضل باشا، ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا الكبير. بدأت والدتها السيدة زينب فهمي، في بناء القصر في عام 1919، ثم أكملت الأميرة فاطمة البناء والتأسيس في عام 1923، وكان القصر يُستخدم لإقامة الأسرة صيفاً حتى عام 1952، ثم تحول إلى استراحة تابعة لرئاسة الجمهورية، حتى صدر قرار جمهوري في عام 1986، يقضي بتخصيص القصر متحفاً للمجوهرات الملكية، وعرض مقتنيات أسرة محمد علي، وافتتح متحفاً في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1986”.
ويشير مدير عام آثار الإسكندرية الإسلامية والقبطية، محمد متولي، إلى أن “مساحة المتحف تبلغ 4185 متراً مربعاً، تتضمن الحدائق، ويحتوي على 13 قاعة عرض تضم المقتنيات الأثرية في فتارين زجاجية مفروشة بأقمشة الحرير الحمراء. ويتكون المتحف من جناحين، أحدهما شرقي والآخر غربي، ويربط بينهما ممر ذو شرفات على الجانبين، ويشمل الجناح الغربي طابقين، يضم الأول 4 قاعات وبهواً، أما الثاني فيضم 4 قاعات يتوسطها بهو كبير”.
بدورها، تؤكد مدير “قصر المجوهرات”، صفاء فاروق، أن “المتحف يضم 11 ألفاً و500 قطعة تخص أفراد الأسرة الملكية، وتعرض في 33 فاترينة، تضم كل واحدة مقتنيات أمير أو أميرة من أفراد الأسرة العلوية، وأولها فاترينة للمجوهرات الملكية الخاصة بالأميرة شويكار، الزوجة الأولى للملك فؤاد، وهي مرصعة بالأحجار الكريمة والألماس، والمتحف يتّبع أحدث الأساليب التقنية المعمول بها في متاحف العالم، بغرض الحفاظ على قيمته الأثرية والتاريخية، وتقديم أفضل خدمة لزواره من المصريين والأجانب”.
وتلفت مديرة المتحف، إلى أنّ “أحدث القرارات الإدارية كانت البدء في تطبيق قرار شراء تذاكر الدخول بنظام البطاقات البنكية، ومنع الدفع النقدي، وذلك في منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، وقيمة تذاكر الدخول للزوار المصريين والعرب 20 جنيهاً، وللطلاب المصريين والعرب 5 جنيهات، بينما قيمة التذكرة للسياح الأجانب 120 جنيهاً (4 دولارات أميركية)، وللطالب الأجنبي 60 جنيهاً (نحو دولارين)”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس