تقارب مصري يوناني يقلص من التمدد التركي في المتوسط

17

بقلم : رنا يوسف

أفريقيا برسمصر. مباحثات عدة أجراها وزير الخارجية اليوناني “نيكوس دندياس”، في العاصمة المصرية القاهرة، حيث التقى نظيره المصري سامح شكري بمقر وزارة الخارجية، كما بحث مع الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط عدداً من الملفات الإقليمية، خاصة وأن الزيارة تأتي مع تطورات إقليمية، من حديث تركي رسمي عن تقارب مع مصر في ملف ترسيم الحدود البحرية، وهو ما لم تؤكده القاهرة حتى الآن، التي تشهد علاقتها بأنقرة حالة من التوتر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013.

تنسيق المواقف المشتركة

وتناول الوزيران اليوناني والمصري سُبل تطوير مجالات التعاون بين الدولتيّن، كما تباحثا حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُتبادل، كما أبدى الجانبان ترحيبهما بمستوى التشاور السياسي بين الدولتيّن لتنسيق المواقف تجاه كافة التطورات التي تشهدها المنطقة. وقال المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد حافظ، أن الوزير شكري أشار إلى اهتمام مصر بتيسير تدفق الاستثمارات اليونانية لها، وتذليل العقبات التي قد تواجه شركاتها في مصر، فضلاً عن دعم التعاون السياحي بين البلديّن. بالإضافة إلى تطلع مصر لسرعة تدشين تعاون بين الدولتيّن في مجال الطاقة.

ملفات إقليمية

وفي مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الوزير اليوناني، مؤكداً حرص الجامعة على الحفاظ على العلاقة الممتدة والمتميزة التي تربطها مع اليونان التي تمثل إحدى الدول المهمة في إطار الاتحاد الأوروبي والنشطة في ساحة العلاقات الدولية، أخذاً في الاعتبار أوجه التعاون المتعددة التي تربط الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومواقف اليونان التقليدية المساندة للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وبحسب مصدر مسؤول في الجامعة العربية، تناول اللقاء سبيل دعم جهود الأمن والاستقرار والتنمية وتسوية الأزمات في المنطقة العربية.

كما صرح المصدر وفقاً لبيان رسمي، أن أبو الغيط، تداول مع الوزير اليوناني آخر التطورات في ليبيا، حيث أكد على دعم الجامعة العربية للسلطة التنفيذية الجديدة معرباً عن أمله في أن ينعقد مجلس النواب للتصويت على منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وأن تتواصل الجهود نحو إنهاء حالة الانقسام وتوحيد مؤسسات الدولة وصولاً إلى إجراء الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري.

تصريحات تركيا

ويأتي هذا التقارب المصري اليوناني، في وقت يتحدث فيه مسؤولون أتراك عن تقارب مع مصر في ملف تعيين الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط، حيث أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قبل أيام، من أن تركيا ومصر قد تتفاوضان على ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط إن سنحت الظروف.

من جانبه أكد رئيس تحرير مجلة روز اليوسف في مصر، أحمد الطاهري، أنه بين الحين والأخر تصدر تصريحات عن الجانب التركي، تحاول الإيحاء من خلالها ان هناك تقارباً ما مع مصر ، مشدداً على أنه ادعاء كاذب يسعى من خلاله نظام أردوغان أن يظهر، وكأنه يتبع سياسات مرنة من جهة ومن جهة أخرى للتغطية على نجاح نظام اقليمي مستند الى شرعية دولية باتفاقات ترسيم حدود بحرية حددت حقوق دول شرق المتوسط، وهو المسار الذى استمد زخمه من التعاون الاستراتيجي بين “مصر – قبرص – اليونان” وتعزز بالدعم العسكري الأوروبي والفرنسي تحديداً تجاه اليونان بصفقة الرافال الاخيرة و اعادة نشر قوات يونانية على بعض الجزر المتاخمة لتركيا. و أوضح الطاهري، أن اعتماد الصيغة المؤسسية للتعاون في منطقة الطاقة والثروة، وامتلاك مصر محطات عملاقة لا مثيل لها في كافة دول شرق المتوسط بما يجعل من القاهرة نقطة الارتكاز، مشدداً على أن الرئيس التركي يتصور أن بإمكانه تغيير قواعد لعبة أصبح خارجها.

على صعيد متصل يؤكد محمد السيد وهو باحث في الملف التركي، أن أنقرة تسعى بشكل كبير إلى استمالة القاهرة في تلك المرحلة، خاصة وأنه بدى أن تحالف شرق المتوسط تقوده مصر، وهذا يؤثر سلباً على النظام التركي في ظل توتر علاقاته مع الاتحاد الأوروبي من ناحية، والولايات المتحدة من ناحية أخرى. وشدد السيد في تصريحاته لموقع أفريقيا برس أن مصر لديها العديد من المحددات كي تفكر في أي خطوة تجاه تركيا، خاصة وأنها تربطها علاقات اقتصادية وعسكرية وأمنية قوية مع الجانبين القبرصي واليوناني، لا يمكن بأي حال تجاهلها، فضلاً عن الخلافات السياسية القوية والحادة بين القاهرة وأنقرة بعد عزل محمد مرسي، واستضافة أنقرة لمنصات إعلامية تابعة للإخوان ومهاجمة النظام في مصر ، ما يؤكد ان التقارب ليس وشيكاً وما هو إلا حديث تركي يهدف استمالة القاهرة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here