السيسي : نثق في الإتحاد الأفريقي للوصول إلى اتفاق حول سد النهضة

19

بقلم: سحر جمال

افريقيا برسمصر. قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، إن بلاده تثق في الاتحاد الأفريقي للوصول إلى اتفاق حول سد النهضة. وجاءت كلمة الرئيس السيسي، عبر الفيديو كونفرانس في أعمال الدورة العادية الـ 34 لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي، المنعقد بأديس أبابا.

مشاركة السيسي جاءت تحمل عدة رسائل وهواجس فيرى كثيرون أن مصر تعود وبقوة الى دورها السابق للاتحاد الافريقية والقارة السمراء خاصة وان الفترة الماضية شهدت أحداثا كبرى طالت جميع دول القارة من متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وأن الصراعات بالمنطقة وضعت شعوب هذه الدول أمام أزمات وتحديات كبرى فسقوط أنظمة وظهور أنظمة أخرى وضع المنطقة في حالة من التغيير والارتباك المستمر وفرض خريطة جديدة للمنطقة ولأوضاعها.

ولعل أبرز رسائل الرئيس السيسي في مداخلته أمام رؤساء القمة الهاجس الذي يمثله سد النهضة الأثيوبي من تداعيات على الأمن والسلم الإقليمي اذا لم تتوفر حلول منطقية لتجاوز الخلافات العالقة.

فأثنى على جهود رئيس جنوب أفريقيا ماتاميلا سيريل رامافوزا للتوسط بين مصر وأثيوبيا والسودان بهدف التوصل إلى اتفاق شامل وعادل ومتوازن ومُلزم لجميع الأطراف فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة. وبرر السيسي انخراط مصر في المسار الأفريقي لحل أزمة السد رغبتها في التوصل إلى الاتفاق المنشود بما يراعي مصالح وحقوق الأطراف المعنية، وهو الهدف الذي لن يتأتى تحقيقه إلا بتوافر الإرادة السياسية لكافة الأطراف.

ودعا السيسي الاتحاد الأفريقي بشخص رئيسه فليكس تشيسيكيدي لحل هذه المسألة من خلال المفاوضات الجادة بما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، ودفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من عملية ملء السد، وبما يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث.

وفي السياق نفسه، ركز الرئيس المصري في كلمته على أهمية تعزيز الجهود القارية المشتركة لمكافحة تداعيات جائحة كورونا على اقتصاديات وصحة وأمن الشعوب الأفريقية على المستويين، الوطني والإقليمي.

وتطرق السيسي في كلمته إلى الدور الحيوي لعملية الإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للارتقاء بالاتحاد الأفريقي، فضلا عن تأكيده على ضرورة الاستمرار في تطوير البنية التحتية القارية كخطوة أساسية لتحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، إلى جانب تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية. وشدد الرئيس المصري على دعم بلاده لمختلف محاور أجندة التنمية الأفريقية 2063.

وشدد السيسي على أهمية تكامل المشاريع الإنمائية وتطوير البنية التحتية في دول القارة الأفريقية على غرار مشروع طريق القاهرة – كيب تاون الذي سيربط مصر بجنوب أفريقيا بطول 9700 كم وهو سيكون بمثابة محورا لحركة التجارة بين مصر والدول الإفريقية وكذلك مشروع ربـط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا وهما مشروعان طموحان يمثلان حجر الزاوية لتفعيل منطقة التجارة الحرة بين الدول الأفريقية وستجد فيه مصر عودة قوية الى أن تكون فاعل أساسي في أفريقيا بعد أن تراجع هذا الدور خلال العقدين الأخيرين.

عودة الى أفريقيا
أكد المستشار والناشط السياسي جمال البرنس في تصريح لموقع “أفريقيا برس” أن محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 كان لها تاثيرا كبيرا على التواجد المصري بأفريقيا كدولة محورية لها دورها الريادي.

وأضاف أن تلك الفترة شهدت ظهور أدوارا جديدة بالمنطقة فليبيا اتجهت لتعزيز مكانتها واتخذت أدوارا أكبر بالمنطقة اضافة لتركيا التي عززت تواجدها بالمنطقة الافريقية على أمل تحقيق حلمها باعادة صناعة الدولة العثمانية.

واعتبر البرنس في حديثه لـ “أفريقيا برس” أن مصر تسعى حاليا بكل الطرق لاستعادة مكانتها بالمنطقة الافريقية من خلال الاتجاه الكامل لحل قضايا وأزمات القارة والبحث عن الحوار كوسيلة لحل الازمات التي تمر بها المنطقة وأبرزها قضية سد النهضة. وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الظهور المصري بالمنطقة الأفريقية من خلال تنفيذ المشروعات الاقتصادية لمواجهة التحديات التي يفرضها واقع الحياة خلال المرحلة الحالية.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here