عبدالكافي: الجريمة المنظمة تتغلغل في الغرب الليبي

6
عبدالكافي: الجريمة المنظمة تتغلغل في الغرب الليبي
عبدالكافي: الجريمة المنظمة تتغلغل في الغرب الليبي

أفريقيا برس – ليبيا. أوضح الخبير الأمني والعسكري، ومستشار القائد الأعلى للجيش الليبي سابقًا، عادل عبدالكافي، أن استمرار نشاط شبكات الجريمة المنظمة في المنطقة الغربية يُمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن الليبي والإقليمي مشيرًا في حواره مع “أفريقيا برس”، إلى أن هذا النشاط يرتبط بتقاعس بعض القوى المحلية وتردد دولي واضح في دعم عمليات عسكرية واسعة.

وأكد عبدالكافي أن حكومة الوحدة الوطنية تعمل على ملاحقة هذه الشبكات ضمن عملية أمنية مستمرة، لكنها تصطدم بمعطيات داخلية وخارجية معقدة،

وتحدث عبدالكافي عن تفاصيل العمليات الأمنية الجارية التي أطلقتها حكومة الوحدة في المنطقة الغربية، ودور الطيران المسيّر في هذه العملية وطبيعة التحديات التي تواجه الدولة الليبية في التصدي للجريمة المنظمة وشبكات التهريب

ما طبيعة العملية التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية مؤخرا؟

أطلقت حكومة الوحدة الوطنية منذ أشهر عملية عسكرية لملاحقة عصابات وشبكات الجريمة المنظمة، ولا تزال هذه العملية مستمرة إلى اليوم على الأرض. وتستند إلى معلومات أمنية دقيقة حول الأوكار وحجم العناصر ونوعية الأنشطة، بالإضافة إلى معلومات دولية من الدول المتضررة من التهريب والهجرة.

لماذا تصر الحكومة على استمرار هذه العمليات رغم التحديات؟

الحكومة تواصل هذه العمليات لتفنيد الاتهامات بعدم قدرتها على مواجهة الجريمة المنظمة، ولإثبات أن لديها المعلومات والإرادة للتحرك. لذلك يتم تنفيذ العمليات بحسب توفر المعلومات الأمنية، وبدعم من التعاون الأمني الدولي.

ما دلالة استهداف موقع محدد في المنطقة الغربية في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها ليبيا؟

عندما يتم استهداف موقع بعينه، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها ليبيا وتحديدًا المنطقة الغربية، التي تشهد نشاطًا واسعًا في عمليات التهريب وارتباطًا واضحًا بالجريمة المنظمة، سواء من عناصر محلية أو مرتبطة بشبكات دولية، فإن هذا يشير بوضوح إلى وجود معلومات أمنية دقيقة حول هذا الموقع. وقد تكون هذه المعلومات قد وصلت إلى الجانب الليبي من بعض الدول المتضررة، مثل إيطاليا أو إسبانيا، من أجل التعامل مع هذا الموقع الذي يمثل خطرًا حقيقيًا، نظرًا لأن أغلب عمليات التهريب تتم عبر المنطقة الغربية.

ما حجم النشاط الذي تم رصده في الموقع المستهدف؟

الموقع المستهدف كان يشهد نشاطًا كبيرًا جدًا، وقد تم رصد وتحديد عمليات التهريب التي تتم فيه، إضافة إلى نشاط عناصر الجريمة المنظمة المحلية والدولية. وقد تم التعامل معه بناءً على معلومات دقيقة تم تمريرها إلى الجهات الأمنية في طرابلس من الدول المتضررة، لأن هذا الموقع أصبح يشكل خطرًا مباشرًا على هذه الدول.

هل تقتصر هذه العمليات الأمنية على موقع أو مدينة معينة؟

من المفترض ألا تتوقف هذه العمليات عند مدينة أو موقع معين، لكن نظرًا للحساسية التي تمر بها المنطقة الغربية، سواء من الناحية القبلية أو الجهوية، ولأن القوى الأمنية أصبحت مرتبطة بمناطقها، فإن هذه الاعتبارات تعيق انتشار العملية بشكل أوسع، رغم وجود تشريعات تؤكد تبعيتها للدولة.

هذه الجماعات باتت تحتمي بمدنها ومناطقها، رغم التشريعات التي صدرت لتأكيد تبعيتها لمؤسسات الدولة. وهي تفعل ذلك حتى لا تطالها العمليات الأمنية والعسكرية، مما يزيد من تعقيد مهمة ملاحقتها.

ما دور وأهمية الطيران المسيّر في هذه العمليات؟

الطيران المسيّر يُعد الذراع الطويلة لأي قوة عسكرية أو أمنية، إذ يقلل من الخسائر البشرية، ويتميز بدقة الاستهداف، ويملك قدرة على البقاء في الأجواء والرصد والتصوير، وإرسال المعلومات المباشرة. يُستخدم لتحديد نوعية وحجم الأهداف، وهو سلاح فعال ضد الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.

هل توجد محاذير من استخدام الطيران المسيّر داخل العاصمة طرابلس؟

نعم، استخدام الطيران المسيّر داخل طرابلس يشكل خطرًا كبيرًا نظرًا للقوة التدميرية للصواريخ التي تطلقها هذه الطائرات، حيث تخلّف دمارًا واسعًا. إضافة إلى ذلك، ترفض القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة أي عمل عسكري واسع، سواء داخل طرابلس أو في المنطقة الغربية عمومًا.

هل هناك توافق دولي بشأن التحركات العسكرية في ليبيا؟

هناك فيتو دولي واضح تجاه أي تحركات عسكرية واسعة في ليبيا، سواء في طرابلس أو بين الشرق والغرب. ولا يوجد أي طرف دولي يدفع أو يدعم عمليات عسكرية كبيرة، مما يحد من حرية التحرك العسكري المحلي.

كيف تتعامل شبكات الجريمة المنظمة مع الضغوط الأمنية؟

هذه الشبكات تلجأ إلى حالة من السكون المؤقت عندما تتعرض للملاحقة، كما حدث خلال الأشهر الماضية. تختفي أو تقلل من نشاطها حتى تهدأ الملاحقات، ثم تعيد ترتيب صفوفها وتعود للعمل في أجواء بعيدة عن الرصد الأمني.

ما الأضرار التي تسببت بها هذه الشبكات على ليبيا؟

هذه الشبكات أضرت بالاقتصاد الليبي وبالواجهة السياسية والأمنية للحكومة، خصوصًا مع الاتهامات الموجهة دائما للمنطقة الغربية بكونها مصدرًا رئيسيًا للتهريب، ووجود مصانع لصناعة الزوارق بكثافة فيها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here