أفريقيا برس – مصر. قال مصدر مصري مسؤول إن السلطات المصرية تتابع عن كثب نشاط المجموعات المسلحة المحلية المتعاونة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة والتي تنتشر في عدة مناطق تمتد من رفح جنوباً، المحاذية للحدود المصرية، وصولاً إلى شمال القطاع، في تطور وصفه المصدر بـ”المقلق” في ضوء التحولات الجارية على الأرض.
وأوضح المصدر أن الأجهزة المصرية رصدت خلال الأيام الأخيرة زيادة ملحوظة في مستوى التسليح الذي يحصل عليه عناصر هذه المجموعات من الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن طبيعة هذا التسليح تختلف بشكل واضح عمّا كان متاحاً لها في بدايات تشكيلها، سواء من حيث النوعية أو القدرات القتالية، ما يعكس – بحسب تقدير القاهرة – انتقال هذه المجموعات إلى أدوار أكثر تنظيماً وتأثيراً.
وأضاف المصدر أن هذا التطور يثير قلقاً متصاعداً لدى السلطات المصرية، لا سيما مع اقتراب مرحلة دخول قوات الاستقرار الدولية إلى قطاع غزة، والتي تمثل مصر جزءاً من تشكيلها أو الترتيبات المرتبطة بها. ولفت إلى أن رفع مستوى التسليح في هذا التوقيت قد يهدف إلى فرض وقائع ميدانية جديدة قبل إعادة ترتيب المشهد الأمني في القطاع، بما قد يعقّد مهمة تلك القوات أو يخلق احتكاكات غير محسوبة.
انتشار على الحدود بين غزة ومصر
وبحسب المصدر، فإن جزءاً من هذه المجموعات بات ينتشر على مسافات لا تتجاوز بضع مئات من الأمتار من الحدود المصرية مع قطاع غزة، وهو ما يضعها في نطاق المتابعة الأمنية المباشرة من جانب القاهرة، نظراً لما يمثله ذلك من حساسية خاصة تتعلق بأمن الحدود ومنع أي ارتدادات محتملة للوضع الأمني داخل سيناء. وأشار المصدر أيضاً إلى أن الأجهزة المصرية رصدت تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه المجموعات بعدد من الآليات الهندسية الثقيلة، وهي معدات لم تكن موجودة أصلاً في قطاع غزة قبل الحرب، موضحاً أن الهدف من إدخالها يتمثل في البحث عن الأنفاق وتعقب مجموعات المقاومة، في سياق ما وصفه بمحاولة إسرائيل الاعتماد على “وكلاء محليين” للقيام بمهام ميدانية معقدة بدلاً من الانخراط المباشر.
توجه لإعادة تشكيل البيئة الأمنية
ورأى المصدر أن هذا النمط من التعاون يعكس توجّهاً إسرائيلياً لإعادة تشكيل البيئة الأمنية في غزة عبر قوى محلية مسلحة مناهضة لحركة حماس، إلا أنه حذّر من أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والانفلات الأمني، وتفتح الباب أمام صراعات داخلية، بما يهدد الاستقرار الإقليمي، وليس فقط مستقبل القطاع. وأكد المصدر أن القاهرة تنظر إلى هذه التطورات باعتبارها جزءاً من مشهد أوسع يتطلب يقظة أمنية وسياسية مستمرة، مشدداً على أن مصر ستواصل مراقبة تحركات هذه المجموعات وتقييم تداعياتها، خصوصاً في ظل حساسية الحدود الجنوبية لغزة، ودور مصر المحوري في أي ترتيبات أمنية أو سياسية مقبلة تتعلق بالقطاع بعد الحرب.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس





