عبد العاطي: دعم مصري لمبادرة عون ومقترح بشأن سلاح حزب الله

عبد العاطي: دعم مصري لمبادرة عون ومقترح بشأن سلاح حزب الله
عبد العاطي: دعم مصري لمبادرة عون ومقترح بشأن سلاح حزب الله

أفريقيا برس – مصر. التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الرئيس اللبناني جوزاف عون في بيروت اليوم الأربعاء، في إطار جولة يجريها الوزير استكمالاً لجهود بدأتها مصر للتوصل إلى مخرج لأزمة نزع سلاح حزب الله التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي ذريعة للتهديد بشن عدوان جديد على لبنان، بينما يواصل الحزب تشدده في هذا الملف رافضاً إلقاء أسلحته في ظل مواصلة إسرائيل احتلال أراضٍ لبنانية وخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال عبد العاطي إن مصر توظّف شبكة علاقاتها الإقليمية والدولية من أجل الدفع باتجاه الحل السياسي في لبنان وخفض وتيرة التصعيد “لأن المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل، وهذا لا يخدم مصالح أي طرف على الإطلاق”.

وبحسب معلومات، تناولت جولة عبد العاطي الأفكار والمساعي التي تقوم بها مصر من أجل المساعدة على حل الأزمة الداخلية في لبنان، والتي تشمل اتصالات مع إسرائيل والولايات المتحدة وإيران ومختلف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة والمهتمة بالملف اللبناني.

ووفق المعلومات، فإنّ “عبد العاطي لم يقدّم مبادرة مصرية نهائية، لكنه وضع أفكاراً بعهدة الرئيس عون، يتم العمل عليها، خصوصاً أن بعض الأفكار التي قُدّمت عند زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، بيروت يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واجهت تحفظات، ولم تلقَ قبول إسرائيل، ولا سيما المرتبطة بتجميد استخدام حزب الله للسلاح، فيما تصرّ إسرائيل على نزعه بالكامل، بينما يتمسّك الحزب بأولوية وقف الاعتداءات الإسرائيلية قبل بحث أي شيء آخر”.

وتبعاً للمعلومات، فإن “هناك تعديلات على الأفكار المصرية، تتمحور حول مراحل سحب السلاح، وتوقيت كلّ مرحلة، وكيفية الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من النقاط الجنوبية، ووقف الاعتداءات، ووضع مسار للتفاوض بما يؤسس مستقبلاً للاستقرار طويل الأمد”. وقالت المصادر إن هذه الأمور كلها لا تزال قيد النقاش والأخذ والردّ بين الأطراف.

وأضافت المصادر أن “مصر أيّدت بشكل كبير المبادرة التي أطلقها عون في عيد الاستقلال، يوم الجمعة الماضي، واعتبرتها أساساً أيضاً للحل وللأفكار التي يمكن أن يُبنى عليها، ونوّهت بالخطوات التي يقوم بها الجيش اللبناني في إطار تطبيق خطته، وإنهاء المرحلة الأولى منها بنهاية السنة الجارية في جنوب نهر الليطاني، مشددة على ضرورة دعم المؤسسة العسكرية، ومؤكدة أنها ستبذل كل جهود ممكنة للمساعدة على إيجاد حلّ سريع، وخصوصاً أن هناك مخاوف حقيقية وجدية من انزلاق الوضع إلى حرب واسعة”.

وتتضمن مبادرة عون تأكيداً لجهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً بجدول زمني واضح محدد للتسلم، مع استعداد القوى المسلحة اللبنانية، لتسلم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل النقاط، وتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية. كذلك تؤكد المبادرة أن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.

عبد العاطي: نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي مخاطر

وقال عبد العاطي بعد لقائه عون: “نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي مخاطر أو ميول عدوانية ضد أمنه وسلامته ولن تتوقف هذه الجهود لأن أمن لبنان واستقراره من أمن مصر واستقرارها”، مضيفاً: “معنيّون بشكل كامل باستقرار لبنان وبأهمية الانسحاب الكامل من كل الأراضي اللبنانية وتطبيق القرار 1701 بكل بنوده وجوانبه ودون انتقائية، وهو ما يتطلّب وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية بصورها كافة بشكل فوري”، وشدد على دعم مصر الكامل لعون ولمبادراته، ولا سيما الأخيرة التي أطلقها في خطاب عيد الاستقلال.

ورداً على أسئلة مرتبطة بالمبادرة المصرية، وحول ما إذا كانت مصر قد نقلت تحذيرات للبنان من نفاد الوقت وقرب التصعيد الإسرائيلي الواسع، قال عبد العاطي: “نحن نخشى من أي احتمالات للتصعيد، ونخشى على أمن لبنان واستقراره، لذلك نحن لن نتوقف عن بذل أي جهد للعمل على تجنيب لبنان أي ويلات أو مخاطر للتصعيد”، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو التواصل المستمر مع القيادة اللبنانية، والجهود المستمرة للدفع نحو الحل، لافتاً إلى أن هناك تناغماً وتطابقاً في الموقفين، اللبناني والمصري. وأضاف عبد العاطي: “نحن مع الحلول الدبلوماسية، وسنستمر ببذل المساعي كافة للعمل على خفض التصعيد”.

وحول الأفكار المصرية، اكتفى عبد العاطي بالقول: “نبذل جهدنا ولن نتوقف عن العمل للحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها وسلامة أراضيها وضمان الانسحاب الاسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، ونبني على هذه الأمور بالإضافة إلى مبادرة عون الأخيرة، وكلها تمثل أرضية قوية للعمل على خفض التصعيد”. كذلك شدد عبد العاطي على أن “اتصالاتنا مع كل الأطراف بلا استثناء، ونوظفها لخدمة خفض التصعيد ودفع الحلول السياسية والدبلوماسية من خلال الحوار والتواصل، سواء المباشر أو غير المباشر، بما يؤدي إلى فهم حقائق الأمور”.

إلى ذلك، ناقش رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام مع وزير الخارجية المصري الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين الجانبين في اجتماع اللجنة العليا اللبنانية – المصرية، وسبل الإسراع في تفعيلها. وجرت مناقشة التطورات في لبنان والمنطقة والوضع في غزة، إذ أكّد وزير الخارجية المصري مواصلة بلاده بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان، مشدداً على أهمية دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه، ومجدّداً تأييد القاهرة لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة. من جهته، أشار سلام إلى أنّ الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب، لافتاً إلى أنّه يثمّن جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد.

وفي إطار الجولة، استعرض رئيس البرلمان، نبيه بري، آخر المستجدات السياسية والميدانية مع عبد العاطي. وقال عبد العاطي إن مصر تعوّل على حكمة بري في أن يكون عنصراً داعماً للاستقرار، مشيراً إلى أن بري أعلن دعمه الكامل علانيةً لخطة عون الأخيرة، الأمر الذي “أثلج صدرنا”. وأضاف: “استمعتُ من الرئيس بري إلى شرح مفصّل حول الجهد الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، وأيضاً التزام الدولة اللبنانية والمجلس النيابي باتفاق وقف إطلاق النار، والالتزام الكامل بالخطة الشاملة المطروحة للعمل على الانتهاء أولاً من منطقة جنوب الليطاني لفرض سلطة الدولة وفرض رؤية الدولة بطبيعة الحال، وأن يكون هناك حصر للسلاح تحت المظلة الشرعية للدولة والجيش اللبناني”.

وأوضح أن الدولة اللبنانية ملتزمة بالمراحل التالية للمضي قُدماً في تنفيذ هذه الخطة بعد الانتهاء من منطقة جنوب الليطاني، ثم الانتقال إلى شمال الليطاني وإلى المناطق كافة في ربوع لبنان. وشدد عبد العاطي على أنه “إذا كان التحرّك الآن في منطقة الجنوب، فهناك مراحل أخرى، ولكن على الجانب الإسرائيلي أن يتوقف عن الانتهاكات التي يقوم بها، وأن نترك فرصة أمام مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدّمها الجيش الوطني، للاستمرار بأداء مهمته الوطنية التي يقوم بها بنجاح”. وأكد أن عمل القاهرة الأساسي “ليس التحذير، بل التواصل مع الأشقاء في لبنان ونقل رؤيتنا وما يصل إلى مسامعنا، ونعمل بطبيعة الحال على سدّ أي ذرائع أو تصعيد محتمل”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here