أفريقيا برس – مصر. أكد الباحث السياسي المصري محمد السيد، على أهمية اللقاء الذي جمع الرئيس المصري بنظيره الإيراني، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يقوي العلاقات بين البلدين في وقت تمر فيه المنطقة بمرحلة دقيقة.
وقال في حوار مع “أفريقيا برس”، إن المشروع الصهيوني والأمريكي يحيطان بالمنطقة، ما يجعل التعاون بين مصر وإيران ضروريًا لمواجهة محاولات التقسيم.
وأضاف السيد أن فتح السفارات سيعزز هذا التعاون، وشدد على أن عودة العلاقات ستسهم في منع تحقق مشاريع تفتيت الدول العربية، خاصة مع تركيز الهجمات على مصر كهدف رئيسي في المنطقة.
وعلى هامش قمة مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية التي عُقدت في القاهرة، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وبحث معه تطور العلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية، لا سيما في سوريا وغزة ولبنان.
بعد اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، أعلن مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، مهدي سنائي، أنه سيتم قريبا إعادة فتح السفارات بين البلدين بعد أكثر من أربعة عقود، كيف تفسر توقيت هذه الخطوة وما الدوافع الإستراتيجية وراءها من وجهة نظر البلدين؟
أعتقد أن هذا اللقاء هام جدًا ويقوي العلاقات بين البلدين. ومن المعلوم أننا نمر بمرحلة صعبة جدًا على المنطقة بأكملها، حيث تتحقق ملامح “شرق أوسط كبير” أو جديد. يحيط المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي بالمنطقة ويسقطون دول المنطقة. ومن المعروف أن مصر هي الجائزة الكبرى وإيران مستهدفة أيضًا من قبل هذا المشروع. لذا، لا بد من تعاون أو عودة التعاون بين مصر وإيران، باعتبارهما أكبر دولتين في المنطقة. ومن المهم جدًا أن يكون هناك تعاون بينهما لمنع تحقق هذا المشروع، خاصة وأن مصر معلوم أنها مستهدفة للتقسيم والتفتيت من قبل هذا المشروع الذي يعتبر مصر الجائزة الكبرى.
صدرت مواقف مشتركة وقريبة من الرئيسين مما يجري من تطورات في سوريا وغزة، كيف يمكن للمواقف المشتركة بين إيران ومصر حول الأحداث في المنطقة أن تعزز فرص إعادة فتح السفارات؟
الملفات المشتركة تساعد بالتأكيد على عودة العلاقات، خاصة أن الأمن القومي المصري تضرر بما يحدث في غزة وما حدث في سوريا. وفي نفس السياق، تعتبر إيران داعمًا رئيسيًا لسوريا ولغزة، وبالتالي، كانت إيران أحد أهم جبهات الإسناد لغزة وسوريا. لذا، التقارب فيما يتعلق بهذه الملفات مهم جدًا، والمشاركة في منع التدخل الأمريكي والصهيوني فيما يفعلانه في غزة وفي سوريا يجمع بين البلدين وبالتالي يقرب وجهات النظر ويساعد على عودة العلاقات.
هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي وبعض دول المنطقة، يمكن أن تتفاعل إيجابيا، مع أنباء التقارب بين مصر وإيران؟
حتمًا، العدو الأمريكي والعدو الصهيوني وبعض دول المنطقة التي استخدم فيها الأمريكي والصهيوني فزاعة السنة والشيعة والتمدد الشيعي، لن يرحبوا بعودة العلاقات بين مصر وإيران. بل بالعكس، سيحاولون إعاقة عودة العلاقات بين مصر وإيران، لأن عودة العلاقات بين البلدين تعني أن تحالفين كبيرين لدولتين كبيرتين في المنطقة يتحدان لمواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت، ولدعم دول المنطقة خاصة الدول التي تواجه العدو الأمريكي والعدو الصهيوني.
كيف ستؤثر إعادة فتح السفارات المحتملة على العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين إيران ومصر؟
حتمًا، سيؤثر فتح السفارات وعودة العلاقات على التعاون الاقتصادي والتعاون السياسي والعسكري بين مصر وإيران، خاصة وأن إيران استطاعت أن تحقق طفرة كبيرة على المستوى العسكري. فقد استطاعت أن تصبح الدولة رقم واحد في العالم فيما يتعلق بصناعة المسيرات، ولديها برنامج نووي وصواريخ بعيدة المدى، وتمتلك تصنيعًا على هذا المستوى جيدًا. إلى جانب ذلك، لديها تجربة في الاعتماد على الذات على المستوى الاقتصادي، وهي تجربة مهمة جدًا. أعتقد أن مصر يمكن أن تستفيد من هذه التجربة بشكل كبير فيما يتعلق بالعلاقات وعودة العلاقات بينها وبين إيران، والتي يمكن أن تبرد كثيرًا من الملفات في المنطقة، خاصة الملفات التي فيها تخوف من التمدد الإيراني المزعوم، الذي يدعيه الأمريكي والصهيوني لإخافة دول الخليج على أقل تقدير.
كيف يمكن أن يسهم التعاون بين إيران ومصر في تحقيق حلول دائمة للحروب في غزة وسوريا ولبنان؟
طبعًا، أعتقد أن التعاون بين مصر وإيران سيؤثر بالتأكيد على العديد من الملفات الخاصة بالحروب، خاصة الملف اللبناني والفلسطيني والسوري. هذه الدول هي الامتداد الطبيعي للأمن القومي المصري. تلك الملفات لها دور كبير في دعم هذه الدول ودعم المقاومة، سواء المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية ودعم النظام السوري السابق. وبالتالي، يمكن أن تدعم المقاومة السورية، وهذا حتمًا سيتم، لأن الأوضاع في سوريا لا يمكن أن تستقر بوجود فصيل إرهابي في سدة الحكم. حتمًا ستتشكل مقاومة سورية ضد هذا الفصيل الإرهابي، وأعتقد أن إيران ستدعم هذه المقاومة السورية التي يمكن أن تتشكل في القريب العاجل.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه العلاقات المتجددة بين إيران ومصر في الاستقرار الإقليمي بالبحرين المتوسط والأحمر والخليج، خاصة وأن المنطقة تتجه نحو مزيد من الحروب والأزمات؟
بالتأكيد، عودة العلاقات بين مصر وإيران ستساعد كثيرًا في حل العديد من المشكلات العالقة في البحرين الأحمر والأبيض. نحن نعلم جيدًا أن دعم إيران للحوثيين في اليمن مكّنهم من السيطرة على البحر الأحمر بشكل كامل، وبالتالي، قد تؤدي عودة العلاقات بين مصر وإيران إلى حل الكثير من القضايا العالقة في البحر الأحمر وكذلك في البحر الأبيض المتوسط. ونحن نعرف الصراعات الكبيرة حول مخزون الغاز والتنافس في منطقة البحر المتوسط. كما يمكن أن تلعب العلاقات المصرية الإيرانية دورًا في تهدئة الكثير من الصراعات في هذه المنطقة بشكل عام، وفي البحرين الأبيض المتوسط بشكل خاص.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس