عبد العاطي: عجز مجلس الأمن “المخزي” عن وقف حرب غزة سبب مأساة لبنان الآن

9
عبد العاطي: عجز مجلس الأمن
عبد العاطي: عجز مجلس الأمن "المخزي" عن وقف حرب غزة سبب مأساة لبنان الآن

أفريقيا برس – مصر. اعتبر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن عجز مجلس الأمن المخزي عن وقف الحرب في قطاع غزة هو سبب المأساة التي يعيشها لبنان الآن.

جاء ذلك خلال جلسة يعقدها مجلس الأمن بطلب من فرنسا حول الأوضاع في لبنان بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير.

وقال عبد العاطي إن “ما نشهده الآن في لبنان هو عدوان مكتمل الأركان وانتهاك صارخ لسيادة دولة تعد عضوا مؤسسا لمنظمة الأمم المتحدة”.

ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان “أزهق أرواح المئات، وتسبب في آلاف الجرحى، وفرض نزوحا قسريا على عشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين في إهدار كامل لميثاق الأمم المتحدة وبالمخالفة لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.

واعتبر أن “المأساة التي يعيشها لبنان الآن ليست منزوعة السياق؛ فهي نتيجة لا مفر منها للعجز المخزي لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤوليته لوقف الحرب الدائرة رحاها منذ عام كامل في قطاع غزة”.

وأشار إلى أن مصر حذرت “مرارا وتكرارا من أن استمرار الحرب في غزة يُنذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى، وبتهديد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط”.

وتابع: “نقولها بمنتهى الصراحة: ما شهدناه على مدار عام كامل في غزة، وما نشاهده الآن في لبنان مرشح للتمدد لساحات أخرى في المنطقة ما لم يقم المجتمع الدولي بمسؤوليته لوضع حد لآلة القتل والتدمير”.

واعتبر عبد العاطي أنه “لم يعد مقبولا الاستمرار في عدم التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701″، مطالبا بـ”الوقف الفوري وغير المشروط للانتهاكات المستمرة لسيادة الأراضي والأجواء اللبنانية” من جانب إسرائيل.

وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوات “يونيفيل” الأممية.

وشدد عبد العاطي على أن “عودة الاستقرار الكامل لمنطقة الشرق الأوسط مرهون أساسا وقبل كل شيء بالتطبيق الكامل والفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2735 ووقف الحرب العدوانية على غزة فهي الصراع الأساسي الذي انبثقت عنه كل التوترات التي نشهدها حالياً في المنطقة برمتها”.

وتابع محذرا: “بدون وقف حمام الدم المستمر منذ عام في غزة سنبقى في دائرة المسكنات والهدن المؤقتة التي لا تلبث أن تنهار”.

وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنّى مجلس الأمن مشروع قرار أمريكيا برقم 2735، والذي يدعم التوصل إلى اتفاق للوقف الشامل لإطلاق النار بغزة، وصفقة لتبادل الأسرى، وبما يضمن وصول المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.

كما حذر عبد العاطي من أن “الشرق الأوسط الآن أمام منعطف خطير وتهديد حقيقي؛ فإما وقف شامل لكل أشكال العدوان والقتال في كل الساحات أو المزيد من الانهيارات وتوسع مضطرب لدائرة الصراع في منطقة لم تعد تحتمل المزيد من الدمار”.

واختتم كلمته قائلا: “هذه هي مسئوليتنا التي أرجو أن يكون اجتماع مجلس اليوم على قدرها، وأن نضع حدا للكارثة غير المبررة وغير المقبولة التي يعيشها لبنان”.

ومنذ صباح الاثنين الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، وأسفر عن 636 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى 2505 جريحا ونحو 390 ألف نازح.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر “الموساد” بتل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here