أفريقيا برس – مصر. أكد نائب وزير الخارجية المصري، أبو بكر حنفي، اليوم الجمعة، أن “التعاون بين مصر وروسيا يمتد ليشمل مجالات متعددة ضمن العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين”، موضحًا أن هذا التعاون “يشمل مجالات الفضاء، وبرامج التدريب، والطاقة النووية، وغيرها من القطاعات الاستراتيجية”.
وأشار حنفي، على هامش فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الأفريقية في القاهرة، إلى أن “مصر تعوّل بشكل كبير على روسيا في العديد من الملفات”، مشددًا على أن “التعاون في مجال الفضاء مع وكالة الفضاء الروسية يعد من أبرز مجالات التعاون المثمرة، نظرا لما تتمتع به روسيا من ريادة وخبرة كبيرة في هذا المجال، بالإضافة إلى أن موضوع التدريب الفني والتكنولوجي يعد من الأولويات المهمة لتعزيز قدرات الكوادر المصرية في مختلف المجالات”.
وتطرق نائب وزير الخارجية المصري إلى الوضع الدولي والإقليمي، مؤكدًا أن “مصر تمر حاليا بظروف دولية وجيوسياسية معقدة”، لكنه أعرب عن تفاؤله الكبير “بإمكانية عودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة خلال الأشهر المقبلة”.
وأوضح أن “مصر تعوّل كثيرا على روسيا لدعم جهودها في تحقيق الأمن والاستقرار، وأن هناك آمالا كبيرة بأن تعود الأوضاع إلى طبيعتها السابقة بما يخدم مصالح المنطقة ويعزز التعاون الثنائي والإقليمي”.
كما تناول نائب وزير الخارجية المصري، أبو بكر حنفي، مسألة التبادل التجاري بين مصر وروسيا، مؤكدا أن “التعامل بالعملات المحلية يعد خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين”، مشيرًا إلى أن “هذا الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية للتجارب السابقة، مثل التجربة الروسية–الهندية، قبل المضي قدما في تطبيقه بشكل كامل”.
وأضاف أن “بنك التنمية الجديد يشجع هذه الفكرة، ويعمل على وضع الأسس المناسبة لتنفيذها بشكل ناجح في المستقبل”.
نائب وزير الخارجية المصري يتحدث عن الشراكة الروسية المصرية في إطار “بريكس”
أكد السفير أبو بكر حفني محمود، نائب وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، عمق العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا، مشيرًا إلى أن الثقافة الروسية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المصرية.
وقال السفير حفني إن مصر تقدر عاليًا ما قدمته روسيا على مدى سنوات طويلة من خبرات فنية ودعم لوجيستي وعسكري وفني.
وأضاف: “روسيا قدمت لمصر معهد الباليه وأكاديمية الفنون، وتم ترجمة الأدب الروسي كله في مصر، ومعظم الأطفال في مصر يقرأون للأدباء الروس العظام. معظمنا قرأ الأدب الروسي، وأنا منهم”.
وأوضح أن هذا التأثير الثقافي جعل الثقافة الروسية متجذرة في الهوية المصرية.
وبشأن عودة روسيا إلى أفريقيا بشكل أكبر بالتنسيق مع مصر، أعرب نائب الوزير عن تفاؤل حذر رغم التحديات الجيوسياسية العالمية، قائلاً: “نحن متفائلون بأننا لا بد أن نخطط للمستقبل، ولدينا آمال كثيرة أنه في خلال الأشهر القليلة المقبلة سيعم السلام في المنطقة والعالم وتعود الأمور كما كانت، وبخاصة في ظل المفاوضات الحالية بين روسيا والولايات المتحدة”.
وأكد أن مصر تعول على روسيا في أمور كثيرة لتعزيز حضورها في المنطقة.
وأبرز دور روسيا كإحدى الدول المؤسسة لبنك التنمية الجديد، مشيرًا إلى أن البنك لا يتبع مؤسسات بريتون وودز، وأن نائب رئيسه روسي، ما يتيح للدول الأفريقية الوصول إلى قروض قليلة الفائدة.
وأعرب عن أمله في أن يلعب البنك دورًا أكبر لصالح أفريقيا، لافتًا إلى أن مصر عضو فيه قبل انضمامها إلى بريكس، وتُعد أكبر شريك غير مؤسس، وتعول كثيراً عليه في مشروعاتها المستقبلية.
وذكر أن أول اجتماع للبنك خارج شنغهاي عقد في مصر في يونيو/حزيران 2025.
كما أعرب عن أمله في تعزيز التعاون بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالات الفضاء الروسية، مؤكداً أن روسيا رائدة في هذا المجال، ومشددًا على الحاجة إلى مزيد من التعاون في التدريب.
وفي الشأن الاقتصادي، أشار إلى صدور قرار بإنشاء مدينة صناعية روسية في الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، معرباً عن أمله في تسريع الإجراءات رغم التأخر الحالي، وإنشاء مركز لتدريب الكوادر الأفريقية فيها.
كما أكد أن روسيا تعمل حاليًا في موقع الضبعة النووي، وأعرب عن أمل في إنشاء معهد للدراسات النووية.
وبخصوص التبادل التجاري بالعملات المحلية، وصفها بأنها “هامة جدا” ويتبناها بنك التنمية الجديد، لكنه شدد على ضرورة دراسة التجارب السابقة، مثل التجربة الهندية الروسية، لتجنب المشكلات وتنفيذها بشكل سليم.
وختم السفير حفني تصريحاته بتأكيد أن روسيا “دولة صديقة وحليفة”، وأن مصر تتوقع الكثير منها لصالح أفريقيا، متوقعاً أن يحل السلام في العالم خاصة مع المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا.
كما أكد أهمية تواجد مصر وروسيا في بريكس، قائلاً إن اجتماعاتها “هامة جداً” لمصر التي تشارك فيها على جميع المستويات.
وانطلقت، اليوم الجمعة، فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الأفريقية في القاهرة، بحضور أكثر من 50 دولة أفريقية ومشاركة واسعة على المستوى الوزاري بالإضافة إلى عدد من رؤساء المنظمات الإقليمية.
يأتي المؤتمر للبناء على الزخم الذي تم إرساء دعائمه خلال المؤتمر الوزاري الأول الذي عُقد في مدينة سوتشي الروسية في نوفمبر 2024.
ومن المقرر أن تسلط النسخة الثانية من المؤتمر الوزاري الضوء على قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار، ودعم الاستقرار والسلم والأمن وتحقيق التنمية.
يمثل هذا الاجتماع مرحلة سياسية وتنفيذية مهمة ضمن منتدى الشراكة الروسية الأفريقية، ومرحلة تحضيرية رئيسية للقمة الروسية الأفريقية الثالثة، المقرر عقدها عام 2026.
وسيكون مؤتمر القاهرة أول اجتماع وزاري لمنتدى الشراكة الروسية الأفريقية يعقد في القارة الأفريقية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس





