أفريقيا برس – مصر. كشفت دراسة جديدة قام بها مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية، عن أضرار خطيرة لشرب الكحول، مشيرة إلى أن “رشفة وحدة من الكحول قد تكون كفيلة لإصابتك بالسرطان”.
ويؤثر الكحول، سواءً تم تناوله بانتظام أو في مناسبات خاصة فقط، سلبًا على الجسم، بدءًا من الدماغ والقلب، مرورًا بالرئتين والعضلات، وصولًا إلى الجهاز الهضمي والجهاز المناعي، وللكحول آثار ضارة واسعة النطاق على الصحة بما في ذلك التسبب بالسرطان.
ويُعد الكحول ثالث أهم سبب للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مسؤول عن نحو 100,000 حالة إصابة بالسرطان، و20,000 حالة وفاة بسببه سنويًا. وبالمقارنة، تُسبب حوادث المركبات المرتبطة بالكحول نحو 13,500 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأظهرت الدراسة أن “الكحول يرتبط ارتباطًا سببيًا بسرطان الفم والحلق والحنجرة والمريء والكبد والقولون والمستقيم والثدي”، وأشارت دراسة أخرى إلى وجود علاقة بين الشرب المزمن للكحول والإفراط به وسرطان البنكرياس.
وفي عام 2000، خلُص البرنامج الوطني الأمريكي لعلم السموم إلى أن “تناول المشروبات الكحولية مادة مسرطنة معروفة للإنسان”. وفي عام 2012، صنّفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، الكحول كـ”مسرطن من المجموعة الأولى”، وهو أعلى تصنيف يشير إلى وجود أدلة كافية لاستنتاج أن مادة ما تسبب السرطان لدى البشر.
تتفق كل من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والمعاهد الوطنية للصحة على وجود أدلة قاطعة على أن الكحول يسبب أنواعا عدة من السرطان.
تنص الإرشادات الغذائية الأمريكية على أن حتى الكميات القليلة من الكحول (أقل من مشروب واحد يوميًا أو حتى رشفة واحدة) تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وعلى الرغم من ذلك، لا يدرك العديد من الناس أن الكحول يسبب السرطان.
كيف يتسبب الكحول بالسرطان؟
يحدث السرطان عندما تنمو الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه في الجسم، إذ قد يؤدي الكحول إلى تكوين الورم عن طريق إتلاف الحمض النووي، ما يُسبب طفرات تُعطل انقسام الخلايا ونموها الطبيعي.
حدد الباحثون آليات عدة مرتبطة بالكحول وتطور السرطان، وهناك 4 طرق مميزة يُمكن أن يتسبب بها الكحول بمرض السرطان وهي أيّض الكحول والإجهاد التأكسدي والالتهابات والتغيرات في مستويات الهرمونات والتفاعلات مع مواد مسرطنة أخرى مثل دخان التبغ.
أيّض الكحول هو العملية التي يُحلل بها الجسم الكحول ويتخلص منه. عندما يتحلل الكحول، يكون أول ناتج ثانوي له هو “الأسيت ألديهيد”، وهي مادة كيميائية تُصنف بدورها على أنها مادة مسرطنة.
وهناك أدلة قوية على أن الكحول قد يُحفّز الجسم على إطلاق جزيئات ضارة تُسمى الجذور الحرة، هذه الجزيئات قادرة على إتلاف الحمض النووي والبروتينات والدهون في الخلايا في عملية تُسمى “الإجهاد التأكسدي”.
كما يُمكن أن يؤثر الكحول بشكل مباشر على مستويات الهرمونات بطرق تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال، يُمكن أن يزيد هرمون الـ”إستروجين” من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويُمكن أن يؤدي شرب الكحول باعتدال إلى رفع مستويات هرمون الـ”إستروجين”، كما يُضاعف الكحول من خطر الإصابة بسرطان الثدي عن طريق تقليل مستويات “فيتامين أ”، وهو مُركب يُنظّم الـ”إستروجين”.
ويُعاني الأشخاص الذين يشربون الكحول ويدخنون من خطر متزايد للإصابة بسرطان الفم والبلعوم والحنجرة. ويُسهّل الكحول على الجسم امتصاص المواد المُسرطنة الموجودة في السجائر الإلكترونية، والتدخين بحد ذاته قد يُسبب الالتهاب ويُحفّز الجذور الحرة التي تُتلف الحمض النووي.
ووفقا للدراسة التي نشرتها مجلة “ساينس أليرت” العلمية، فإن الجينات الفردية لكل شخص، ونمط الحياة والنظام الغذائي وعوامل صحية أخرى يمكن أن تؤثر جميعها على تأثير الكحول على تكوّن الأورام، حتى ولو كانت رشفة واحدة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس