تُلقى الازمة بين مصر وبعض الدول العربية من جهة وقطر من جهة إخرى بظلالها على موقف الاحزاب والقوى السياسية المصرية ، لاسيما حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية المتهمة من اوساط شعبية وحزبية بالتشدد اضافة الى تلقيها دعما ماليا من المملكة العربية السعودية .
الازمة مع قطر أظهرت رؤية الْحزب لهذا الصراع ، فالبيان الصادر عنه تجاهل اغلب مطالب دول المقاطعة وركز على مهاجمة إيران ، وهو ما رَآه البعض متوقعا ، فالحزب دائما يعلن وقوفه بجانب المملكة فى كل قرارتها .
ففى البيان الصادر اعرب حزب النور عن أسفه حيال الرد القطري على مطالب الدول العربية المقاطعة لها والذي يبدو رافضًا لهذه المطالب.
واكد مهما بلغت حدة الخلافات أن يتم حل هذه الأزمة داخل البيت الخليجي والعربي على مائدة المفاوضات، لاسيما أن المطالب تدور حول محورين أساسيين يجب أن يكونا محل إجماعٍ عربي:
الأول: محور العلاقات العربية الإيرانية، ولا يخفى على أحد ما تمثله إيران من تهديد للأمن القومي العربي، فقد بات مشروعها التوسعي، الذي يقوم على أساس عقدي طائفي، واضحًا جليًا، مستخدمة في ذلك ميليشياتها وأذرعها المسلحة كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وكذلك إثارة النزعات الطائفية لدى الأقليات الشيعية في البلدان العربية من أجل نشر الاضطرابات والفوضى، ثم الهيمنة.
وحيال هذا الخطر لا يسع الدول العربية إلا أن تتفق فيما بينها على حدود المسموح في العلاقات العربية الإيرانية، وألا تخرج أي دولة عن هذا الإطار.
المحور الثاني: محور تعاون الدول العربية فيما بينها لدعم الاستقرار الداخلي لكل منها والحرص على ذلك، وهذا أمر لا يمكن أن يكون موضع اختلاف، وكذلك الامتناع عن دعم أي جماعات تسلك طريق التكفير والعدوان واستباحة الدماء المعصومة بغير حق.