أفريقيا برس – ليبيا. وضعت الشرطة العسكرية في غرب ليبيا وحداتها بحالة استعداد تام لتعزيز الاستقرار بالعاصمة طرابلس، بينما بدأت النيابة العامة تحقيقاً عاجلاً في قتل مسؤول عسكري بارز ضمن قوات حكومة «الوحدة» المؤقتة وحبس المتهم.
وأعلنت إدارة الشرطة وضع وحداتها داخل العاصمة طرابلس في حالة استعداد تام لتنفيذ توجيهات المستويات العليا الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار. وأكدت إدارة الشرطة العسكرية التابعة لرئاسة أركان قوات حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، والمكلّفة رسمياً من قبل المجلس الرئاسي، المشاركة في تنفيذ الترتيبات الأمنية، وضبط المظاهر المسلحة داخل المدينة، مشيرة إلى أن هذا التحرك يأتي استجابة لما وصفته بـ«قرارات عليا هدفت إلى فرض النظام، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، ودعم الأجهزة الأمنية في بسط الاستقرار بعد فترات من التوتر الأمني المتكرر».
وأدرجت إدارة الشرطة العسكرية هذه الخطوة في إطار ما سمته «مسؤوليتها الوطنية وحرصها المستمر على حماية المواطنين وممتلكاتهم، وتأمين المواقع الحيوية، وفق الخطط الميدانية والتعليمات الصادرة عنها»، وقالت إن الأفراد والآليات «في جاهزية كاملة، مع استمرار التنسيق مع الأجهزة الأمنية ذات الصلة لضمان تنفيذ المهام بسرعة ودقة، مع الالتزام بالقانون واحترام حقوق المدنيين».
كما أعلنت الإدارة عن تعزيز وجودها الأمني عبر نشر نقاط تفتيش منتظمة وتسيير دوريات استباقية، بهدف توفير بيئة آمنة ومستقرة لجميع سكان العاصمة، لافتة إلى استمرار جهودها المشتركة مع باقي المؤسسات الأمنية لـ«حماية طرابلس وصون أمنها واستقرارها».
بدوره، شدّد الدبيبة، خلال تفقده سير العمل في مشروع مطار مصراتة الدولي بغرب البلاد، مساء السبت، على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية، ورفع مستوى الجودة، مؤكداً في اجتماعه مع الشركات المنفذة ومكاتب الاستشارة، أهمية إنجاز المشروع وفق المعايير الدولية، وتعزيز جاهزية المطار لخدمة الحركة الجوية.
في غضون ذلك، أعلنت النيابة العامة في طرابلس، أنها باشرت تحقيقاً عاجلاً في جريمة قتل العميد محمد الصداعي آمر القوات الخاصة التابعة لحكومة «الوحدة» بالعاصمة، بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر إثر مشادة مفاجئة أثناء عودته إلى منزله، مشيرة إلى أنها أمرت بحبس المتهم احتياطياً على ذمة التحقيقات، وذلك «بعد ثبوت تورطه في قتل المجني عليه».
ووفقاً لبيان النيابة، بدأت الواقعة حين استوقف المتهمُ المجني عليه أثناء مروره أمامه عائداً إلى منزله، حيث طلب منه الترجل من المركبة دون إبداء أي سبب، وعند رفض الصداعي الامتثال، بادر المتهم إلى إشهار سلاح ناري وأطلق عدة أعيرة أصابته وأدت إلى وفاته في الحال.
وتكشف واقعة قتل الصداعي، داخل قاعدة معيتيقة العسكرية بطرابلس، على يد (رئيس عرفة) ينتمي للقوات نفسها، عن خطورة بالغة في سياق ليبيا الممزقة، إذ وقعت داخل معقل أمني حساس شهد تصعيداً مسلحاً قبل شهرين فقط بين فصائل موالية للحكومة، مما يشير إلى انهيار الثقة والانضباط داخل الوحدات العسكرية، ويزيد من مخاوف التصعيد الأهلي أو التدخلات الخارجية، خصوصاً مع نفي جهاز الردع لمكافحة الإرهاب أي تورط، ويُبرز هشاشة الاستقرار الأمني في طرابلس رغم الجهود الرسمية لفرض النظام.
وهز الحادث المصنف رسمياً بوصفه «مشادة شخصية»، المؤسسة العسكرية، وأثار إدانات واسعة من رئاسة الأركان، التي وصفته بـ«الغدر».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس





