سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. مازالت سيناء تشهد المزيد من الهجمات للجماعات المسلحة، تستهدف أساسا المقرات الأمنية والعسكرية للشرطة والجيش. فبعد فترة من الإستقرار هناك وفرض القوات المسلحة المصرية سيطرتها على سيناء، عادت الهجمات مرة أخرى، حيث شكّل الهجوم الذي نفذه تنظيم “ولاية سيناء” الموالي لتنظيم “داعش”، غربي محافظة شمال سيناء، في 25 يناير الماضي، شكل صدمة خاصة بعدما كان الجيش المصري قد فرض سيطرته على غالبية المناطق التي كان ينتشر فيها التنظيم شرقي المحافظة، ولا سيما في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وصولاً إلى بئر العبد، بالإضافة إلى مناطق وسط سيناء.
وباتت حركة التنظيم الإرهابي نادرة في هذه المناطق، كما أن الهجوم الدموي حصل بعد أشهر طويلة من الهدوء. ولا تكمن الصدمة في التوقيت فحسب، بل أيضاً في مكان الهجوم، وهو في منطقة جلبانة، التي تبعد 15 كيلومتراً عن قناة السويس، الممر الملاحي المهم للدولة المصرية اقتصادياً وأمنياً. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي:

بعدما وسع الجيش المصري من إنتشاره في غالبية المناطق التي كانت جماعات مسلحة محسوبة على داعش تتواجد فيها، ماهو تقييمكم للهجوم الأخير من قبل هذه الجماعة في شمال سيناء؟
الهجوم الأخير هو هجوم فردي وليس هجوم جماعات، فليس هناك وجود لجماعات مسلحة على أرض الواقع بسيناء خاصة في شمال سيناء.
لماذا انتخبت هذه الجماعة تنفيذ هجوم في منطقة جلبانة، التي تبعد 15 كيلومتراً عن قناة السويس، الممر الملاحي المهم للدولة المصرية اقتصادياً وأمنياً، هل أرادت أن تبعث برسائل أن عملياتها المقبلة باستهداف أماكن حيوية للبلاد؟ وماهي خطورة تنفيذ هذا الهجوم بتلك المنطقة؟
قناة السويس المصرية مؤمنة تماما بالقوات المسلحة والشرطة المصرية، والجماعات الإرهابية لم ولن تستطيع الإقتراب من قناة السويس، والدليل على ذلك أنه في فترة الإنفلات الأمني لم تستطع تلك الجماعات الإرهابية رغم كثرة تواجدها في ذلك الوقت منذ 2011 حتى القضاء عليها تماما في شبه جزيرة سيناء، الإقتراب من من الممر الملاحي الأعظم على مستوى العالم.
هل تتوقع أن نشهد في الأشهر المقبلة عودة للهجمات على مقرات الشرطة والمواقع العسكرية في سيناء؟
تواجد الجماعات الإرهابية على أرض سيناء غير صحيح، الموجود هو أفراد من بقايا تلك التنظيمات الإرهابية، المختبئة بين الأسر والعائلات في سيناء، وعن استهداف المقرات العسكرية فلن يحدث لأن القوات المسلحة والشرطة لديها إنجازات على الأرض وعمليات إستباقية ضد تلك الجماعات المتطرفة، وبالتالي لا يمكن حدوث أي هجوم إرهابي على مقرات الشرطة أو المواقع العسكرية في سيناء أو أي مكان على أرض مصر.
كيف تقيم الوضع الأمني في سيناء وهل ما زال خطر الجماعات المسلحة قائما؟
الوضع الأمني في سيناء مستقر بشكل كبير جدا بدليل أن الحكومة أعادت الأسر إلى القرى التي هجرت منها خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب العمليات الإرهابية فعادت الأسر السيناوية إلى قراها مرة أخرى في شمال سيناء، قوات الأمن متواجدة بشكل مطمئن جدا، وذلك يؤكد أن الوضع في سيناء آمن تماما ولا يوجد خطر من الجماعات المسلحة حاليا.
كيف تؤثر العمليات العسكرية في سيناء على حياة المواطنين هناك أمنيا وإقتصاديا واجتماعيا؟
ليس هناك عمليات تهدد أمن وإستقرار المواطنين في سيناء، فالقوات المسلحة مدعومة بالشرطة المدنية إستطاعت السيطرة تماما على كل شبر في أرض سيناء، كل ما يتم داخل شمال سيناء أو في أي مكان أخر على أرض مصر هو عمليات إستباقية من أجهزة الأمن، ضد أي جماعات أو أفراد يمكن أن يهددوا أمن واستقرار مصر وسيناء.
ماهو عدد الجماعات النشطة في صحراء سيناء وأخطرها وهل تعمل بشكل تنظيم متكامل أم جماعات صغيرة دون ارتباط مع بعضها؟
حاليا لايوجد أي تنظيمات داخل سيناء، فكل ما هو موجود أفراد مختبئين بين الناس المدنين، ومنذ بداية عملياتهم كان يمكن القضاء عليهم نهائيا، لكن الدولة قامت بتعليمات مشددة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالحفاظ على حياة المواطنين السيناويين الشرفاء، وبالتالي هناك تعامل منذ البداية بشكل إنساني، للحفاظ على أمن المواطن في سيناء، ونتج عن ذلك إختباء بعض الأفراد داخل سيناء، وهم من يقومون من وقت لآخر بتنفيذ أعمال إرهابية، لكن القوات المسلحة المصرية صدت الكثير من العمليات التي كان من الممكن أن تحدث، وهذا يدل على أن سيطرة أجهزة الأمن على سيناء، وعلى كل بقعة من بقع الأراضي المصرية، وما يحدث هو عبارة عن أعمال فردية كالتي تحدث في أي مكان في العالم.
من أين تحصل الجماعات المسلحة في سيناء على الدعم اللوجستي والمادي وكذلك المعلوماتي عندما تستهدف دوريات للشرطة والجيش وهل لديها امتدادات اقليمية؟
الجماعات الإرهابية تحصل على دعم لوجستي من دول معادية لمصر، سواء كان دعم معلوماتي أو مادي، فهو من خلال مخزون فترة الإنفلات الأمني قبل 30 يونيو، لكن بعد السيطرة الكاملة على كل مكان داخل سيناء، أصبح هذا الدعم المادي ضعيفا للغاية، مقارنة بما كان يحدث من قبل من عمليات قبل 30 يونيو، حيث كان يقدم الكثير من الدعم لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات التكفيرية الأخرى المدعومة من الجماعة التكفيرية ومن بعض الدول التي تعلن صراحة دعمها الكامل لتلك الجماعات الإرهابية.
بعد ثمانية سنوات من الحرب ضد الجماعات المسلحة في سيناء مازالت هذه الحركات تمثل تهديدا للمجتمع المصري والسلطة القائمة، هل المشكلة في السياسات المتبعة ضد هذه الجماعات أم شيء آخر؟
الجديث عن أن الحرب بعد 8 سنوات ضد الجماعات المسلحة في سيناء بأنها تهديد للمجتمع المصري والسلطة القائمة فهذا غير صحيح، فالدولة المصرية في إستقرار تام، لدينا إستقرار سياسي وأمني وإقتصادي وعسكري، والسياسة المتبعة تؤكد أن مصر تمشي على الطريق الصحيح، كل السياسات التي أتبعت منذ 30 يونيو وحتى الآن كلها سياسات إيجابية ومن مصلحة المواطن المصري، أما الجماعات الإرهابية فليس لها وجود على الأرض ولا تهدد أمن مصر، فالقوات المسلحة المصرية مسيطرة على كل مكان داخل مصر، والقول بأن الجماعات المسلحة تهدد أمن وإستقرار مصر فهذا غير صحيح.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس