أفريقيا برس – مصر. أكدت مصر وألمانيا خطورة سياسات إسرائيل بخصوص التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة والتصريحات الصادرة أخيرا عن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بما يسمى “إسرائيل الكبرى”.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول الجمعة، وفق بيان للخارجية المصرية السبت.
وذكر البيان أن الاتصال تناول التداعيات شديدة السلبية للتصريحات والسياسات الإسرائيلية الأخيرة حيث أشار عبد العاطي إلى “خطورة تلك الخاصة بأوهام ’إسرائيل الكبرى’، وإنشاء وحدات استيطانية في القدس المحتلة”.
واتفق الوزيران، بحسب البيان، “على الخطورة البالغة لهذه السياسات والتصريحات على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وشدد عبد العاطي على أن “تلك السياسات تقوض فرص التهدئة وتحقيق السلام”، منوها “بضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي لوضع حد للتصعيد الإسرائيلي”.
والثلاثاء الماضي، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة “i24” العبرية، إنه “مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى”، ردا على سؤال عن شعوره بأنه في “مهمة نيابة عن الشعب اليهودي”.
وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من الفرات إلى النيل.
والخميس، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش والذي يشغل أيضا منصبا بوزارة الدفاع يشرف على شؤون الاستيطان، أعلن الموافقة على بناء 3 آلاف و401 وحدة استيطانية جديدة قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، و3 آلاف و515 وحدة في المنطقة المجاورة.
ولفت بيان الخارجية المصرية إلى أن عبد العاطي “أطلع نظيره الألماني على مستجدات الأوضاع الإنسانية والطبية الكارثية في قطاع غزة وتطورات المفاوضات (غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس) للتوصل إلى صفقة لوقف اطلاق النار في غزة”.
والجمعة، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية، بأن “الوسطاء (مصر وقطر) يسعون إلى تسريع المحادثات بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق (لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية) بأسرع وقت”.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى تؤكد أن نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح مواصلة الحرب بما يضمن بقاءه في السلطة، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
كما أطلع عبد العاطي نظيره الألماني، بحسب البيان نفسه، على “جهود مصر لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، وضرورة العمل على إزالة كافة العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و827 قتيلا و155 ألفا و275 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 240 شخصا، بينهم 107 أطفال.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس