أفريقيا برس – ليبيا. تدور اشتباكات مسلّحة، منذ فجر الثلاثاء، بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات مديرية أمن مدينة سبها (جنوباً)، زادت ضراوتها صباحاً.
ووفقاً لشهود عيان فإن الاشتباكات تدور بين الكتيبة 116 التابعة لمديرية أمن سبها وبين عناصر طارق بن زياد.
وأشار الشهود إلى أن الاشتباكات بدأت فجر الثلاثاء حول مقر جهاز الاستخبارات العسكرية، بعد اقتحام قوات طارق بن زياد المقر في محاولة للسيطرة عليه.
وبينت المصادر أن الاشتباكات تزداد اتساعاً الآن لتقترب من بعض الأحياء السكنية، من بينها حي القرضة الذي بدأ يشهد حركة نزوح من قبل سكانه.
وأشار الشهود إلى استمرار توافد أرتال من السيارات المسلحة التابعة لحفتر إلى قلب المدينة.
اشتباكات وسط مدينة #سبها فجر اليوم بين كتيبة 116 بإمرة مسعود جدي وبين كتيبة طارق بن زياد ومجموعات أخرى تابعة لمليشيات #حفتر pic.twitter.com/XXVQ3skFzN
من جانبها، أعلنت مديرية أمن سبها أن قوات تابعة لحفتر سطت على سيارات تابعة لها واعتقلت عددا من أفراد الشرطة، في وقت أسفرت فيه الاشتباكات، التي شهدتها المدينة منذ الفجر، عن مقتل مدني وإصابة آخرين.
وأكدت مديرية أمن سبها، في خطاب موجه لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، أن “مجموعة مسلحة تابعة لقوات الكرامة، بإمرة المدعو المبروك سحبان”، قامت بالسطو المسلح، مساء الاثنين، على 11 سيارة شرطة جديدة خصصتها وزارة الداخلية لمديرية أمن سبها.
وأوضحت المديرية أنه أثناء تسلم أعضاء من هيئة الشرطة سيارات خصصتها وزارة الداخلية لها، تعرضوا لسطو مسلح قريباً من قاعدة براك الشاطئ، لافتة إلى أن السيارات وأفراد الشرطة نقلوا إلى مقر القاعدة، التي وصفتها بـ”مقر مليشيات الجنوب”.
وحملت قوات حفتر “المسؤولية القانونية في حال تعرض أعضاء الشرطة أو الآليات لأي أذى، كما حملت هذه القوات زعزعة الاستقرار والأمن في جنوبنا الحبيب”.
ولم يصدر حتى الآن أي موقف من جانب وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية وقيادة قوات حفتر حيال الاشتباكات التي تشهدها مدينة سبها.
في السياق، كشفت مصادر مقربة من مديرية أمن سبها، أن الهجوم على مقر الاستخبارات العسكرية كان بقصد السيطرة عليه، بالإضافة لتنفيذ أوامر من حفتر بالقبض على مسعود الجدي، آمر الكتيبة 116، الذي كان تابعاً له وانقلب عليه في الأيام الماضية منحازاً لقوات مديرية أمن المدينة.
وأكدت المصادر، أن عناصر حفتر تحشد قواتها القادمة من قاعدة براك الشاطئ، التي تعد مركز سيطرة حفتر العسكرية في الجنوب، بهدف السيطرة على المقار الأمنية والعسكرية في المدينة.
وقالت المصادر إن حجم الخسائر البشرية والمادية غير معروف، لافتة إلى استمرار حالة التوتر وسط تبادل القصف قريباً من الأحياء السكنية بين الطرفين.
وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي صوراً لشاب مدني سقط قتيلاً جراء الاشتباكات التي شهدتها المدينة، مشيرة إلى استقبال مركز سبها الطبي أكثر من عشرة جرحى من طرفي الصراع.
وجاءت الاشتباكات المسلحة في مدينة سبها بعد أربعة أيام من لقاء جمع رئيس أركان الجيش التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد، بالقائد المكلف بقيادة مليشيات حفتر الفريق عبد الرزاق الناظوري.
واتفق الرجلان خلال اللقاء على “الابتعاد عن الصدام الداخلي، وعدم تسيس المؤسسة العسكرية ودعم الجهود لقيام الدولة المدنية، ووضع خطة لتنظيم المسلحين والتشكيلات المسلحة، ووضع آليات لتوحيد المؤسسة العسكرية”، بحسب بيان لرئاسة أركان الجيش التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، السبت الماضي.
وفي الـ25 من الشهر الماضي، أقدمت قوات طارق بن زياد على اقتحام مقر محكمة سبها العسكرية، وطردت قضاة وموظفي المحكمة.
وفي الأسبوع التالي، حاصرت هذه القوات المحكمة يومين، بهدف منع عقد جلسة كانت مقررة للنظر في طعن تقدم به سيف الإسلام القذافي ضد قرار مفوضية الانتخابات استبعاده من السباق الانتخابي.
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل