مسؤول مصري يحذر من كارثة محتملة تهدد مصر والسودان بسبب سد النهضة

4
مسؤول مصري يحذر من كارثة محتملة تهدد مصر والسودان بسبب سد النهضة
مسؤول مصري يحذر من كارثة محتملة تهدد مصر والسودان بسبب سد النهضة

أفريقيا برس – مصر. حذر محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق، من تداعيات خطيرة قد تواجه مصر والسودان نتيجة الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إثيوبيا في تشغيل سد النهضة، واصفا إياها بـ”المهزلة الحقيقية” بسبب سوء الإدارة والتشغيل من الجانب الإثيوبي.

وأوضح علام، في مداخلة هاتفية مع قناة مصرية محلية، أن ملء السد بالكامل وتشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر يشكل تهديدًا مباشرًا للسودان، حيث قد يؤدي إلى غرق الأراضي السودانية في حال حدوث فيضانات عالية خلال الشهر المقبل نتيجة استنفاد مخزون الطوارئ.

وأشار علام إلى أن هذا التصرف “غير مسؤول” ويمثل “خطأً خطيرًا”، موضحًا أن المفيض يُستخدم عادةً فقط في حالات الكوارث، مثل اقتراب السد من الانهيار، مما يؤدي إلى إهدار كميات هائلة من المياه بدلاً من الاستفادة منها.

وأضاف أن السعة التخزينية للسد تنقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: مخزون حي لتوليد الكهرباء، ومخزون للطوارئ لمواجهة الفيضانات، ومخزون للرواسب.

وأكد أن استخدام إثيوبيا لمخزون الطوارئ يعرض السودان لمخاطر جسيمة، بينما يهدد مصر بتقلص حصتها المائية من نهر النيل، خاصة مع توقعات بانخفاض منسوب المياه خلال سنوات الجفاف المتوقعة بدءًا من العام المقبل.

وأشار علام إلى أن مصر، على عكس السودان، لا تواجه مخاطر فورية بفضل قدرتها على استيعاب الفيضانات عبر السد العالي، مما يمنحها وقتًا للتعامل مع التحديات. ومع ذلك، حذر من التأثيرات السلبية طويلة الأمد على مصر خلال فترات الجفاف الممتدة.

واختتم تصريحاته منتقدًا “السياسة الأحادية” التي تتبعها إثيوبيا في إدارة السد دون تشاور مع دولتي المصب، مصر والسودان، معتبرًا أن هذا النهج يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية ويهدد الاستقرار في المنطقة.

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أكد بحزم، السبت الماضي، أن مصر لن تتهاون في مسألة المياه، ولن تتهاون في قطرة ماء واحدة.

وفي كلمته التي ألقاها في صالون “ماسبيرو” الثقافي، أكد أن قضية المياه تمثل الهم الوجودي الأول لمصر، ولا يمكن لمصر تحت أي ظرف من الظروف أن تتسامح أو تتهاون في مسألة المياه، مسلطا الضوء على أهمية هذا المورد لبقاء الأمة.

وأكد أن هناك تحديات كبيرة تواجهها مصر من مختلف الاتجاهات، فمن الشرق: الحرب على غزة، ومن الغرب: الأزمة الليبية المعقدة، بحدود طويلة تمتد حتى 1200 كيلومتر، ويقوض انقسام ليبيا والوجود الأجنبي والميليشيات المسلحة الاستقرار.

ومن الجنوب: يشهد السودان أعمال عنف وإرهاب تهدد كيانه وأمنه الإقليمي، ومن الشمال: إشكالات ترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، تتعلق باحتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي وموارد استراتيجية أخرى.

وأوضح أن كل هذه التحديات تنفجر في وقت واحد، مشيرا إلى تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعوته للمواطنين بالاطمئنان رغم ما يثار ضد الوطن من مؤامرات، مشددا على أن مصر دولة قوية ولديها مؤسسات وطنية ولا يمكن أن تسمح لأي أحد أن يمس حدودها أو أمنها القومي أو مصالحها الاستراتيجية وعلى رأسها مصالحها المائية.

ويعد سد النهضة أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ إثيوبيا، ويأتي تدشينه بعد سنوات من الجدل الإقليمي والدولي حول تداعياته على مياه نهر النيل، وتعتبر مصر أن السد يؤثر سلبا على حقها التاريخي في مياه النيل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here