سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. مع استمرار أزمة سد النهضة و استمرار الطرف الإثيوبي على مواقفه الذي يرفض التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة على خط الأزمة، حيث تلعب دور الوساطة في محاولة للتوصل إلى إتفاق يرضي الدول الثلاث؛ مصر والسودان وإثيوبيا دون الإضرار بمصالح أي دولة، وفي هذا الإطار يرى كثيرون أن التوصل إلى حل هو أمر صعب للغاية خاصة وأن الموقف الإثيوبي منبثق من دعم خارجي لدول معادية لمصر، ويرى آخرون أن إثيوبيا تعتمد على دعم أمريكي يرمي إلى الضغط على مصر التي ترتبط بروسيا في الكثير من مجالات التعاون الإقتصادي والعسكري والسياسي، الأمر الذي لم يلقى قبولا لدى واشنطن، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي:

مع بدأ إثيوبيا المرحلة الثالثة لتشغيل سد النهضة كيف ترى الوضع الآن وتأثير ذلك على مصر؟
محاولة إثيوبيا للتصرف بشكل أحادي يضر إثيوبيا أكثر مما يضر أي دولة أخرى، خاصة وأن مصر والسودان تتمسكان بحقهما في مياه النيل كاملة بلا نقصان.
شهدت الفترة الماضية محاولات إماراتية للوساطة بين الدول الثلاث لكنها لم تنجح في تغيير الموقف الاثيوبي كما أن إثيوبيا رفضت إطلاع مصر والسودان على أي معلومات دقيقة تخص عملية تشغيل السد في الوقت الراهن، فكيف ترى ذلك؟
محاولات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هي محاولات محترمة وتحاول أن تصل بين الدول الثلاث إلى حلول بلا أضرار لكافة الدول، لكن التعنت الأثيوبي كما هو معروف حتى الآن يضر بمصلحة التفاوض، لكن مصر والسودان متمسكتان بحقهما في مياه النيل كاملة بلا نقصان، وبكل الوسائل مصر ستحاول أن تحافظ على حقها في مياه النيل.
في تصريح إثيوبي أخير قالت اديس أبابا. إن هناك دول أعلنت الحرب الإلكترونية ضدها تحت شعار حرب الهرم الأسود، فهل تقصد مصر والسودان وهل الحرب الإلكترونية هي الخيار المتاح الآن أمام القاهرة والخرطوم للتصدي للموقف الإثيوبي؟
إثيوبيا تحاول أن تطلق تصريحات من شأنها أن توجه لمصر إتهامات بأنها تعلن الحرب، وذلك من وحي خيالها، و لكن مصر صريحة في هذا الأمر تماما، فهي تعتمد على المفاوضات وتريد أن تكون هناك حلول سلمية، وتجلس على طاولة المفاوضات وتدعو الجانب الإثيوبي والمجتمع الدولي للوصول إلى حل في هذه الأزمة، و مصر تحترم القانون الدولي، وتحترم مساعي الحكومة الإماراتية للوصول إلى حل في تلك القضية تحديدا.
من المنتظر عقد جلسة مشاورات بين الدول الثلاث في الإمارات خلال يونيو المقبل فما هي توقعاتك لسير تلك المحادثات وهل يمكن الوصول لنتيجة؟
أعتقد أن قبول إثيوبيا لحضور تلك الجلسة هي خطوة مهمة، ومصر قدمت الملف كاملا للجانب الإماراتي، حتى يتطلع على كل تفاصيله وما توصلنا إليه حتى الآن، و أعتقد أن لدينا أمل أن تعود الحكومة الإثيوبية إلى رشدها، و تستمع إلى صوت العقل للوصول إلى حل في تلك الأزمة، حتى يمكن عمل تنمية في البلدان الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.
يرى البعض أنه على الرغم من تمسك القاهرة في الماضي بعدم مسايرة اديس أبابا في إجراءات لا تؤدي إلى الوصول لإتفاق ملزم لكافة الأطراف، إلا أنها اضطرت لقبول المبادرة الإماراتية، على أمل إحداث أي اختراق في الموقف الإثيوبي قبل الملء الثالث فكيف تعلق على ذلك وهل فقدت مصر الأمل في الوصول إلى حل؟
مصر لم ولن وتفقد الأمل في الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، مصر تحاول حل المشكلة بشكل سلمي و تفاوض مع تدخل المجتمع الدولي، سواء كان منظمات إقليمية أو دولية أو دول في المنطقة العربية أو الإتحاد الأفريقي، مصر لم تفقد الأمل في الوصول إلى حل، و أعتقد أن التعنت الإثيوبي يستند إلى دعم خارجي، خاصة من الدول المعادية لمصر والتي تريد أن تخلق زعزعة في المنطقة، وتحاول الضغط على مصر، ولكن الحكومة المصرية والشعب المصري متمسكان بحقهما في مياه النيل والذي هو هبة من الله سبحانه وتعالى، وهو مثله مثل أي نهر مشترك في العالم.
هل ترى أن إثيوبيا مدعومة الآن من الجانب الأمريكي للضغط على مصر لتغير موقفها تجاه روسيا؟
أعتقد أن الجانب الأمريكي لديه من الخطط التي لا يريد أن يفصح عنها، وأمريكا دولة صديقة وعلاقتنا بها علاقة طيبة وقوية وعلاقة إستراتيجية، لكن إذا كانت هناك ضغوط أمريكية لم يتم الإعلان عنها بشكل صريح، فموقف مصر من الأزمة الروسية الأوكرانية هو موقف واضح وصريح، وليس له علاقة بالأمور الداخلية، لكن الأزمة مع إثيوبيا بخصوص مياه النيل فلا أعتقد أن مصر ستتنازل عن إنتقاص نقطة مياه واحدة من حقها في مياه نهر النيل، حتى وإن كانت هناك ضغوط من بعض الدول ،فمصر ستدافع عن حقها في مياه النيل، فهو حق مصر وليس منة من أحد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس