جمال جوهر
أفريقيا برس – ليبيا. دفع الحديث عن اعتلال صحة هانيبال، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الموقوف في لبنان، إلى مطالبة عدد من الليبيين مجدداً بسرعة العمل على إطلاق سراحه.
وانشغلت أوساط ليبية عدة بأنباء نقل هانيبال إلى المستشفى؛ بسبب ما قيل إنّه عارضٌ صحّي ألمّ به داخل محبسه بمقر قوى الأمن الداخلي في بيروت، وسط مخاوف من «تعرّضه لمكروه قد ينهي حياته».
وطالب خالد الغويل، مستشار اتحاد القبائل الليبية للعلاقات الخارجية، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، الجمعة، السلطات اللبنانية «بوضع حدٍّ لحالة الانتقام من (الكابتن) هانيبال؛ التي تخلو من تفعيل العدالة»، وقال: «لا يُعقَل أبداً أن يظل معتقلاً من دون تهمة كل هذه المدة».
وأضاف الغويل متسائلاً: «هل تريد السلطات اللبنانية أن يموت نجل القذافي في معتقله بالتشفي منه في جريمة لم يرتكبها؛ ولم يثبتها القضاء عليه؟ وبالتالي تُصبح وصمة عار في تاريخ القانون اللبناني»؟.
ومع تصاعد الدعوات في ليبيا بضرورة تدخل السلطات لإطلاق سراح هانيبال، قال جمال الفلاح، رئيس «المنظمة الليبية للتنمية السياسية»: «إن قيمنا الإنسانية التي طالبنا بها لا تسمح لنا بأن نرى الحقوق من زاوية واحدة؛ لذا فإننا نتضامن دفاعاً عن السجين هانيبال القذافي، الذي يُحتجَز في لبنان من دون محاكمة».
وقال مصدر مقرَّب من وزارة العدل بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة لـ«الشرق الأوسط»، إن الوزيرة حليمة إبراهيم «تجري اتصالات بالمسؤولين في لبنان؛ للاطلاع على حالة نجل القذافي؛ والعمل على إطلاق سراحه».
وهانيبال مسجون في لبنان منذ 10 سنوات، بداعي «إخفاء معلومات تتعلق باختفاء مؤسِّس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، خلال زيارته ليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب».
وسبق أن طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السلطات اللبنانية بـ«الإفراج الفوري» عن هانيبال، وتقديم «تعويض مناسب» له عن احتجازه قرابة عقدٍ من الزمن «تعسفاً وظلماً»، موضحة أنّه يشتكي «أزمة نفسية؛ بسبب اعتقاله في زنزانة تحت الأرض».
وقال عبد الحكيم معتوق، المحلل السياسي الليبي، إن هانيبال «يرقد في غرفة العناية المركزة في لبنان؛ بسبب مضاعفات بالكبد، بعد أن فشلت كل المساعي العربية والدولية في إطلاق سراحه».
وأُدخل هانيبال أحد مستشفيات لبنان في الثاني والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي، نظراً لاعتلال صحته بعد دخوله في إضرابٍ عن الطعام؛ احتجاجاً على سجنه من دون محاكمة منذ عام 2015.
وسبق للغويل، الموالي لنظام القذافي، القول: «نحن نريد معرفة حقيقة اختفاء الصدر لطي هذا الملف، ولا ينبغي أن يُترَك (الكابتن) هانيبال يعاني ظلماً في السجن بتهمة لم يرتكبها؛ إذ كان عمره لا يتجاوز العامين عندما أُثيرت قضية الصدر».
وفعّل ليبيون موالون لنظام القذافي هاشتاغ «الحرية لهانيبال القذافي»، بينما دعا بعضهم أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسي في «جبهة النضال الوطني الليبية»، إلى التدخل لدى «دوائر معارفه» من الرؤساء والمسؤولين للعمل على إطلاق سراح هانيبال.
وكانت السلطتان الليبية واللبنانية قد تواصلتا في يناير (كانون الثاني) 2024 بشأن هانيبال؛ إذ زار وفد مكون من 3 موظفين كبار من وزارة العدل بحكومة «الوحدة» العاصمة بيروت، بقصد متابعة ملف نجل القذافي، واتفقوا على التعاون في قضيته.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس