وصل اللواء الليبي خليفة حفتر إلى القاهرة، حيث يجتمع بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتأتي هذه الزيارة في وقت تستعد العاصمة البلجيكية بروكسل لاستضافة اجتماع رفيع المستوى لمسؤولي وزارات خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، غداً الاثنين، لمناقشة مستجدات الوضع في ليبيا والخروج برؤية موحدة تحفظ مصالحها.
وبحسب تقارير إعلامية، فإنّ الاجتماع سيمهد لزيارة مرتقبة لوفد أوروبي رفيع المستوى لطرابلس برئاسة الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل.
وعن محاور وموضوع المهمة الأوروبية، أكد مصدر حكومي رفيع في طرابلس، أن الوفد الأوروبي سيعمل قصارى جهده لعرقلة التقارب بين الحكومة وتركيا، مشيراً إلى أن بوريل أظهر، في حديثه مع وزير الخارجية بحكومة الوفاق، محمد سيالة، انزعاجاً واضحاً إزاء هذا التقارب التركي الليبي، وحذر من مغبة موافقة الحكومة على استقبال قوات تركية.
وكانت مصادر دبلوماسية مصرية، قالت السبت، إنّ السيسي طلب من نظيره الأميركي دونالد ترامب، في اتصال هاتفي، الخميس، “لعب دور حاسم لإنهاء الأزمة في ليبيا”، وإنه أبدى له استياءه من الانقسام والتخبط الأوروبي حول كيفية التدخل والانغماس في البحث عن “حلول سياسية محكوم عليها بالفشل”، وذلك تعليقاً على التحضيرات المتعثرة الجارية لمؤتمر برلين، الذي لا يبدو أن من مصلحة مصر وحليفها قائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر عقده في الوقت القريب.
وذكرت المصادر، أن وزارة الخارجية المصرية أحيطت علماً بطلب السيسي وشكواه، في معرض تعليمات أصدرتها الرئاسة لها، في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي أجراه السيسي مع ترامب قبل أيام لمناسبة تهنئته بالأعياد، والذي استعرض فيه معه مستجدات الأوضاع في ليبيا وقضايا أخرى محل اهتمام مشترك.
وأضافت المصادر أن التعليمات الجديدة تضمنت ضرورة إبلاغ الخارجية الأميركية بمستجدات النقاشات التي تجريها الخارجية المصرية مع نظيراتها في أوروبا حالياً، حول الوضع في ليبيا، فضلاً عن مستجدات الاتصالات مع اليونان وقبرص تحديداً بشأن المواجهة المشتركة للسياسات التركية الداعمة لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، إذ تعد مصر مع الدولتين حالياً لعقد قمة موسعة الشهر المقبل للرد على “التهديدات التركية”، والسيسي يرغب في انتزاع مباركة ترامب لتلك التحركات.