أفريقيا برس – مصر. في تصريحات خاصة لـRT، تحدثت السفيرة المصرية السابقة لدى الهند، جيلان علام، عن تطور العلاقات بين البلدين.
وقالت جيلان علام: “عام 2022 له خصوصية في العلاقات بين مصر والهند، إذ تحتفل الدولتان بمرور 75 عاما على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، و كلا الدولتين لهما تاريخ حضاري عميق”.
وأضافت علام: “الزعيم المصري الراحل سعد زغلول ربطته علاقة وثيقة مع المهاتما غاندي، وعلاقة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بجواهر لال نهرو أدت لتوقيع اتفاقية صداقة بين مصر والهند عام 1955، وكان للدولتين دور متميز في مؤتمر باندونغ، وفي إنشاء وإرساء حركة عدم الانحياز، والتي يبدو أن التطورات الحالية على الساحة الدولية تستدعي استرجاع وتفعيل مفهومها في ظل الاضطرابات التي تعاني منها الساحة الدولية”.
وأكملت: “يمكن وصف زيارة وزير الخارجية الهندي لمصر بأن لها عدة دلالات هامة من حيث التوقيت، وفي ضوء التحديات التي تواجه ليس البلدين فحسب، بل العالم بأسره”، منوهة بأنه “رغم أزمة كورونا التي حلت بالعالم والتي أدت لنوع من الانغلاق الاضطراري بين دول العالم، كانت هناك زيارة هامة لوزير الدفاع الهندي لمصر في الأسابيع الماضية تضمنت لقاءات عديدة هامة وعلى رأسها استقبال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي له، حيث جرى خلال هذه الزيارة توقيع اتفاقيات عديدة في مجال الدفاع، فضلا عن أن هذه الزيارة سبقتها مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين”.
وأردفت السفيرة المصرية السابقة: “يمكن وصف زيارة وزير الخارجية الهندي لمصر بأنها زيارة حافلة، وتم فيها التشاور والتفاهم على عديد من الملفات الاقتصادية والسياسية، كان من بينها ملف القضية الفلسطينية والأزمة الأوكرانية الروسية”.
وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أوضحت جيلان علام أن “هناك 50 شركة هندية تعمل في مصر في قطاعات متنوعة، ويبلغ حجم استثماراتها أكثر من 3 مليارات دولار”، مضيفة: “لذلك كان الوزير الهندي حريصا على أن يجتمع بجمعية رجال الأعمال المصرية الهندية، والإحصائيات المصرية تشير إلى أن الهند تحتل المرتبة 12 في الاستثمارات الأجنبية في مصر”.
وتابعت علام: “الوزير الهندي صرح كذلك في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد اجتماع مطول أن حجم التجارة بين البلدين فاق 7 مليارات دولار عام 2021/ 2022، بزيادة قدرها 2 مليار دولار عن العام السابق، وأعلن الطرفان عن أملهما أن يرتفع حجم التبادل التجاري في السنوات المقبلة”.
واستطردت: “وزير الخارجية الهندي أشار إلى نقطة هامة، وهي التعاون بين البلدين في مجال صناعة الدواء، فالهند تتوافر فيها المواد الخام لتصنيع الأدوية على نطاق واسع، ولهذا كانت زيارة الرئيس السيسي للجناح الهندي في المعرض الأول للصحة في إفريقيا الذى استضافته مصر مؤخرا، ومن هنا جاءت تصريحات وزير الخارجية الهندي حول رغبة الهند في اعتبار مصر منصة انطلاق لصناعة الدواء الموجهة لإفريقيا”.
وأوضحت قائلة: “مصر تستضيف وتقود تحركا دوليا في الشهر المقبل، حيث ستعقد بها قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على دول العالم ولا سيما في إفريقيا”، مشيرة إلى أن “الهند سوف تتبوأ هذا العام رئاسة مجموعة العشرين الاقتصادية، ووجهت دعوة رسمية إلى مصر لحضور المؤتمر القادم لها كضيف مشارك”.
وأضافت جيهان علام: “كل هذه الاعتبارات وكل هذه المؤشرات تؤكد وتدعم أن العلاقات المصرية الهندية سوف تشهد تطورات إيجابية ملحوظة في الفترة المقبلة”.
وختمت السفيرة جيلان علام حديثها بالقول إن “وزير الخارجية الهندي حرص على زيارة حديقة الحرية بحي الزمالك بالقاهرة، حيث يوجد تمثال للمهاتما غاندي، تأكيدا لاحترام مصر للزعيم التاريخي للهند، وأرسى إكليلا من الزهور عليه”، معتبرة أن “هذه زيارة لها بعد رمزي يؤكد عمق وتاريخية العلاقات بين البلدين”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس