التحرير الكامل لمدينة درنة يعد خطوة إيجابية فى معركة القضاء على الإرهاب فى ليبيا، ليطوى التاريخ هذه الصفحة المظلمة، إذ يرى محللون أن تحرير درنة يمثل نهاية الإرهاب فى ليبيا، حيث لم يعد للجماعات الإرهابية أى ملاذ الآن، خاصة فى المناطق التى يسيطر عليها الجيش الليبى، الذى يسهم انتصاره فى معركة درنة، فى إعادة الاستقرار إلى ليبيا، خلال الفترة المقبلة، كما أنه يعد ضربة كبرى لتنظيم “الحمدين” الذى اعتمد على تلك المجموعات الإرهابية لمحاولة تنفيذ الأجندة القطرية فى استمرار حالة الفوضى فى ليبيا.
عمليات أمنية
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العميد أحمد المسمارى، أن ما تشهده ليبيا حاليا فى مدينة درنة ليست سوى عمليات أمنية وليست عسكرية، موضحا أن هذه العمليات تُدار من قبل غرفة درنة الأمنية وغرفة عمليات “عمر المختار”.
وأشاد المسمارى، خلال مؤتمر صحفى، بما تقوم به كتيبة “سبل السلام” بالكفرة من تصدى لعمليات الجريمة المنظمة والعابرة للحدود فى الجنوب، والتصدى للعصابات التشادية المسلحة التى تحاول السيطرة على المنطقة الممتدة بين الحدود الليبية مع تشاد والسودان.
نشاط العصابات التشادية
وأوضح المسمارى، أن فصائل المعارضة التشادية المسلحة اتخذت من الأراضى الليبية منطلقا لتحركاتها بدعم قطرى، كما اتجهت تلك الفصائل للتحالف الميدانى مع الميلشيات الليبية المسلحة، مشيرًا إلى أن آخر العمليات العسكرية فى الجنوب كانت مع مجموعة مسلحة مكونة من 9 سيارات فى طريق الجغبوب، تمكنت القوات الليبية خلالها من قتل 7 عناصر تابعة للعصابات التشادية.
بدوره، قال عميد بلدية سبها حامد الخيالى، إن “الدور التخريبى القطرى لم يقتصر على الدول الإقليمية المحيطة بها، بل تعدى ذلك إلى إفريقيا، حيث وجدت الدوحة فى جماعات معادية للنظام الحاكم فى تشاد ضالتها، فدعمتها وآوتها ووفرت لها الملاذ الآمن، وكانت ليبيا مركز الانطلاق”.
فيما قال مسؤول عسكرى، إن “قوات الجيش الليبى، سبق وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المختومة بشعار الجيش القطرى، داخل منزل الإرهابى عطية الشاعرى، زعيم تنظيم مجلس شورى درنة، بمنطقة شيحا الغربية”.
وعن هجمات منطقة الهلال النفطى، أعلن المسمارى، فى مارس عام 2017، إن “قوات المعارضة التشادية شاركت فى الهجوم على منطقة الهلال النفطى”، كما أكد وجود تحالف بين القوات القادمة من مدينة مصراتة والمدعومة من قطر مع سرايا الدفاع عن بنغازى وقوات المعارضة فى تشاد لاستهداف الأمن الوطنى لليبيا.
القائد العام للجيش الوطنى الليبى، المشير خليفة حفتر، كان قد أعلن فى وقت سابق، إن أقوى أجنحة المعارضة التشادية المسلحة، تتلقى دعماً من قطر، لزعزعة أمن ليبيا وتشاد، مضيفًا أن المعتقلين لدى الجيش الليبى من المعارضة التشادية أقروا بدعم قطر لهم، بالمال والسلاح، عبر الجماعات الإرهابية الليبية الذين يعملون معها.
أهداف استراتيجية
ووفق المصادر العسكرية، فإن تطهير الجنوب الشاسع سيحقق هدفاً استراتيجياً ليس لليبيا فقط، وإنما لدول الجوار وللعالم بأسره، خصوصاً وأنه بات أهم ممر لجموع المهاجرين غير الشرعيين، وكذلك لتهريب السلاح والنفط، إضافة إلى تحوله إلى مركز لجوء للجماعات الإرهابية الناشطة فى دول الساحل والصحراء، وللمتمردين المسلحين الفارين من دول الجوار وبخاصة تشاد والسودان.