أفريقيا برس – مصر. تتواصل رسائل التهديد والتحذير بين مصر وإثيوبيا على خلفية التطورات في منطقة القرن الأفريقي، لاسيما في الصومال، الذي شهد تصعيداً ملحوظاً مع وصول سفينة شحن مصرية إلى العاصمة الصومالية مقديشو، محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية. وكان في استقبال السفينة وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور. جاءت هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات في القرن الأفريقي، حيث حذرت السفارة المصرية مواطنيها من السفر إلى إقليم “أرض الصومال”، وطالبت المصريين الموجودين فيه بمغادرته في “أقرب فرصة”.
وفي حوار مع “أفريقيا برس” أكدت النائبة في البرلمان المصري سهام مصطفى أن إرسال مصر لشحنة أسلحة إلى الصومال يمثل تحذيراً لإثيوبيا، مشددة على أن مصر لم تقتصر على التصريحات الدبلوماسية فقط، بل قامت بتحركات فعلية. وأشارت إلى قلق إثيوبيا من هذه المساعدات العسكرية، موضحة أنها تعكس عدم رغبة أديس أبابا في دعم جيش دولة ليست لها علاقات ودية معها. وأضافت أن الدعم العسكري المصري يهدف إلى زيادة الضغط على إثيوبيا، وأن التعاون مع دول مثل تركيا وقطر قد يكون ضرورياً لتعزيز الأهداف المشتركة. وفي رأيها، لن تصل الأمور إلى اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
ما هو تأثير إرسال مصر شحنة أسلحة إلى الصومال على الأزمة القائمة بين مصر وإثيوبيا في سياق سد النهضة؟
تأثير إرسال مصر لشحنة أسلحة إلى الصومال يُعتبر بمثابة تحذير لإثيوبيا وكافة الأطراف الفاعلة في الأزمة، حيث يُظهر أن مصر لم تقتصر على التصريحات والتحركات الدبلوماسية فقط، بل قامت بتحركات فعلية على أرض الواقع من خلال إبرام اتفاقيات عسكرية مع دول مجاورة. وهذا يعزز جهودها في توسيع الحراك على مختلف الأصعدة، سواء كانت دبلوماسية أو عسكرية.
لماذا عبرت إثيوبيا عن قلقها من المساعدات العسكرية المصرية للصومال؟
عبرت إثيوبيا عن قلقها من المساعدات العسكرية المصرية للصومال، وهذا رد فعل طبيعي. إذ لا يمكن لإثيوبيا أن ترحب بأي مساعدة عسكرية تقدم لدعم جيش دولة لا تتمتع معها بعلاقات ودية. ويزداد قلقها خصوصاً عندما تأتي هذه المساندة من مصر، التي تُعتبر لاعباً رئيسياً في الأزمة الإقليمية، مما قد يؤثر سلباً على توازن القوى في المنطقة.
مصر تلقت رسالة من أثيوبيا عبر جيبوتي، حذّرت فيها من أن “أي قوات عسكرية مصرية تمس بمصالح أديس أبابا في الصومال، لن تكون في منأى عن التعامل معها”. هل سنشهد اشتباكات مسلحة بين مصر وإثيوبيا بعد التحذيرات الأثيوبية؟
في رأيي، لن تصل الأمور إلى اشتباكات مسلحة بين القوات المصرية والإثيوبية. أولاً، إن القوات المصرية الموجودة في الصومال تهدف إلى زيادة كفاءة القوات الصومالية ومنحها بعض الخبرة التي يتمتع بها الجيش المصري، الذي يُصنف عالمياً. ثانياً، عقيدة الجيش المصري الحالية لا تتبنى فكرة الحرب خارج الحدود، مما يقلل من احتمال وقوع تصعيد عسكري بين الطرفين.
ما هو تأثير إرسال مصر لشحنة أسلحة إلى الصومال على الأزمة القائمة بين الصومال وإثيوبيا في سياق الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال؟
تأثير إرسال مصر لشحنة أسلحة إلى الصومال يتلخص في أن هدف مصر واضح، وهو زيادة الضغط على إثيوبيا من خلال بناء روابط مع دول مؤثرة ومجاورة لها. تسعى مصر إلى استغلال هذه الروابط لتعزيز موقفها في الصراع القائم، مع التركيز على تحقيق غايتها الرئيسية، وهي منح إثيوبيا منفذًا بحريًا، وهو أمر يعتبر حيويًا بالنسبة لأديس أبابا.
ما هي أهداف اجتماع وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا في نيويورك لمواجهة الأطماع الإثيوبية؟
تتمثل أهداف الاجتماع الذي عقد في نيويورك في سياق مساعي مصر للضغط على إثيوبيا من خلال تعزيز التعاون مع دول الجوار. يأتي هذا الاجتماع كجزء من جهود مصر لاستقطاب دعم الصومال وإريتريا في هذا الاتجاه، مما يعكس استجابة تلك الدول للمبادرات المصرية الهادفة إلى مواجهة الأطماع الإثيوبية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ماذا يعني استمرار الدعم العسكري المصري للصومال على درع إثيوبيا وتعزيز قدرات الصومال العسكرية؟
أكدت الخارجية المصرية استمرار الدعم العسكري للصومال، وهذا يُعتبر بمثابة رسالة لإثيوبيا بأن مصر ستظل ساعية وراء مصالحها بكل السبل المتاحة، بما في ذلك الضغط على إثيوبيا من خلال إبرام اتفاقيات مع الدول المجاورة. يعكس هذا الدعم أيضًا تعزيز القدرات العسكرية للصومال، مما يظهر لإثيوبيا أن مصر ليست فقط تطلق تصريحات، بل إنها تعمل بجد على حماية مصالحها المائية ووصلت إلى حدودها من خلال اجتذاب أطراف مؤثرة، لأن مصر تسعى إلى تعزيز موقفها في المنطقة وإظهار قدرتها على الدفاع عن مصالحها الحيوية.
هل هناك تنسيق بين مصر وتركيا وقطر بشأن الحضور العسكري المصري في الصومال؟
بالرغم من أن مصر لم تعلن صراحة عن تنسيقها مع تركيا وقطر، إلا أنه من الواضح أن التحرك في هذا الملف لن يتم إلا بالتعاون مع الدولتين اللتين لهما تأثير قوي على الأرض الصومالية. تمتلك تركيا علاقات جيدة مع الصومال، مما يعزز من دورها في هذا السياق، بينما تمتلك قطر نفوذًا كبيرًا داخل إثيوبيا. لذلك، فإن التعاون غير الرسمي أو التنسيق بين مصر وتركيا وقطر قد يكون ضروريًا لتعزيز الأهداف المشتركة في المنطقة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس