سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. مازالت القضية الليبية محل إهتمام مصر ودول المنطقة، فالتوترات السياسية والأمنية التي شهدتها ليبيا أثارت الكثير من المخاوف لدى دول الجوار، وبالنسبة للقاهرة فعدم الإستقرار الأمني يشكل لها التهديد الأكبر خوفا من تسلل المرتزقة والجماعات المسلحة إلى داخل مصر. وتطرح التغيرات السياسية الليبية الأخيرة والمتمثلة في خلط الأوراق بين الأعداء والحلفاء التساؤلات حول الدور المصري، ومصالح القاهرة في ظل بوادر الإنقسام بين حكومتين، وتطرح الكثير من التساؤلات حول الموقف بين مصر مع تركيا في الملف المتأزم بهدف الوصول إلى صيغة توافقية، حيث أعلن مجلس النواب الليبي إختيار وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا للحكومة خلفا لعبد الحميد الدبيبة. وللمزيد من التفاصيل تحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي منير أديب في الحوار الصحفي التالي.
رحبت القاهرة بإختيار مجلس النواب الليبي وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا للحكومة خلفا لعبد الحميد الدبيبة ، هل أصبحت القاهرة تدعم طرفا على حساب آخر؟
ترحيب القاهرة بإختيار فتحي باشاغا رئيسا للحكومة الليبية يأتي من باب دعم الإستقرار في الداخل الليبي، وأعتقد أن مصر كانت ومازالت منحازة إلى الشرعية في ليبيا، وإلى دعم الإستقرار في الداخل الليبي، ولعل ذلك هو سبب إعلان الخارجية المصرية تأييدها فتحي باشاغا رئيسا للحكومة الليبية، بعدما حصل على الأغلبية بإقرار البرلمان الليبي ، وأعتقد أن ذلك سوف يساعد كثيرا في تقليل الفترة الإنتقالية، ومن ثم الذهاب إلى الإستقرار السياسي والانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا.
ما الذي تراه القاهرة إيجابيا في انتخاب باشاغا وألا يعزز التأييد المصري لباشاغا الانقسام في ليبيا في ظل تمسك عبد الحميد الدبيبة بمنصبه إلى موعد إقامة الإنتخابات؟
القاهرة دعمت تأييد فتحي باشاغا ليس لأنها تريده، ولكن الذي أختاره وكلفه برئاسة الحكومة هو البرلمان الليبي، فقط القاهرة تتعامل بمنطق رد الفعل، بمعنى أنه من تم إختياره من قبل الليبين ومن قبل المؤسسات الليبية المنتخبة هو من يلقى دعما وتأييدا من القاهرة ومن المجتمع الدولي، وأعتقد أن المجتمع الدولي الآن أعلن تأييده لإختيار البرلمان الليبي المنتخب، وهذا ربما يؤدي إلى إختصار المرحلة الإنتقالية ومن ثم الذهاب إلى الإنتخابات البرلمانية والرئاسية وهو ما سوف يؤدي إلى الإستقرار السياسي في الداخل الليبي.
يرى البعض أن لمصر دورا في تشكيل تكتل بين فتحي باشاغا وخليفة حفتر وعقيلة صالح لتعزيز جبهة بنغازي في مقابل طرابلس، كيف ترى ذلك؟
تأييد القاهرة لإنتخاب فتحي باشاغا جاء بعد إختيار البرلمان الليبي المنتخب ، وجاء بعد موافقة العديد من الدول المجاورة على هذه الخطوة خاصة وأن الشرعية الحقيقية مع من إنتخبه البرلمان الليبي، خاصة وأن البرلمان الليبي والمؤسسات الليبية المنتخبة هي من تقرر المرحلة الإنتقالية ، وهي صاحبة القرار فيما يتعلق بإختصار المرحلة الإنتقالية ، ومن ثم الذهاب إلى الإنتخابات البرلمانية والرئاسية، ولذلك حالة التوافق التي تمت على إختيار فتحي باشاغا هي جزء من التوافق العام الذي سيأخذ الوضع نحو الإستقرار السياسي .
هل تمثل حكومة باشاغا مؤشرا على بداية تنسيق بين مصر وتركيا في الشأن الليبي؟
إختيار فتحي باشاغا هو بداية توافق عام ليبي، وأعتقد توافق عام أيضا بين الدول المختلفة التي لها دور وتدخل في الشأن الليبي ، وأعتقد أن مصر وتركيا اتفقتا على العديد من الملفات بخصوص الوضع في ليبيا ، وأعتقد أن ذلك يساعد بشكل كبير على الإنتقال من المرحلة الإنتقالية إلى إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية ، ومن ثم الذهاب إلى الإستقرار السياسي ، لذلك فتحي باشاغا يلقى قبول الليبين وتم بإنتخاب البرلمان الليبي، وأيضا يلقى قبول الدول المجاورة التي تريد الحفاظ علي الإستقرار في الداخل الليبي، وعدم الذهاب إلى مرحلة الفوضى أكثر من ذلك .
هل نسقت مصر مع أوروبا والولايات المتحدة وروسيا في دعم إنتخاب باشاغا؟
أعتقد أن الليبين هم الذين إختاروا فتحي باشاغا ، الإختيار كان من قبل الليبين أنفسهم وهم الذين قرروا والبرلمان الليبي هو برلمان منتخب يعبر عن الشعب الليبي، وأعتقد أن كل الدول التي إختارت فتحي باشاغا رئيسا للحكومة الليبية كان ردها بعد إختياره وليس قبل ذلك، وهناك حالة من التوافق حدثت قبل إختيار فتحي باشاغا، ولكن التوافق الأساسي تم بعد إختياره .
كيف ستتعامل القاهرة حاليا مع حكومتين، واحدة في الغرب والأخرى في الشرق؟ وما تبعات ذلك على العملية السياسية في ليبيا؟
أعتقد أن مصر كالمجتمع الدولي سوف تتعامل مع حكومة واحدة، وهي التي تعبر عن الحالة الحقيقية وتعبر عن الشعب الليبي وهي حكومة فتحي باشاغا، والحكومة هي التي لاقت دعما وتأيدا من قبل الشعب الليبي والمجتمع الدولي والدول المجاورة ، وتمسك عبد الحميد الدببة غير مفهوم وليس له معنى وأعتقد أن ذلك سوف يؤدي للمزيد من الإنقسام وسوف تنتصر في النهاية إرادة الشعب الليبي، من خلال البرلمان الليبي وتكليف فتحي باشاغا بإدارة الحكومة الإنتقالية ، وخلال شهور قليلة سوف تذهب العملية السياسية إلى انتخابات برلمانية ورئاسية ونحو إستقرار حقيقي في ظل وجود رئيس حقيقي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس