سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي أن التعاون الروسي المصري يشهد تطورًا ملحوظًا منذ انطلاق الشراكة الثنائية في عام 2018، مما يعزز الآفاق الاقتصادية للطرفين سواء على المستوى الثنائي أو ضمن إطار مجموعة “بريكس”.
وأضاف في حوار مع “أفريقيا برس” أن مصر تركز في مناقشاتها مع روسيا على القضايا الإقليمية والتحديات الدولية، سعيًا لتوحيد المواقف في قضايا الشرق الأوسط. كما شدد على قدرة مصر على لعب دور فعّال كحلقة وصل بين الدول العربية و”بريكس”، وأوضح أن هناك فوائد محتملة كبيرة من هذا التعاون، رغم التحديات التي تواجهها، بما يسهم في تعزيز موقع مصر الاستراتيجي في المنطقة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد بحث مع سفير مصر لدى روسيا، نزيه النجاري، سبل تعزيز التعاون ضمن إطار مجموعة “بريكس”. وتم خلال المحادثة تبادل لوجهات النظر حول قضايا الشرق الأوسط الراهنة، لاسيما العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.
وفي هذا السياق، يتحدث الدندراوي إلى “أفريقيا برس” في الحوار الصحفي التالي، لتقديم رؤيته حول التعاون المصري الروسي ودور مجموعة “بريكس” في المنطقة.
ما هي الآفاق الاقتصادية المحتملة للتعاون الروسي المصري ضمن إطار “بريكس”؟
يشهد التعاون الروسي المصري تطورًا ملحوظًا منذ إطلاق الشراكة الاقتصادية الثنائية بين البلدين عام 2018، مما يعزز النمو والتعاون الاقتصادي سواءً على مستوى العلاقات الثنائية أو ضمن تكتل “بريكس” بشكل أوسع. وقد تجلى ذلك خلال القمة التي اختتمت الأسبوع الماضي في روسيا، حيث تم التأكيد على أن الآفاق الاقتصادية المتاحة لمصر وروسيا واعدة، سواءً من خلال شراكات ثنائية لمشاريع مشتركة في مصر، أو عبر زيادة الصادرات المصرية وتوسيع التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية.
ما هي القضايا التي تعتبرها مصر أولوية في مناقشاتها مع روسيا ضمن مجموعة “بريكس”؟
تركز مصر في مناقشاتها مع روسيا على عدة قضايا ذات أولوية. أولاً، تُعنى بالقضايا الثنائية والتحديات والأزمات الدولية، مع التركيز على وضع هيكلة مالية لمواجهة هذه التحديات. ثانيًا، تركز على التفاهمات المتعلقة بالقضايا السياسية الإقليمية، بما يشمل قضايا الشرق الأوسط وحرب غزة ولبنان، مع السعي لتوحيد المواقف بين مصر وروسيا تجاه هذه القضايا.
ما هي الخطوات التي يمكن لمصر اتخاذها لتعزيز دورها كحلقة وصل بين روسيا والدول العربية في “بريكس”؟
تعتبر مصر مرشحة لتكون حلقة الوصل الأساسية بين الدول العربية ودول “بريكس” الرئيسية كالبرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين. ولتعزيز هذا الدور، يمكن لمصر العمل على تقريب وجهات النظر بين الدول العربية وتكتل “بريكس” وتسهيل التعاون المستقبلي بين الجانبين، مما يعزز دورها كجسر فعال بين المنظومتين.
ما هي التحديات التي قد تواجهها مصر في تعزيز تعاونها مع روسيا ضمن مجموعة “بريكس”؟
تواجه مصر تحديات متعددة في تعزيز التعاون مع روسيا ضمن إطار “بريكس”، من أبرزها التحديات الثنائية المتعلقة بزيادة النمو الاقتصادي وتوسيع الشراكات في مختلف المجالات، مثل السلع الغذائية والصناعات التكنولوجية. كما أن لروسيا شراكة رئيسية في مشروع الضبعة النووي في مصر، ما يجعل من التعاون في المجالات الحيوية، خاصة النووية، عاملاً جوهرياً يتطلب تنسيقاً عالياً وتجاوز العديد من العقبات لتحقيق الاستفادة المتبادلة.
ما هي الفوائد المحتملة التي يمكن أن تحققها مصر من تعزيز التعاون داخل مجموعة “بريكس”؟
الفوائد المحتملة التي يمكن أن تحققها مصر من تعزيز التعاون ضمن مجموعة “بريكس” باتت واضحة، رغم عضويتها الحديثة التي لم تتجاوز العام. فقد بلغ حجم الشراكة بين مصر ودول “بريكس” نحو ثلاثين مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، بزيادة ملحوظة مقارنة بالعام السابق الذي بلغت فيه الشراكة نحو أربعة وعشرين مليار دولار. يظهر هذا التعاون إمكانيات كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية وزيادة التعاون الاقتصادي بين مصر وتكتل “بريكس” بشكل عام، مما يسهم في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي المستقبلي.
كيف يمكن لمصر أن تلعب دورًا أكبر في قضايا الشرق الأوسط من خلال عضويتها في مجموعة “بريكس”؟
يمكن لمصر أن تلعب دورًا كبيرًا في قضايا الشرق الأوسط من خلال عضويتها في مجموعة “بريكس”، وذلك عبر تعزيز الرأي العام العربي والإقليمي بصفتها دولة محورية في المنطقة. ويمكنها الاستفادة من موقعها الاستراتيجي وعلاقاتها الاقتصادية في المجموعة لتوسيع تأثيرها السياسي، بما يدعم دورًا أوسع وأكثر تأثيرًا في الملفات السياسية والقضايا الإقليمية المهمة.
كيف يؤثر انضمام مصر إلى مجموعة “بريكس” على علاقاتها مع الدول الغربية؟
يمكن لانضمام مصر إلى مجموعة “بريكس” أن يعزز علاقاتها الدولية عبر عدة محاور، حيث يسهم في توطيد التعاون مع الدول العربية الأعضاء في المجموعة، إلى جانب خلق فرص جديدة مع الدول الغربية. ويمثل الانضمام منفعة مشتركة، بما يخدم المصالح المصرية ودول “بريكس” على حد سواء، إذ يتيح لمصر لعب دور فعّال في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية. ويُتوقع أن يزيد هذا التعاون مع الدول الغربية من خلال تطوير مجالات التبادل ومناقشة القضايا المشتركة، كما ظهر في قمة “بريكس بلاس” الأخيرة في روسيا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس