يسري عبيد لـ”أفريقيا برس”: إثيوبيا لن تتراجع عن إتخاذ الإجراءات الأحادية في قضية سد النهضة ومصر إستنفذت كافة الحلول السياسية

15
يسري عبيد لـ
يسري عبيد لـ"أفريقيا برس": إثيوبيا لن تتراجع عن إتخاذ الإجراءات الأحادية في قضية سد النهضة ومصر إستنفذت كافة الحلول السياسية

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. صرح وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، بأن التحركات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا بشأن سد النهضة تشكل خرقاً للقانون الدولي، كما أن إستمرارها يشكل خطرا وجوديا على أكثر من 150 مليون مواطن.

ونقلت صحيفة “الوطن” المصرية عن الوزير كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لـ “مؤتمر بغداد الدولي الرابع للمياه”، أوضح خلالها أن نصيب الفرد من الموارد المائية المتجددة في مصر يصل إلى نحو 50% من خط الفقر المائي العالمي، مع اعتماد كبير وحصري على مياه نهر النيل الذي يوفر 98% من احتياجات البلاد.

وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

ما الجديد في الموقف المصري تجاه ملف سد النهضة والمواقف الإثيوبية حياله؟

بإعتقادي أن الموقف المصري لم يتغير بخصوص مسألة سد النهضة حتى الآن، نحن نلاحظ خلال هذه الفترة والفترة الآخيرة هدوئاً نسبياً بخصوص هذا الملف، كل الأنظار تتجه لما يحدث في غزة، أما ملف سد النهضة، هناك هدوء وهناك صمت شديد بين جميع الأطراف وبالتالي أعتقد أن الجانب المصري ربما لم يرى أي تغيرات كبيرة في التحركات الأثيوبية بخصوص سد النهضة، ربما لم تحدث أي تغيرات على مسألة ملء سد النهضة وإلا ربما رأينا تحركات من الجانب المصري أكثر كثافة، ولكن أعتقد أن هدوء يسود الموقف الآن، ربما الجانب الأثيوبي متعثر بشكل كبير في استكمال البناء واستكمال ملء سد النهضة وهذا ربما ما يطئمن الجانب المصري بشكل كبير، وبالتالي أعتقد أن تصريح الوزير سويلم هو استمرار للتصريحات التي تخرج من الجانب المصري بخصوص التحركات الأحادية التي تقوم بها أثيوبيا في سد النهضة، ولكن أعتقد أنه طالما الملف هادىء فالجانب المصري يرى أنه ربما لا توجد حتى الآن تغيرات تستطيع أن تجبر مصر على التحرك سواء دبلوماسياً او تحركات أخرى لوقف ما يحدث في سد النهضة.

ما هي الحلول المتاحة أمام مصر بعد فشل كافة السبل السياسية في إنهاء أزمة سد النهضة؟

أعتقد أن مصر إتخذت جميع الخطوات السياسية والدبلوماسية، مفاوضات تم إجراؤها أكثر من مرة ويتم الإعلان عن فشلها بعد فترة، لجوء مصر إلى مجلس الأمن وفشل أيضاً، لا أحد الآن يستطيع أن يجبر إثيوبيا على التوقف عن الاستمرار في بناء سد النهضة وبالتالي أعتقد أنه ربما كافة التحركات الدبلوماسية والسياسية إنتهت بالنسبة للجانب المصري، وأعتقد أن الجانب المصري ربما لو رأى تغييراً كبيراً على سد النهضة أو رأى تغييراً كبيراً في مسألة إمدادات المياه وتدفقات المياه من نهر النيل تهدد بشكل وجودي الحياة في مصر، أعتقد أن مصر لديها الخيارات وأعتقد أنه ربما تكون خيارات عسكرية لوقف هذه التحركات الإثيوبية في سد النهضة، لأنه لا توجد أي خيارات أخرى متاحة الآن وبالتالي أعتقد أن الجانب المصري ربما يجهز خيارات إذا تم أو حدثت تغيرات كبيرة في مسألة سد النهضة تؤثر على إمدادات المياه لنهر النيل وبحيرة ناصر بشكل كبير، وأعتقد أنه ربما تكون هناك خطط مصرية جاهزة للتحرك إذا أحست مصر بخطر وجودي في مسألة إمدادات المياه في نهر النيل.

ما هي المخاطر التي تهدد الاقتصاد المصري خلال السنوات القادمة بسبب سد النهضة؟

أعتقد أنه إذا إستكملت إثيوبيا بناء سد النهضة وتأثرت إمدادات المياه بشكل كبير لمصر بالطبع هذا سيؤثر إقتصادياً ععلى امتداد نهر النيل في الأراضي المصرية هناك مشروعات اقتصادية وبنى تحتية موجودة تعيش على نهر النيل، وبالتالي هذه المشروعات سواء السياحية أو محطات المياه الموجودة على امتداد نهر النيل أو المصانع أو الشركات أو مشروعات إقتصادية كبيرة تعيش على نهر النيل، إذا تأثرت هذه المشروعات فإن هذا سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي الذي سيؤدي استمرار بناء سد النهضة وتهديد وجود مصر إلى حدوث اضطرابات سياسية، بالتأكيد ستؤثر على الوضع الإقتصادي بشكل كبير لأنه لو تحركت مصر أي تحرك عسكري تجاه ما يحدث في سد النهضة، بالتأكيد الأوضاع لن تكون مستقرة وبالتالي ستهدد الوضع الاقتصادي بشكل كبير وسيتأثر الأقتصاد المصري بشكل كبير نتيجة هذه التحركات التي ستقوم بها مصر حيال سد النهضة، بالإضافة إلى أن السد العالي وبحيرة ناصر بالتأكيد مؤثرة بشكل كبير على الكثير من المشاريع الاقتصادية في جنوب مصر.

هل يمكن أن تتراجع إثيوبيا عن اتخاذ إجراءات أحادية في قضية سد النهضة؟

إثيوبيا لم تتراجع عن اتخاذ الإجراءات الأحادية في سد النهضة، طوال السنوات الماضية لم تبدي أديس أبابا أي نية لوقف التحركات الأحادية في سد النهضة، لم تبدي اي نية لمراعاة المخاوف المصرية بخصوص سد النهضة والأخطار السلبية الكبيرة التي ستنجم عن استكمال بناء هذا السد و ملأه سواء على السودان أو مصر، وبالتالي أعتقد أن التحديات التي قامت بها إثيوبيا في هذا المجال بالتأكيد ستجبر الجانب المصري على إتخاذ خطوات في النهاية لأن إثيوبيا لديها موقف واضح؛ أنها لن تتراجع و رئيس الوزراء الأثيوبي قال هذا أكثر من مرة، بأنها لن تتراجع عن بناء سد النهضة الذي ربما ترى القيادة في إثيوبيا أنه سيحقق لها التنمية وغير ذلك، ولكن أعتقد أن الموضوع هو موضوع سياسي، إثيوبيا تحاول أن تكون قوة إقليمية في المنطقة و ربما ترى أن التحكم في المياه هو أداة من أدوات السيطرة وأداة من أدوات القوة في المنطقة بالإضافة إلى أنها ترى أن سد النهضة سيكون له عائد إقتصادي كبير في تصدير الكهرباء للدول المجاورة دون مراعاة المخاوف من مصر والسودان، وبالتالي إثيوبيا لن تتراجع عن إتخاذ الخطوات الأحادية إلا إذا أجبرت علي ذلك في النهاية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here