أفريقيا برس – مصر. قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن مصر تعد أكبر شريك تجاري لبلاده في القارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، في العاصمة أنقرة، الأربعاء، عقب الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشترك بين تركيا ومصر.
وأفاد أن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومصر، الذي انعقد في 4 سبتمبر/ أيلول 2024، شكّل منعطفا مهما في العلاقات الثنائية.
وأوضح أنهما كوزيري خارجية البلدين يتوليان تنسيق مسار التعاون في مختلف المجالات.
ولفت أنهما ناقشا اليوم جميع جوانب العلاقات الثنائية بالتفصيل، فضلا عن تقييم الأوضاع الأخيرة للاتفاقيات قيد التفاوض.
وقال: “نهدف إلى إعداد هذه الاتفاقيات لتكون جاهزة للتوقيع حتى انعقاد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون رفيع المستوى العام المقبل، وبذلك سنعزز الإطار القانوني الذي تستند إليه علاقاتنا”.
وأوضح أن حجم التجارة الثنائية ارتفع بنسبة 11 بالمئة في 2024 مقارنة بالعام السابق له، ليقترب من 9 مليارات دولار.
وأضاف: “نسعى لزيادة حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار”.
وأكد أن الشركات التركية تساهم من خلال استثماراتها بمصر في زيادة التوظيف وتعزيز الطاقة الإنتاجية هناك.
وأشار إلى توافق البلدين في تعميق التعاون في مجالات استراتيجية كالنقل والترابط والطاقة والهيدروكربونات.
ولفت أن التعاون العسكري مع مصر شهد تزايدا ملحوظا في الآونة الأخيرة، قائلا “لدينا إرادة مشتركة لتعزيز حوارنا العسكري والأمني من خلال الزيارات المتبادلة والتدريبات العسكرية المشتركة”.
وأكد على أهمية قطاع الصناعات الدفاعية بالنسبة لعلاقات التعاون بين البلدين، واصفا إياه بالمجال الواعد.
وأوضح: “نعتقد أن المشاريع المشتركة التي ستُطوّرها مؤسساتنا العامة وشركاتنا ستعزز تعاوننا في هذا المجال”.
وأضاف أنه سيصدر ونظيره المصري بيانا مشتركا في ختام الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين تركيا ومصر.
وقال: “وبهذا نكون قد وثّقنا أهدافنا وخارطة طريقنا للفترة المقبلة”.
فيدان: غزة جزء من فلسطين وينبغي أن تظل وتُعامل كذلك
وقال هاكان فيدان، إن غزة جزء من فلسطين وينبغي أن تظل وتُعامل كذلك.
وأوضح فيدان، أنه بحث مع عبد العاطي، الأوضاع الأخيرة في غزة، حيث أكد أن حركة حماس، تُظهر أنها تمتلك الإرادة لاتخاذ خطوات بناءة لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وأنه ينبغي أن يكون لدى الجانب الإسرائيلي النهج ذاته.
وجدد دعوته لإسرائيل لإزالة كافة العوائق أمام فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما تقدم فيدان، بالشكر إلى مصر جراء جهودها بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وخاصة المساعدات التركية.
وأشار إلى أن سفينة تركية انطلقت اليوم (الأربعاء) من ميناء مرسين (جنوبي تركيا) باتجاه ميناء العريش المصري، وعلى متنها 810 أطنان من المساعدات الإنسانية.
وأضاف فيدان، أن تركيا ستسخر كل إمكاناتها لإنشاء مناطق إيواء مؤقتة في غزة، والمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار.
وأكد أن تركيا ستقدم الدعم للمؤتمر الدولي المرتقب حول التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، الذي ستستضيفه مصر قريبا.
ولفت فيدان، إلى استمرار العمل من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن الترتيبات الإدارية والأمنية في غزة.
وأشار إلى أنه من الضروري في المرحلة المقبلة توضيح نطاق عمل قوة الاستقرار الدولية في غزة، كما يجب تحديد الإطارين القانوني والسياسي للجنة الفلسطينية ومجلس السلام، المزمع أن يتوليا إدارة غزة.
وقال: “نواصل مشاوراتنا المكثفة في هذا الشأن مع الدول المعنية، وفي مقدمتها مصر”.
وأكد فيدان، أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتذكر أن إدارة الفلسطينيين لأراضيهم أساسي، قائلا “غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، ويجب أن تظل كذلك وتُعامل على هذا الأساس”.
فيدان يرحب بانضمام سوريا للتحالف الدولي لمحاربة داعش
ورحب وزير الخارجية التركي، بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال فيدان، إن اللقاءات التي احتضنها البيت الأبيض مؤخرا كانت مثمرة للغاية، إذ شارك في جزء من لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والسوري أحمد الشرع، خلال زيارته للولايات المتحدة، حيث حظي بفرصة إبداء موقف تركيا إزاء القضايا الحاسمة في سوريا.
وأضاف: “ناقشنا كيفية إيجاد حلول للمشكلات القائمة من خلال التعاون بين الولايات المتحدة وسوريا وتركيا، وخاصة ما يتعلق بوحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية، وهو موضوع يحظى بأهمية خاصة بالنسبة لنا”.
وأشار فيدان، إلى أن المكانة التي بدأت سوريا تكتسبها على المستويين الإقليمي والدولي تبعث على ارتياح كبير، وأن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن تمثل تطورا مهما في هذا السياق.
كما رحب بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، إذ أتاح ذلك فرصا إضافية لتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب وتحسين بيئة الأمن والاستقرار في البلاد.
وأكد فيدان، أن تركيا ستواصل دعم رؤيتها لسوريا خالية من الإرهاب، وآمنة، وموحدة، وتتمتع بسيادتها الكاملة على أراضيها.
ولفت إلى أن الجهود المشتركة بين تركيا ومصر تسهم في إرساء السلام والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة كافة.
وأشار فيدان، إلى أن التعاون الوثيق القائم بين البلدين بدأ يؤتي نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأضاف أن نجاح الإدارة السورية الجديدة يتطلب من المجتمع الدولي تعاونا جماعيا من أجل تحقيق الاستقرار وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين.
وأكد في الوقت نفسه على أهمية أن تكون سوريا الجديدة عامل استقرار في المنطقة، وألا تشكل تهديدا لأي دولة.
وأشار وزير الخارجية التركي، إلى أنه عقب اجتماع ترامب والشرع، عُقد اجتماع ثلاثي بمشاركة نظيريه السوري والأمريكي، حيث ناقشوا كيفية تحقيق توازن أمني بين سوريا وإسرائيل عبر تفاهم مشترك، وكيفية تبديد مخاوف دول المنطقة في هذا الإطار.
وأوضح أن الولايات المتحدة تحاول لعب دور بناء في معالجة القضايا المتعلقة بالدروز في جنوب سوريا، والتنظيمات الإرهابية مثل “واي بي جي/ بي كي كي” في شمال شرق سوريا.
ووصف هذا التوجه بأنه “إيجابي ومهم من أجل استقرار سوريا”.
وفي سياق آخر، أكد فيدان، على أن تركيا تولي أهمية كبيرة لتحقيق استقرار دائم في ليبيا، ومواصلتها دعم الخطوات التي تُتخذ بقيادة ورعاية الليبيين.
وأشار إلى استمرار الجهود المشتركة الرامية إلى دفع العملية الجارية تحت مظلة الأمم المتحدة في ليبيا بالمرحلة المقبلة.
وشدد فيدان، على أن تركيا ترغب في رؤية شرق البحر المتوسط منطقة يسودها الاستقرار والازدهار، على أساس احترام المصالح المشروعة لجميع الأطراف ومبدأ العدالة.
وقال إن تركيا ومصر ستواصلان العمل المشترك في هذا الإطار.
وبشأن السودان، أوضح فيدان، أن تركيا تتشارك مواقف متقاربة مع مصر وجامعة الدول العربية حيال التطورات هناك.
وأعرب عن قلقه العميق وأسفه الشديد إزاء استمرار الاشتباكات، خصوصا في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وأكد فيدان، على ضرورة وقف جميع أعمال العنف فورا، ووقف الهجمات ضد المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وشدد على أن تركيا ستواصل جهودها للحفاظ على وحدة السودان وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
وفيما يخص طائرة الشحن العسكري التركية المنكوبة على الحدود الجورجية الأذربيجانية، قدم فيدان تعازيه للشعب التركي في الجنود الشهداء.
وأضاف أنهم على اتصال وثيق مع السلطات الجورجية إزاء الحادث، وتقدم بالشكر لجورجيا جراء دعمها السريع لجهود البحث والإنقاذ.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس





