مواطنون يشتكون من ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية

5
مواطنون يشتكون من ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية
مواطنون يشتكون من ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية

أفريقيا برس – ليبيا. عود على بدء، أمهات وآباء وأطفال يتدافعون على محلات بيع الأدوات المدرسية والزي المدرسي في مختلف الأحياء في العاصمة طرابلس وكافة المدن والقرى الليبية، عشية انطلاق العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 وسط ارتفاع ملحوظ للأسعار بلغ ما بين 25 و30 في المائة مقارنة مع العام الماضي، ما يزيد من الضغط على ميزانيات معظم الأسر الليبية.

ورصد فريق من وكالة الأنباء الليبية (وال) تجول يومي الجمعة والسبت في أسواق بيع الأدوات المدرسية في أحياء الظهرة وزاوية الدهماني وغوط الشعال بطرابلس تضايق الكثير من الآباء والأمهات، خاصة من ذوي الدخل المحدود، وهم غالبية الشعب الليبي، أو الذين لديهم ثلاثة أطفال وأكثر، من ارتفاع الأسعار وسط اشتعال أسعار المواد الغذائية والخدمات للسنة الخامسة على التوالي، ما جعل زيادة المرتبات على خلفية ما يُعرف بجدول المرتبات الموحد، دون معنى.

وقالت مروة أيمن (36 سنة أم لثلاثة أطفال) لمراسلة (وال) إن أسعار الأدوات المدرسية لهذا العام مرتفعة مقارنه بالعام الماضي ما صعب علينا شراء كافة الأدوات الضرورية المطلوبة.

وأضافت: “لدي ثلاثة أبناء في مرحلة التعليم الأساسي، واحدة أولي ابتدائي، وآخر في الصف السادس، وثالثة في الثانية إعدادي، يحتاجون جميعا إلي الأدوات المدرسية إضافة إلي الزي المدرسي والحقائب المدرسية”، مؤكدة أن زوجها يتقاضى 1200 دينار كمرتب شهري، لا يكفي حتى لتوفير الاحتياجات اليومية للبيت ما اضطره للعمل عل سيارته الخاصة على خط نقل الركاب والبضائع بين طرابلس وتونس.

واتهم محمد مصطفي (أب لخمسة أطفال) التجار باستغلال موسم العودة المدرسية وزيادة الطلب لرفع الأسعار وسط غياب أية متابعة من السلطات المختصة مؤكدا أنه لا يستطيع توفير كافة الأدوات المدرسية لأطفاله هذا العام ولا يعرف ماذا سيفعل خاصة مع أطفاله الصغار الذين سيرفضون مثل العام الماضي الذهاب إلى المدرسة دون أدوات بسبب الحرج أمام أقرانهم.

ورصدت مراسلة لـ (وال) أن ثمن دستة الكراس المدرسي بلغت 15 دينارا بينما تراوح سعر الحقائب المدرسية ما بين 100 و250 دينار بحسب الأنواع، وتفاوتت أسعار الزي المدرسي بحسب الخامة، ما بين 90 و 200 دينار، ومعظمها بضاعة رديئة مصنوعة من مادة البوليستر (ألياف صناعية تصنع من مواد كيميائية من البترول).

ويُتوقع أن يتوجه أكثر من 2.5 مليون من التلاميذ والطلبة بمختلف مراحل التعليم في ليبيا إلى المدارس والمعاهد والجامعات، خلال العام الدراسي 2025 – 2026. علما بأن معدل التحاق التلاميذ في ليبيا بمرحلة التعليم الابتدائي يصل، بحسب احصائيات رسمية، إلى 97 في المائة ما يجعله الأعلى في الدول العربية والأفريقية.

وقال محمد المخزوم، صاحب مكتبة (الشرق) للقرطاسية والأدوات المدرسية في منطقة الظهرة بطرابلس إن هناك تراجعا طفيفا في إقبال المواطنين على شراء الأدوات المدرسية بسبب ارتفاع الأسعار بنسبة 25% مقارنة مع العام الماضي واستمرار أزمة السيولة التي يعاني منها المواطنون بالتزامن مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد.

وأوضح محمد الفرجاني المتخصص في بيع الحقائب المدرسية في سوق زاوية الدهماني بطرابلس أنه يعمل في هذا المجال منذ عام 2018 ملاحظا أن الأسعار ترتفع كل عام ما بين 10 و25 في المائة وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء وارتفاع أسعار المادة الخام وتكاليف الشحن والنقل.

ويبلغ عدد المدارس في عموم التراب الليبي حوالي 5600 مدرسة مع التخطيط لبناء 500 مدرسة إضافية إلا أن معظمها يُعاني من مشاكل في الصيانة وتواجه أخرى اكتظاظا شديدا في عدد التلاميذ يصل إلى 45 تلميذا في الفصل الواحد، مرده إلى نزوح المواطنين من المناطق التي شهدت حروبا وإعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة قبل سنتين، ما أدى، بحسب الخبراء، إلى تدني جودة التعليم وجعل البيئة التعليمية غير مناسبة.

يُذكر أن مصانع الكراس المدرسي التي كانت قائمة في ليبيا أغلقت أو دُمرت ومن بينها مصنع المتميز الذي كان يُنتج الكراس (الممتاز) دمر أثناء ما عُرف بحرب ليبيا وهاجر صاحبه إلى الخارج ما ضاعف من أسعار الكراس المدرسي عدة مرات حيث خضع السوق الليبي لأسعار المستلزمات المدرسية التي يستوردها التجار من الخارج .

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here