حوار : سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. اجتمع المشاركون في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة على مستوى الزعماء والقادة لدعم العراق والتباحث بشأن التحديات والقضايا المشتركة والأفاق المستقبلية. وأعرب المشاركون عن شكرهم وتقديرهم لجهود جمهورية العراق بعقد ورعاية هذا المؤتمر بمشاركة زعماء وقادة دول المنطقة والصديقة، وعبروا عن وقوفهم إلى جانب العراق حكومة وشعبا، وشددوا على ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية وبالشكل الذى ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة وأمنها.
بدوره ثمن العراق الدور التنسيقي الذي لعبته الجمهورية الفرنسية لعقد وحضور هذا المؤتمر ومشاركتها الفاعلة فيه.
ورحب المشاركون بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الاقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والامنية وتبني الحوار البنّاء وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة، وأن احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية.
وجدد المشاركون دعمهم لجهود الحكومة العراقية فى تعزيز مؤسسات الدولة وفقا للآليات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية الممثلة للشعب العراقي ودعم جهود العراق في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع المرتقبة.
وأقر المشاركون بان المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضى تعامل دول الاقليم معها على اساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادىء حسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية.

وحول هذا الموضوع كان لموقع أفريقيا برس هذا الحوار مع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمود بكري.
جمع مؤتمر بغداد المتناقضين على طاولة واحدة هل هذا يكفي لوحده بأن نقول أن المؤتمر كان ناجحا؟
لا يمكن وصف مؤتمر بغداد للتعاون والمشاركة بأنه كان ناجحا لمجرد حضور المتناقضين على طاولة واحدة هذا الأمر تحكمه سياسات عامة للدول ولكن في التفاصيل سنجد الخلافات والمواقف واضحة بين الجميع.
هناك تحديات أمنية وسياسية كبيرة في المنطقة وفي توجهات الدول المشاركة في مؤتمر بغداد هل تعتقد أن المجتمعين قادرين على ايجاد لغة مشتركة بينهما؟
لا يعتد ابدا بلقاء واحد يمكن أن يجمع المشاركين المتناقضين رغم ما بينهم من صراعات بعضها فكري بعضها سياسي بعضها عسكري وان ان نقول ان هؤلاء يستطيعون إدارة منظومة واحدة ولغة مشتركة بينهم لحل الخلافات فهذه الأمور ترتبط بعلاقات ثنائية وليس بمجرد لقاء عام تحكمه دوافع مختلفة
بعض اللاعبين الأساسيين في المنطقة شاركوا بتمثيل متدني في المؤتمر ، مثل تركيا والسعودية وايران والامارات ؟ هل كان له تأثير على المؤتمر؟
بطبيعة الحال التشكيل والمشاركة المتدنية لبعض الدول وخاصة المتنازعة والتي كان بينها او بين غيرها من الحاضرين خلافات وصراعات كبيرة و لا شك عدم الحضور على المستوى الرفيع اي حضور الرئيس او الملك يؤثر كثيرا على المؤتمر رغم محاولة لملمة الوضع بشكل عام في سياق يحاول إظهار حجم التناغم بين الأطراف جميعها ولكن هذا على أرض الواقع لن يكون له التأثير المأمول فهي دبلوماسية عامة وليست حلول دائمة.
هل يمكن لمؤتمر بغداد يؤسس للعمل المشترك في المحيط الإقليمي بين دول المنطقة عبر الحوار بدلا من الصراعات؟
من الصعب القول أن مؤتمر بغداد يمكن أن يؤسس لعمل مشترك في المحيط الإقليمي بين دول المنطقة عبر الحوار بدلا من الصراعات فلو أخذنا على سبيل المثال ان مصر وتركيا مختلفتان فى قضية ليبيا بشكل كبير فمنذ عدة أشهر بدأت الحملات الإعلامية ولكن حتى الآن لم تحدث رؤية واحدة لاعادة العلاقات الى مجراها السابق والخلافات موجودة وكامنة بدليل وجود بعض المحطات التلفزيونية والإذاعية فى اسطنبول وفي أنقرة مازالت تتهجم على مصر وتقدم المزيد من الإساءات للدولة المصرية
مصر أعلنت رفضها للتدخل الخارجي في الشأن العراقي ودعت الي حل كافة الأزمات دون تدخل اي جهة خارجية فكيف يمكن تحقيق ذلك؟
مصر دائما تدعو لعدم التدخل الخارجي في شئوون الدول ومن بينها العراق بطبيعة الحال واعتقد ان مصر تقصد هنا بشكل محدد كلا من تركيا وإيران فإيران لها محور قوي داخل العراق من خلال منظماتها وتابيعيها وتركيا تحاول دائما التدخل فى الشمال العراقى بوسائل مختلفة هذا الأمر لن يكون من الممكن حله عبر جلسة حوار عامة بها قوى مختلفة ودول متصارعة ومتناقدة وسياسات متصادمة لكن حل هذه المشكلة يستدعى عوامل أخرى من بينها ان ترفع هذه الدول يدها عن العراق وألا تتدخل في شئونه واعتقد ان هذه مسألة صعبة لأنها مرتبطة بأمريين اساسيين فإيران تسعى لنشر فكرها في العراق والسيطرة عليه تماما كما فعلت منذ ٢٠٠٣ منذ غزو العراق على يد القوات الأمريكية والبريطانية وتركيا تحارب الاكراد في الشمال ومن ثم ستظل مواقفها ثابتة في هذا الإطار.
مثل العراق على مدى أربعين عاما منطقة صراع إقليمي ودولي ، هل يمكن أن يتحول الى أرض حوار بين المتخاصمين؟ وكيف يمكن لدول المنطقة أن تدعم العراق؟
من الصعب أن يتحول العراق إلى أرض حوار بين متخاصمين بل يكاد يكون من المستحيل رغم كل محاولات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لأعادة العراق إلى الساحة العربية والاقليمية والدولية ولكن أن يتحول العراق إلى أرض حوار بين المتخاصمين هو أمر صعب لكن العراق يكتسب ميزة أساسية أن لديه علاقات تكاد تكون متوازنة إلى حد ما مع العديد من الدول من بينها سوريا ولكن حتى في هذه المسألة رغم الوضع في المنطقة منعت سوريا من المشاركة في إجتماع بغداد وهذا يعنى أن المتخاصميين ليسوا قادرين على تجاوز خلافتهم بما يتخيله بعض الساسة مثل ماكرون او غيره من القادة الذين شاركوا فى هذا المؤتمر.
شهد المؤتمر لقاء بين الرئيس المصري والامير القطري هل أدرك البلدان إمكانية تجاوز خلافاتهما القائمة؟
ذا كانت قطر تريد استعادة علاقاتها مع مصر عليها ان تعتذر عن ما تقدمه من أخبار مسيئة نجدها على قناة الجزيرة ولعل من تابع حدث واحد مثل ذكرى فض رابعة العدوية فى ١٤ أغسطس ادرك ان السياسة القطرية لن تتغير مهما حاولوا اكسائها ثوبا من الدبلوماسية الناعمة في بعض الأحيان.