مغامرات الاستكشاف في ليبيا شغف الهواية وتحديات الاستمرار

13
مغامرات الاستكشاف في ليبيا شغف الهواية وتحديات الاستمرار
مغامرات الاستكشاف في ليبيا شغف الهواية وتحديات الاستمرار

أفريقيا برس – ليبيا. تزخر ليبيا بالجبال والمسطحات الخضراء في منطقة الجبل الأخضر التي تضم في باطنها الكهوف والعيون والأنهار، كما أنها تتمتع بساحل طويل للبحر الأبيض المتوسط.

وبالإضافة لذلك، تمتلك ليبيا صحراء شاسعة ويمر بها جزء من الصحراء الكُبرى التي تضم سلسلة من جبال أكاكوس الضخمة، لكن مع كل هذه المقومات تفتقر ليبيا لرحلات الاستكشاف والمغامرات رغم مساحتها وطبيعتها.

جمال القماطي، ابن مدينة بنغازي شرقي ليبيا مستكشف وصانع محتوى، دخل مجال الاستكشاف والتخييم عن طريق الصدفة قبل أن يتخصص ويطور نفسه فيه ويصبح مستكشفا معروفا.

جاءت هذه الفكرة للشاب الليبي العشريني بعد تكرار عمليات الخروج للخلاء والتخييم وإقامة المعسكرات في البرية، حيث أعجب القماطي بهذا الشغف وأصبح يكرر الخروج بشكل منظم ومتكرر لمناطق الجبل الأخضر الليبية والوديان والكهوف.

شغف المغامرة

وفي حوارنا مع جمال القماطي، الذي قال إنه يخرج في فرق للتنزه بشكل متكرر ويشرف على إقامة المعسكرات مع فرق وأشرف على فرق جوالة مشيا على الأقدام، أعجب بهذه الهواية ودخل في مراهنات مع أصدقائه حول دخوله للمناطق الوعرة والكهوف المخيفة، ومن هنا كانت الانطلاقة نحو شغف المغامرات والاستكشاف.

وتابع القماطي عن كسره لحاجز الخوف ومغامراته بدخول المناطق الوعرة التي لم يسبق وأن دخلها أحد، وكان يغامر بدخول هذه المناطق بشكل منفرد.

وأضاف أنه بدأ في تأسيس فريقه بانضمام اثنين من أصدقائه للفريق وذلك للدخول لعالم الرحلات والاستكشاف في الأودية والجبال وإقامة المعسكرات.

التحدي

يقول: “كانت الكهوف من أجمل الأماكن التي دخلتها للاستكشاف وخاصة الكهوف المشوقة التي لم يسبق لأحد زياراتها، لأن ليبيا تتميز بالأماكن معروفة والغير معروفة، يتلذذ بالدخول للأغوار والممرات الضيقة تحت الأرض، وكان يجد صعوبة بالغة في الغوص والتعمق في الكهوف تحت الأرض نظرا لقلة الإمكانيات، ولكنه يقول كانت من أجمل المغامرات التي يقوم بها”.

وتابع: “تضم مدينة بنغازي العديد من الكهوف، حيث يصل عدد الكهوف التي دخلها منذ بداية رحلاته أكثر من خمسين كهفا، ولم يكن يعتقد بأن مدينة بنغازي تضم كل هذه التجاويف تحت الأرض”.

الصعوبات والتحديات

وأوضح أنه تعرض لمواقف صعبة جدا في منطقة طلميثة شرق مدينة بنغازي، تحديدا في المنطقة الأثرية، ويقول: “عندما دخلت لقناة كبيرة تحت الأرض هي بمثابة متاهة، وكانت هذه المغامرة في الليل، دخل بعد أن تحداه أحد المتابعين من تلك المنطقة، وعندما نزل وخرج من المتاهة بدأت تتساقط عليه الحجارة الصغيرة من داخل هذا المكان، وكأن هناك شخص يقوم بذلك بينما لا يوجد أحد خلفه، وثق ذلك وقام بنشره على حساباته على “السوشيال ميديا”، وكان هذا الموقف من أغرب المواقف التي تعرض لها”.

ومن أبرز المناطق التي دخل لها واستكشفها هي نهر النسيان الذي يقع تحت مدينة بنغازي، حيث يعد هذا المكان بمثابة اكتشاف جديد له، ولا أحد يعرف مكانه، نهر النسيان نهر إغريقي بتفاصيل إغريقية حيث كان يستخدم كمزار رسمي لهم، كما أن هناك معتقدات كان الإغريق يقومون بها عند زيارتهم لهذا المكان حسب وصف القماطي له.

أما المكان الثاني والأبرز بالنسبة له، فهو كهف في مدينة طبرق أقصى شرق البلاد وهو كهف روماني قديم جدا، لم يسبق وأن عُبث به، غير أن هذا الكهف لم يسجل بمصلحة الآثار بشكل رسمي، وكان مكانا غاية في الغرابة ومخيفا جدا، كان شكل واجهة الكهف أشبه بالوحش الذي يفتح فمه بالكامل.

ويقول: “أكثر مدة تخييم كانت في منطقة عين استوه الجبلية في منطقة الجبل الأخضر وكانت مدة التخييم والمعسكر الذي أقامه أكثر من الثلاثة أيام”.

الدعم المحدود

تلقى القماطي بعض الدعم البسيط من المتابعين الذين أحبوا هذا المحتوى الذي يقدمه، قدموا له أدوات ومواد التخييم، وكاميرا وطائرة الدرون، كما أن بعض المحلات قدم له دعما بسيطا لمساعدته على الاستمرار في موهبته وهوايته المفضلة.

وأوضح أن والدته هي من أبرز الداعمين له و لهوايته، حيثُ تعد هي الداعم الأول والحافز الكبير لاستمراره رغم المخاوف الكبيرة من هذه المغامرات، حيث كان دعمها له ماديا ومعنويا، لأنها تؤمن بموهبته وإمكانياته.

ساهمت هذه الهواية في صقل شخصيته وتقوية موهبته التي أثرت عليه بشكل كبير، وأصبح بفضلها صانع محتوى مميزا في مجال لم يسلكه الكثيرون في ليبيا.

ساهم القماطي في إظهار ليبيا بحلة جديدة، وساهم في الترويج السياحي لبلاده من خلال المحتوى المميز الذي يقوم بتقديمه حسب وصفه.

المعوقات

وأشار إلى أبرز الصعوبات والمعوقات التي واجهها والتي تمثلت في نقص معدات التسلق والتخييم، وعانى أيضا من عدة أمور من الناحية الأمنية وصعوبة الحصول على الموافقات الأمنية للدخول استكشاف بعض المناطق، كما يعاني من عدم تجاوب بعض الجهات في صعوبة الحصول على موافقات الدخول، لأنه ليس موظفا رسميا في هذه الجهات حسب الرد الذي تلقاه، سواء أكانت مصلحة الآثار أو غيرها من الجهات، كما عانى من ورود عدة بلاغات ضده لدخول بعض المناطق الأثرية.

يتعامل القماطي مع أصدقائه ومتابعيه على صفحات التواصل الاجتماعي بنوع من الود والاحترام والتقدير، حيث أصبح هناك نوع من التفاهم بينهم بشكل كبير جدا، وقدم فكرة منح بعض المتابعين رحلات مجانية بمرافقته للغابات والاستكشاف كحافز لهم بسبب دعمهم له.

ليبيا.. المزار السياحي الأول في شمال أفريقيا

يتمنى أن تكون ليبيا المزار السياحي الأول في شمال أفريقيا والوطن العربي، حيث قال من الضروري أن يتوفر الأمن والأمان، وضرورة تمكين الأشخاص ذوي الكفاءة على رأس وزارات السياحة والآثار، وتمكين كل من يعملون بجد.

وشدد على ضرورة أن يشكل فريق كبير يجوب ليبيا بالشكل الصحيح، لأن ليبيا كما يقول هي بلد بكر وكبير وشاسع ولم يكتشف بعد، حيث لم تتوفر في السابق السيارات الدفع الرباعي والإمكانيات المتاحة حاليا، لأن ليبيا تضم الجبال والصحارى والكهوف والمدن والأنهار والشلالات وعالم تحت الماء في البحر.

غياب الدولة

وقال القماطي إنه من الضروري أن يكون الفريق مدعوم ومراقب من الدولة بحيث تكون مهمتهم الوحيدة هي استكشاف ليبيا وإظهار الأماكن التاريخية والأثرية الغير معروفة، ليتم توثيقها بالشكل الصحيح.

وأكد أن كل ما يحتاجه هو أن تتبنى الدولة المواهب الشبابية التي تقدم المحتوى الهادف ليظهر بلاده بالشكل المطلوب، وعلى سبيل الراحة النفسية التي يعيشها في تخييمه، استشهد بموقف أحد أصدقائه المتزوج من ثلاث نساء، والذي قال بأنه لم ينم بهدوء وسكينة إلا في معسكر التخييم بالجبل الأخضر في البرية، بعيدا عن صخب المدن وضوضاء الهواتف النقالة، مؤكدا بأن المتعة في المعسكرات الجبلية متعة كبيرة لا تضاهيها متعة.

وأكد أنه سوف يستمر في تقديم هذا النوع من المحتوى مع تطوير رحلاته في البرية بشكل آخر، برفقة فريقه، واعتبر أن ليبيا بالنسبة للعالم حسبما يراها، هي بلد صحراوي، ولكنه أكد بأن هذه الصحراء تضم الكثير من الثروات والمناطق المتحجرة والجبال، حيث ضمت ليبيا أكبر مومياء محنطة على مر التاريخ.

الترويج للسياحة

وأوضح أن لدى ليبيا أشياء كثيرة يمكن الترويج للسياحة فيها بشكلها الصحيح وإحياء الصناعات التقليدية اليدوية بالصحراء الليبية، وأردف بأن ليبيا لا تحتاج للترويج عن طريق الفنانين، وقال يمكن الاستعانة بالأشخاص المتخصصين في الترويج السياحي كالرحالة والمستكشفين من عرب وأجانب، لأن من يتابعهم من هواة السياحة والسفر والمغامرات، وتبادل الثقافات وزيارة المدن والمناطق والاكتشافات الجديدة، والحضارات الجديدة، ومعرفة القبائل المحلية التي تقطن هذه المناطق، لدينا قبائل في الجنوب الليبي لديهم عادات وتقاليد ليست في مناطق أخرى، يمكننا التركيز على هذا الجانب الذي سوف يكون عامل كبير في الترويج السياحي في ليبيا.

وشدد على أن يقوم وزراء الثقافة والسياحة باختيار الشخصيات التي يجب أن تستفيد منها البلاد، بعيدا عن الشخصيات الجدلية التي ليست لها علاقة بالموروث الثقافي والسياحي والترويج الصحيح لهما، وأضاف: “لدينا شخصيات شهيرة محليا وعربيا وبالإمكان الاستعانة بهم للترويج السياحي”.

واختتم حديثه معنا بالتعبير عن فخره بأن لديه متابعين محليين وعرب وآخرون من دول أجنبية وذلك مقابل المحتوى الهادف الذي يقوم بتقديمه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here