عادل الدندراوي: ما يجري في غزة إبادة إسرائيلية تُنفّذ برعاية أمريكية

6
عادل الدندراوي: ما يجري في غزة إبادة إسرائيلية تُنفّذ برعاية أمريكية
عادل الدندراوي: ما يجري في غزة إبادة إسرائيلية تُنفّذ برعاية أمريكية

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي أن مخرجات القمة الثلاثية بين قادة مصر والأردن وفرنسا تمثل رسالة دولية لوقف الإبادة في غزة، لكنها غير كافية دون ضغط حقيقي.

وقال في حوار مع “أفريقيا بريس”، إن فرنسا بدأت تدرك خطورة ما يجري، لكن دورها لا يزال رمزيًا.

وأضاف أن محاولات التهجير القسري والطوعي وجهان لعملة واحدة، وأن الفلسطينيين يرفضون مغادرة وطنهم.

وشدد على أن الموقف الدولي ضعيف، والرعاية الأمريكية للعدوان واضحة، مشيرًا إلى أن المطلوب اليوم تحرك عربي وأوروبي فعّال يتجاوز التصريحات، ويستند إلى إرادة سياسية وغضب أخلاقي حقيقي.

ما رأيك في مخرجات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة؟

مخرجات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية، المنعقدة في القاهرة، تُعد رسالة ثلاثية دولية إلى إسرائيل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة وقف تلك الإبادة في غزة. كما تمثل تحركًا دوليًا لافتًا لاتخاذ موقف واضح، وعودة وقف القتال ووقف إطلاق النار في غزة.

هل تعتقد أن دعوة القمة لوقف إطلاق النار كافية في ظل غياب إجراءات ضاغطة على إسرائيل؟

قد لا تكون هناك، في الحقيقة، إجراءات ضاغطة على إسرائيل لوقف الإبادة في غزة، ولكنها، كما أسلفنا، تُعد رسالة دولية تُظهر غضب الموقف الدولي، خاصة أن فرنسا بدأت توقن تمامًا أن ما يجري في غزة هو إبادة حقيقية، والغرض منها المزيد من القتل وسفك الدماء ضد الفلسطينيين الذين يرفضون التهجير من وطنهم.

ما تقييمكم لدور فرنسا في الأزمة الفلسطينية الحالية؟ وهل ترى أن زيارة ماكرون كانت ذات أثر حقيقي أم بروتوكولية؟

دور فرنسا يُعد تحركًا إيجابيًا، وزيارة ماكرون للقاهرة هي أيضًا رسالة حقيقية، وتحرك يكاد يكون متعاقبًا بشكل فعلي ورافضًا لهذه الإبادة الحقيقية التي تجري دون داعٍ، والمناقضة لكل الاتفاقيات والتعهدات. وهي أيضًا رسالة واضحة يدركها العالم أجمع، وتُظهر ضرورة وقف الإبادة في غزة. لكنها قد لا تكون ذات أثر حقيقي، وربما لا تُشكل ضغطًا كبيرًا، سواء على إسرائيل أو على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الراعي الحقيقي لهذه الإبادة.

برأيكم، لماذا لا تلجأ الدول الثلاث (مصر والأردن وفرنسا) إلى اتخاذ خطوات عملية، مثل قطع العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب، للضغط عليها؟

قد لا تلجأ الدول الثلاث: مصر والأردن وفرنسا، إلى إجراءات عملية مثل قطع العلاقات الاقتصادية، لأنها في الأساس قد تضر بها، خاصة أن مصر والأردن تعانيان من مصاعب اقتصادية، ومصر بشكل خاص تمرّ بظروف اقتصادية حرجة قد لا تؤهلها تمامًا لاتخاذ مثل هذا الإجراء. بل إن الرسائل السياسية يجب أن تكون أقوى من ذلك، حتى الرسائل نفسها ما زالت ضعيفة، فالموقف الدولي ضعيف تجاه وقف الإبادة في غزة، سواء من حيث الرسائل الموجّهة إلى إسرائيل أو إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يجب وقف دعمه لجرائم نتنياهو، المطلوب محاكمته كمجرم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ما موقفكم من محاولات التهجير القسري أو “التهجير الطوعي” كما تروّج له إسرائيل في قطاع غزة؟

محاولات التهجير القسري أو التهجير الطوعي هما وجهان لعملة واحدة. الفلسطينيون أصحاب القضية يرفضون مغادرة غزة، وهذه رسالة واضحة من الفلسطينيين أنفسهم. أما الوجه الآخر، فمصر لا تتحمل فعليًا هذا التهجير، والرأي العام المصري يرفض تمامًا النزوح إلى سيناء أو محاولة دخولها بأي شكل من الأشكال ضمن ما يُعرف بصفقة القرن. كلها محاولات يدركها الرأي العام المصري جيدًا، وربما تكون جزءًا من مخططات صفقة القرن التي لم تُكشف خارطتها الحقيقية بعد. لكن لمصر دور، وللأردن أيضًا دور، وهناك محاولات حثيثة للضغط عليهما للانضمام إلى الصفقة، ومحاولة تغيير هذه الخريطة، وهي محاولات جارية على قدم وساق، ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لفرضها بالقوة.

زيارة ماكرون لمعبر رفح ومراكز استقبال المساعدات، هل ستُغيّر من الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل؟

زيارة ماكرون لمعبر رفح، وعلى بُعد أقل من خمسين كيلومترًا من حدود رفح، هي رسالة حقيقية أولًا، رافضة لاستمرار الإبادة الإسرائيلية بحق سكان غزة، وثانيًا، رافضة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. كما تُعدّ رسالة ودعوة للموقف الأوروبي للانضمام إلى فرنسا أو لتغييره، لأن الموقف الفرنسي لم يَعُد مؤيدًا لاستمرار هذه الإبادة، وإن كان يؤيد ضرورة وقف إطلاق النار، وإيجاد تسوية تقوم أساسًا على حل الدولتين، وضرورة إقرار السلام.

كيف تُقيّمون تحرّك الرأي العام الأوروبي مقارنة بالبداية؟ وهل هناك تغيّر فعلي يمكن البناء عليه لدعم القضية الفلسطينية؟

الرأي العام الأوروبي، مقارنة بالبداية، ربما أدرك — وليس هو فقط بل العالم أجمع — أن ما يجري في غزة هو إبادة من أجل الإبادة؛ أي أن الغرض منها هو قتل المزيد من الأعداد الهائلة، إما عقابًا لهم على رفض التهجير، أو رسالة لحركة حماس بضرورة الخنوع، وإطلاق المحتجزين الإسرائيليين، دون الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار أو احترام الوسطاء الراعيين لهذا الاتفاق. كلها أمور تجري في ظل فرض القوة ومنطق القوة، بدعم أمريكي ورعاية أمريكية لهذه الإبادة التي يسجلها التاريخ بدمٍ بارد.

ما المطلوب اليوم من الدول العربية والأوروبية لتجاوز مرحلة التصريحات نحو تحركات حقيقية تُوقف الإبادة في غزة؟

المطلوب من الدول العربية والأوروبية هو التحرك الفعّال، التحرك الحقيقي الذي يراعي الضمير الحي، ويهدف إلى وقف هذه الإبادة، التي قد ترتقي إلى مستوى أيديولوجية معينة. لأنه لو كانت الأيديولوجية مختلفة، أو لو كان أهل غزة من ديانة أخرى، قد لا نشهد هذه الإبادة. لقد عاصرنا كيف أن حرب كوسوفو في التسعينيات دفعت حلف شمال الأطلسي إلى معاقبة يوغوسلافيا وقصفها، حتى في مناطق تحتوي على معسكرات عسكرية، لإجبارها على وقف الضربات ضد مسلمي البوسنة والهرسك. إذن، الحقيقة على الأرض أن هذه الإبادة تجري ضد أيديولوجية معينة، ويجب أن يكون هناك تحرك أوروبي وعربي فعّال، على رأسه الغضب من هذه الإبادة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here