تجهيز شاحنات لنقل المساعدات من شمال سيناء إلى غزة

1
تجهيز شاحنات لنقل المساعدات من شمال سيناء إلى غزة
تجهيز شاحنات لنقل المساعدات من شمال سيناء إلى غزة

أفريقيا برس – مصر. شهدت محافظة شمال سيناء، اليوم الثلاثاء، نشاطاً إنسانياً واسع النطاق مع بدء تجهيز عشرات الشاحنات المحملة بالدقيق والمواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك في ظل استمرار إغلاق معبر رفح نتيجة سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على جانبه الفلسطيني منذ مايو/أيار 2024.

وأكدت مصادر محلية وشهود عيان أن التحركات اللوجستية بدأت من محيط مطار العريش والمخازن التابعة للمؤسسات الدولية، حيث جرى تحميل المساعدات ورفع شعارات منظمات مثل: برنامج الأغذية العالمي والمطبخ العالمي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، قبل التوجه نحو المنطقة الحدودية.

وبحسب مصدر حكومي رفيع في شمال سيناء فإن “الأجهزة الأمنية سهلت حركة الشاحنات بشكل عاجل باتجاه معبر كرم أبو سالم، بعد توقف استمر أكثر من شهرين ونصف، وهناك تعليمات سيادية واضحة بتيسير كل الإجراءات اللازمة لنقل المساعدات إلى غزة، بالتوازي مع استعداد القطاع الطبي في العريش لاستقبال الجرحى والمرضى القادمين من القطاع”.

ورغم هذه التحركات، يرى مراقبون أن ما يحدث على الأرض لا يعكس انفراجة حقيقية في الأزمة الإنسانية المتفاقمة داخل غزة، واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، أن “الدعاية التي تطلقها إسرائيل بشأن إدخال مساعدات إنسانية لا تعدو كونها محاولة لتبييض صورتها أمام المجتمع الدولي، في وقت بلغ فيه القطاع مرحلة مجاعة موثقة من قبل منظمات أممية”. وأشار عوكل إلى أن إدخال بعض الشاحنات لا يُعد حلاً والمطلب الأساسي هو إعادة فتح المعابر بشكل دائم ودون قيود، بما يشمل السماح بدخول المواد الغذائية والتجارية للقطاع الخاص، لضمان استمرارية سلاسل الإمداد حتى في ظل استمرار الحرب.

وكانت إسرائيل قد فرضت، منذ 2 مارس/آذار الماضي، إغلاقاً كاملاً على جميع معابر قطاع غزة، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية والطبية، في خطوة اعتبرتها جهات حقوقية بمثابة “عقاب جماعي” تهدف إلى الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات في ملف الأسرى. إلا أن تغيراً طفيفاً طرأ مؤخراً بحسب مصادر مطلعة، بعد تدخل أميركي مباشر أسفر عن الإفراج عن أحد المحتجزين الإسرائيليين الحاملين الجنسية الأميركية، عيدان ألكسندر، مقابل تسهيل إدخال مساعدات غذائية إلى غزة. ويعكس هذا الاتفاق الضمني بين واشنطن وحماس تصاعد الضغوط الدولية، خاصة بعد تقارير متزايدة عن حدوث وفيات جوعاً، والتحذيرات من انهيار إنساني شامل في القطاع.

وفي السياق، طرحت الإدارة الأميركية آلية جديدة لإدخال المساعدات اعتُبرت بمثابة تعديل للخطة الإسرائيلية السابقة، التي كانت تسعى لتجريد حماس من أي دور في توزيع المساعدات وفرض رقابة أمنية مشددة على المستفيدين. لكن المؤسسات الدولية رفضت تلك الرؤية، محذرة من أن فرض نقاط توزيع محددة سيؤدي إلى فوضى وزحام خطير ويعرض المدنيين للخطر.

ومع استمرار إغلاق معبر رفح، بسبب انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلية في جانبه الفلسطيني منذ اقتحام المعبر في مايو/أيار 2024، لم يعد أمام مصر سوى التعاون مع إسرائيل عبر كرم أبو سالم كونه المنفذ الوحيد لإدخال المساعدات. ورغم ما يثيره هذا من انتقادات داخلية وخارجية، ترى القاهرة أن الأهم في المرحلة الحالية هو ضمان تدفق الإغاثة ومنع انهيار الأوضاع في غزة. وتبدو الاستعدادات الجارية في شمال سيناء جزءاً من محاولة مصرية للقيام بدور فاعل في تخفيف الكارثة، لكنها لا تنفصل عن معادلة سياسية وأمنية معقدة، يتداخل فيها التفاوض على وقف إطلاق النار مع أوراق الضغط الإنساني.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here