خلافات عربية تؤجل القمة الجزائرية

4
خلافات عربية تؤجل القمة الجزائرية
خلافات عربية تؤجل القمة الجزائرية

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. جاء إعلان الجامعة العربية بتأجيل موعد إنعقاد القمة العربية المقررة في الجزائر إلى موعد لاحق، ليثير الكثير من الجدل في الشارع العربي حول أسباب التأجيل بين ما أعلن رسميا أن سبب التأجيل هو جائحة كورونا، وبين من يرى أن الخلافات العربية هي السبب الحقيقي وراء التأجيل، خاصة في ظل إنقسام وجهات النظر حول الكثير من القضايا مثل عودة سوريا للجامعة العربية والخلاف المغربي الجزائري و دعم الجزائر لجبهة البوليساريو والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والوضع في اليمن ولبنان والعراق. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

يسري عبيد – كاتب صحفي

أعلنت الجامعة العربية تأجيل قمتها المقررة بالجزائر في مارس المقبل، مشيرة إلى أن القمة لن تنعقد قبل نهاية شهر نيسان المقبل، فما سبب هذا التأجيل من وجهة نظرك؟
أعتقد أن هناك أسباب كثيرة لإحتمالية تأجيل القمة العربية المقبلة في الجزائر، ومنها الخلافات بين بعض الدول الأعضاء في كثير من الملفات، يأتي على رأس هذه الملفات الوضع في ليبيا، بالإضافة إلى موقف الجزائر الذي يراه البعض خاصة الدول الخليجية مؤيدا للموقف الإيراني في بعض الملفات في المنطقة، بالإضافة إلى أن هناك تباعد كبير بين دول المشرق العربي و دول المغرب العربي في كثير من الملفات، وأعتقد أن هذه هي الأسباب ربما غير المعلومة لتأجيل القمة العربية، ولكن السبب المعلوم هو جائحة كورونا ومتحور أميكرون الذي يسيطر على الوضع الآن في العالم، وبالتالي هناك بعض المحاولات التي تبذلها الجزائر، وخاصة زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر لمحاولة تقريب وجهات النظر، وتقريب أوجه الإختلاف بين بعض الدول العربية، للإتفاق على موعد جديد لعقد القمة العربية المقبلة في الجزائر.

يرى البعض أن تأجيل القمة يأتي لتأمين حالة الاسترخاء والأمان من جائحة كورونا والبعض يرى أن الجزائر غير قادرة على تنظيم القمة، فما رأيك؟
أعتقد أن مسألة حالة الإسترخاء والأمان بسبب جائحة كورونا ليست سببا لتأجيل عقد القمة العربية، لأن هناك إجتماعا عقد في بريطانيا بخصوص المناخ نهاية العام الماضي، وكان يضم معظم قادة العالم، وبالتالي هذا ليس سببا وجيها لتأجيل قمة عربية منتظرة كهذه، بالإضافة إلى أن الجزائر دولة كبيرة وقادرة على تنظيم هذه القمة، ولكن كما قلت الأسباب مختلفة، والخلاقات بين الدول العربية عميقة، هناك مواقف بعض الدول الخليجية الرافضة لموقف الجزائر من ملفات التوسع الإيراني في المنطقة على حساب بعض الدول، وبالتالي فإن هذه الدول ترى أن الموقف الجزائري أقرب للموقف الإيراني، بالإضافة إلى أن الجزائر تأخذ موقفا مغايرا لبعض الدول العربية في ليبيا، وترى أن الجماعات الإسلامية خاصة جماعة الإخوان المسلمين لابد أن يكون لها دور في مستقبل ليبيا، وكل هذا يتعارض بالتأكيد مع الموقف المصري والإماراتي، وبالتالي أعتقد أن تأجيل القمة له أسباب سياسية وليس أسباب تنظيمية أو خاصة بجائحة كورونا.

هل عدم عقد القمة سيكون سلبيا خاصة تجاه القضايا العربية العالقة والهامة من وجهة نظرك؟
بالتأكيد تأجيل القمة العربية سيؤثر على الكثير من الملفات العالقة الخاصة بالقضايا العربية، لأن هناك بعض الملفات التي تستدعي وجود وجلوس القادة العرب على طاولة واحدة لحل هذه الخلافات، ونرى أن الخلاف الكبير بين المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية الذي أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين، نرى أن هناك تباين وخلاف في وجهات النظر بين بعض الدول العربية في كثير من الملفات، وبالتالي جلوس القادة العرب على مائدة واحدة والتحاور والتفاوض والمواجهة المباشرة بين القادة العرب، أعتقد أنه سيكون السبيل الوحيد لحل هذه القضايا وطالما أنه لم يتم الإلتقاء ولم تعقد القمة في موعدها، سيكون لذلك ضررا أكبر بكثير، لأن هذا سيعمق الخلافات، وسيؤدي إلى إتساع الفجوة بين مواقف بعض الدول العربية، وسيؤدي إلى زيادة إختلاف وجهات النظر بين الدول العربية، وبالتالي سيؤدى أكثر إلى تعقيد المواقف، وكل هذا ليس في صالح الشعوب العربية بالتأكيد.

هل تتوقع أن تعلن مصر عن تنظيمها القمة على أرضها خاصة مع إعتقاد البعض أن تلك القمة لن تعقد في الجزائر لا في الربيع ولا حتى في الصيف المقبل، و هناك حديث عن قمة “بشروط” في نهاية عام 2022 ؟
أعتقد أن مصر لن تعلن عن تنظيم القمة خاصة في هذا التوقيت لأن هذا سيؤدي إلى توتر العلاقات مع الجزائر بشكل كبير، وأعتقد أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الجزائري إلى القاهرة هذه الأيام الهدف الرئيسي منها هو محاولة تقريب وجهات النظر ومحاولة حل الخلافات العربية العربية، ومحاولة الإتفاق على موعد لعقد القمة العربية المقبلة في الجزائر، لأن إستباعد الجزائر من عقد هذه القمة سيؤدي إلى تحقين الموقف، وسيؤدي في النهاية إلى النظر للجزائر كدولة معزولة وخارجة عن محيطها العربي، وسيؤدي إلى توتر العلاقات بين الجزائر وبعض الدول الأخرى، وكل هذا لن يكون في صالح الجامعة العربية ولا في صالح الشعوب العربية، ولذلك هناك محاولات تجرى بالتأكيد لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر، والإتفاق على موعد جديد لعقد القمة العربية، وتجرى محاولات كثيرة لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر، بين الدول العربية لعقد القمة العربية بدون خلافات، وحتى يكتب لها النجاح في نهاية المطاف.

القمة العربية المقبلة ستكون حسبما أعلنت القيادة الجزائرية قمة التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية والشعب الصحراوي وعودة سوريا لماذا يتم التأجيل بذريعة كورونا ومن هي الدول التي تقف وراء التأجيل؟
بالتأكيد ستكون تلك القمة مهمة، هناك بعض اللقاءات والحوارات ووزير الخارجية الجزائري كان في القاهرة منذ أسبوع، والرئيس الجزائري يقوم بزيارة للقاهرة خلال هذه الأيام، وأعتقد أن الملف الأبرز هو عودة سوريا للجامعة العربية، وهذا هو الملف الكبير الذي يؤدي إلى الخلافات العربية العربية، لأن هناك دول كثيرة وعلى رأسها الدول الخليجية بالتأكيد ليس كلها ولكن منها المملكة العربية السعودية والبحرين ترفض عودة سوريا للجامعة العربية، في حين تؤيد هذا الموقف كل من الجزائر ومصر وبعض الدول الأخرى، وبالتالي هذا الملف يشهد خلاف كبير بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى الإجماع على دعم القضية الفلسطينية، ولكن إستضافة الجزائر خلال الفترة الماضية للفصائل الفلسطينية لمحاولة إنهاء الأزمة ومحاولة توحيد البيت الفلسطيني، أعتقد أن هذا يأتي في إطار تهيئة الأجواء لإنجاح هذه القمة، ولإظهار هذه القمة بأنها قمة لدعم الشعب الفلسطيني وللتضامن العربي، بالإضافة إلى أن الملف الصحراوي الخاص بجبهة البلوساريو ومشكلة الصحراء الكبرى ومشكلة الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب ملف شائك للغاية، وهذا أدى إلى قطع العلاقات بين المغرب والجزائر، وبالتأكيد لن تشارك المغرب في قمة تعقد في الجزائر بسبب هذا الخلاف الكبير، وبالتالي أعتقد أن أبرز الملفات التي ربما ستعيق إنعقاد القمة في الجزائر هي مسئلة شعب بوليساريو ومشكلة الصحراء الغربية، وعودة سوريا للجامعة العربية خلال هذه الفترة.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here