دعاة وشيوخ فى مؤتمر الافتاء العالمى يشنون هجوما حاداً على الاخوان المسلمين

17

اتفق علماء دين، على أن جماعة الإخوان لا تزال تمارس الكذب والخداع، وأن أجنحتها الخارجية ما زالت تمارس العنف والإرهاب، فتقتل المئات من البشر الآمنين باسم الدين للحصول على مكاسب دنيوية، وسياسية، وإدعاء الإضطهاد لكسب التعاطف والتأييد من المخدوعين بها والتنظيمات الإرهابية.

وعلى هامش المؤتمر السنوي للأمانة العامة لدور الإفتاء العالمية، المنعقد حاليا بالقاهرة، طالب الشيخ سعيد مكرم عبد القادر زادة مفتي طاجيكستان، بضرورة إصدار فتوى وإدانة دولية ضد حزب النهضة الإسلامية، ذو المرجعية الإخوانية القطبية، واعتباره جماعة إرهابية في كل دول العالم، نظرا للجرائم التي ارتكبها على مدار الـ 40 سنة الماضية، والتي كان أخرها اغتياله عددا من السائحين الأجانب، فضلا عن جرائم أخرى منذ اندلاع الحرب الأهلية في طاجيكستان حتى الآن، روع خلالها الأمنين وكاد أن يودي بالبلاد إلى حافة الهاوية.
وقال مفتى طاجيكستان إن المؤسسات الإسلامية تتولى مهاما شاقة في الرد على أصحاب الفتاوي الضالة، التي تتخذ الإسلام ستارًا لها وتحاول إقناع الشعوب بأفكارها المناهضة للدولة واستقرارها، والهادفة إلى تدمير الحضارة الإنسانية.
وأكد أن الحادث الأخير في طاجيكستان، كشف عن بعد آخر في الحرب على الإرهاب وهو البعد الدولي المتمثل في الدعم الذي تقدمه الجارة إيران، لمثل هذه التنظيمات خصوصًا وأن التحريات الأمنية عن مرتكب الحادث والمقبوض عليه أكدت سفره بين عامي 2014-2015، أربع مرات لمدينتي قم ومازندران الإيرانيتين، حيث تلقى التدريبات الأيديولوجية والعسكرية خلال تواجده هناك، وتعرف على عضو بارز في حزب النهضة، وقام بمبايعة الحزب وتم تعيينه زعيما لخلية سرية إرهابية.

من جانبه، أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، أن التخلص من كابوس الإرهاب الجاثم على صدور الدول الإسلامية، يتحقق من خلال مناقشة قواعد الإفتاء فى القضايا السياسية وشئون الدولة، ودعم الاستقرار، وتأثير فتاوى الإسلام السياسى على مسارات الأمن، حيث خاضت دول كثيرة حربًا ضروسًا ضد التنظيمات الإرهابية التى تتخذ من بعض الأفكار الشاذة والمغلوطة قاعدة لها للانطلاق نحو نشر الأفكار المتطرفة الهدامة في المجتماعات، وإحداث انقسامات وفتن بالغة بين أطياف الوطن الواحد، والقضاء على الأمن والاستقرار والعمل على تقسيم الدول المستقرة إلى دويلات متناحرة متنازعة.

وأضاف جمعة، أن الحرب التي تخوضها الدولة المصرية بكافة أجهزتها ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، لا تختلف عن تلك الحرب التي تخوضها دول العالم، خصوصًا أشقاء الإخوان في وسط أسيا مثل حزب النهضة الطاجيكي، الذي يُعد من روافد الجماعة، خصوصًا مع وجود تعاون بين التنظيمين، موضحًا أنه خلال عام حكم الجماعة في مصر استقبل محمد مرسي زعيم الحزب محيي الدين كبيري.
فيما شدد الحبيب على الجفري، رئيس مؤسسة طابة بأبو ظبى، على خطورة استغلال جماعات العنف من أمثال الإخوان وأجنحتها الدولية، لحالة الجمود في الفتاوى للتأثير على أتباعها، موضحًا أن الأزهر الشريف الذي عارض أفكارهم، لم يمنع أعضاءهم من تلقي دروسهم، مضيفًا أن الجماعة “واجهت الأزهر بالطعن”.
واعتبر أن “شباب الإخوان في مصر والعالم، خصوصًا في طاجيكستان؛ ضحايا، بين مغيب و مغرر به، وهذا لا يعفيه من مسئولية التصرفات، فمن يرتكب جريمة مسئول عنها أمام الله”، متابعًا: “لدينا مشكلة قيم مع قيادات الجماعة، التي استباحت الكذب بدعوى أننا في حرب، والحرب خدعة، واستباحت التلاعب بالنصوص الشرعية، وهذا أيضا ينسحب على حركة حزب النهضة الإسلامى، والذى عاث في الأرض فسادًا بحجة تطبيق الشريعة وفهمه الخاطئ للفتوى”.

وقال الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد باليمن، إن تفشى ظاهرة الإرهاب مرجعه الجهل، الذى تسبب فيه تراجع دور العلماء على المنهج الصحيح، مضيفا أن ما يحدث من حوادث إرهاربية قام بها حزب النهضة الطاجيكى مؤخرًا دليل على إصرار هذه الفئة الضالة في إرهاب المسلمين وترويع الآمنين دون سند من الكتاب والسنة، مطالبًا بإيجاد وسائل للتواصل مع الغير وتدريب الأئمة على التفاعل والإقناع وغيرها من وسائل التعامل الجيد للمفتي مع المستفتي، حتى تتحقق الغاية من نشر العلم الصحيح والبعد عن التشدد والتطرف.

وقال طارق أبو هشيمة، رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية، إن الفتوى باتت اليوم من أهم آليات الخطاب الديني، وهي ضابطة للمجتمعات من كافة الاتجاهات، مؤكدًا أنه “لن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه”، “ورُبَّ حامل فقه إلى من هو منه أفقه”، “وربَّ مبلَّغ أوعى من سامع”.

وأكد أبو هشيمة أن الفتاوى غير المنضبطة تشكل خطرًا لأنها تعد سببًا وذريعة لخطابات الجماعات المتطرفة، والثانية أنها تُمثّل رافدًا من روافد الإلحاد وتفتح بابًا له في عقول الشباب.

واتهم الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء، الإخوان بإدمان الكذب، قائلا “الإخوان وأشقاؤهم وأتباعهم من تنظيمات مماثلة يدمنون الكذب، فالمتابع لشأنهم يوقن أنهم يكذبون كثيرا وهذا ليس جديدا في هذا الصدد وأظنهم يستبيحونه، لكن الجديد وصولهم إلى مرحلة الإدمان”، ووجه شومان رسالة للإخوان قائلا: إن استحللتم الكذب أو أدمنتموه فهذا شأنكم، لكن ابتعدوا عن الأزهر فلن تنالوا منه قيد أنملة، لأنكم فشلتم وأنتم في السلطة، فكيف لكم أن تفعلوا بعد فقدها وتحولكم إلى أشباح وسراب لا يراه غالب الناس، وفي طريقكم لتكونوا نسيا منسيا.

وقال الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، إن كافة الجماعات المتشددة مثل حزب النهضة الطاجيكي، والتنظيمات المماثلة الخراجة من عباءة الإخوان المسلمين، تهدف إلى جمود الفكر ورفض التعامل مع المستجدات المعاصرة، واعتبار ما يصدر عنهم من أفعال شاذة ومأثمة هي من باب الاجتهاد، الذى يفتقر إلى الضوابط الشرعية، لإبقاء عناصرها تدور داخل فلك الفتاوى المتشددة التي تتبناه هذه الجماعات، لتبرر به القتل والسلب والنهب باسم الدين.

و رأي الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، أن حالة عدم الانضباط في الفتاوي، لدى غير المؤهلين للفتوى، يستفيد بها جماعات الإسلام السياسيى وعلى رأسها الإخوان وأتباعها.

وأضاف أن حزب النهضة الطاجيكى ذراع الإخوان في آسيا، وما يقوم به من أفعال إرهابية، لا يخرج عن فئة ضالة من الخوارج، الذين أساءوا فهم النصوص الدينية وطبقوا منهج العنف للحصول على مكاسب دنيوية، فهؤلاء نرفض أفعالهم ونقف بجوار من يحاربهم ويكافح أفكارهم المتطرفة بكل قوة.

أما الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، فقال إن إرهاب الجماعات المسلحة المتلحفة بإسم الدين، من أبرز أسباب عدم استقرار المجتمعات، لأنه يضرب السلم والأمن المجتمعي، خاصة في عالمنا المعاصر الذي انتشرت فيه موجات الإرهاب والعنف المسلح وجماعات التخريب والفساد، وزعزعة الأمن والاستقرار بالتفجير والاغتيال والقتل وإزهاق الأرواح بدعوى الجهاد، ولكن يبقى الفرق واضحًا بين الجهاد والإرهاب، وكل مظاهر العنف والإرهاب المنتشرة على الساحة في الدول العربية والإسلامية، ولا يمكن بأية حال نسبتها إلى الجهاد الإسلامي الشرعي.

وأشار عفيفي إلى أن علماء الأزهر أكدوا أن الجرائم التي يرتكبها حزب النهضة الإسلامي في طاجيكستان مثلا أو تنظيم “داعش” أو القاعدة وغيرهم من التنظيمات الإرهابية، تتناقض مع قدسية الحياة التي أقرها القرآن الكريم، والإسلام بعقيدته السمحة والسهلة والميسرة التي جاءت لإشاعة الرحمة والأمن والسلام في هذه الدنيا، لافتًا إلى أن الاختلاف في الدين أو المذهب أو الفكر لا يعني عدم التعايش، ولكن يمكن التعايش رغم الاختلاف من خلال احترام الآخر والحوار وفهم النظرة الإسلامية التي ترسخ للسلم والأمن في المجتمعات الإنسانية وترفض التكفير والتفجير وكل ما يهدد الاستقرار والعيش المشترك.
وأضاف أن تخريب الممتلكلات وقتل النفس ليس جهادًا فكل ما يجري بالعالم الإسلامي ليس من الجهاد في شيء بل هو إرهاب وعنف، فكل الجماعات المتطرفة التي رفعت السلاح ليست من الإسلام.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here