المتحدث باسم عمر المختار: لسنا مقاتلين بل مسؤولون إنسانيًا

3
المتحدث باسم عمر المختار: لسنا مقاتلين بل مسؤولون إنسانيًا
المتحدث باسم عمر المختار: لسنا مقاتلين بل مسؤولون إنسانيًا

أفريقيا برس – ليبيا. قال المتحدث باسم السفينة عمر المختار المساركة في اسطول الصمود “نبيل السوكني” للجزيرة نت “الرسالة واضحة وسلمية، هدفنا إنساني بحت، نريد إيصال مواد إغاثية وطبية لأهل غزة، لسنا مقاتلين، وإنما شخصيات عامة تتحمل مسؤولية إنسانية”.

وأوضح السوكني أن التنظيم استغرق أكثر من شهر، وشمل جمع التبرعات، وصيانة السفينة، وتجهيزات أمنية ولوجستية، مضيفًا “التحرك من طرابلس ليس مجرد رحلة، بل واجب أخلاقي تجاه شعب يتعرض لإبادة جماعية، وفق ما نشهده يوميًّا من صور الأطفال والضحايا في غزة”.

أما الصحفي الليبي “سعد المغربي”، المشارك في الرحلة فقال “غزة تعني لي كمسلم عربي أنها جزء من بلادي، وأهلها يتكلمون لغتي، والظلم الواقع عليها لا تقبله الإنسانية السوية، وغزة اليوم تُمثِّل الأمل والإباء والصمود والأنفة، والمسجد الأقصى قبلتي الأولى”.

وأضاف المغربي للجزيرة نت “شاركت رفضًا للظلم وإغاثة الملهوف وفك الحصار الجائر، وهي أخلاق عربية كان العربي قديمًا يموت من أجل ضيفه واللاجئ إليه، لم تطاوعني نفسي أن أكون متفرجًا على الإجرام دون محاولة تغييره”.

ومن بين المشاركين كانت الناشطة الأسكتلندية “مارجريت” (69 عامًا) التي قطعت رحلة طويلة من غلاسكو إلى تونس ثم إلى ليبيا للانضمام للسفينة، ووقفت بين المتطوعين مرتدية الكوفية الفلسطينية.

وقالت مارجريت للجزيرة نت “أنا ناشطة سلمية منذ أكثر من 25 عامًا، مُنعت من دخول الضفة الغربية واحتُجزت سابقًا، لكني لا أستطيع البقاء متفرجة بينما هناك أناس يتضورون جوعًا ويفقدون مأواهم”، وأضافت “تعلمت من الفلسطينيين أن كل باب يُغلق يفتح أبوابًا أخرى”.

من جهته أكد أحد منظمي الحملة من جمعية “وكالة الجهود التطوعية” في غريان “خالد سالم” للجزيرة نت “أن الحماس الشعبي جعل المستحيل ممكنًا”، وعبَّر عن تضافر جهود الشباب والنساء والأطباء والصحفيين والطباخين لإنجاح المهمة، واصفًا الرحلة بأنها “تجسيد لإرادة الشعب الليبي”.

في حين قالت الناشطة المصرية الكندية “رباب مصطفى” التي وصلت من تونس إلى طرابلس للانضمام للسفينة “إن انطلاق الأسطول تأخَّر نحو أسبوع بسبب هجمات استهدفت بعض السفن في تونس وتعقيدات لوجستية”.

لكنها شددت على أن القافلة ستلتحم في نقطة تجمع موحدة في عرض البحر، وقالت للجزيرة نت “مشاركتي ليست مجرد قرار شخصي، بل رسالة من النساء حول العالم لأمهات غزة وأطفالها بأننا نشعر بآلامهم”.

وانتقدت رباب صمت المجتمع الدولي، معتبرة أن “العالم يشاهد إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة، حيث يُقتل الأطفال والنساء وتُقصف المستشفيات ويُستخدم التجويع كسلاح، بينما تقف الحكومات متفرجة”.

وبالمقابل أشادت بالموقف الرسمي والشعبي في ليبيا، مشيرة إلى أن السلطات أمَّنت تدريبات في السلامة البحرية والإسعافات الأولية عبر هيئة السلامة الوطنية والجمارك والهلال الأحمر الليبي “في مشهد يعكس التزامًا مشرفًا من ليبيا تجاه القضية الفلسطينية”، تضيف رباب “ويعكس التحرك الليبي مع سفينة “عمر المختار” محصلة جهود دولية وإنسانية واسعة، حيث يختلط التضامن الشعبي مع الرمزية الوطنية، ويجمع بين إرث المقاومة الليبية وآمال المدنيين في غزة، في مشهد حي على أرصفة طرابلس، يحاكي البحر فاتحًا الطريق للأمل، رغم كل الصعوبات والمخاطر التي تواجه الرحلة”.

وتأتي هذه الرحلة، التي انطلقت على وقع ذكرى يوم الشهيد في 16 سبتمبر الذي يصادف إعدام القائد الليبي التاريخي “عمر المختار” عام 1931، ضمن سلسلة من المبادرات الإنسانية التي تهدف لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

واختير يوم استشهاد “المختار” لانطلاق السفينة لما يحمله من رمزية في الذاكرة الليبية، حيث يُحتفى به سنويًّا وبشهداء المقاومة ضد الاستعمار الإيطالي.

وكان قد تم تأجيل الانطلاق لأسباب لوجستية تتعلق بانتظار وصول الأسطول الملتحق من تونس إلى المياه الليبية، ويتوقع أن تدخل السفن المياه الإقليمية بعد 3 ساعات من الانطلاق، لتلتحق بسفن أخرى قادمة من موانئ إسبانيا وإيطاليا ومالطا، ضمن أسطول الصمود العالمي.

وبالرغم من أن سفينة عمر المختار ليست تابِعة تنظيميًّا لأسطول الصمود العالمي، غير أن المنظمين أكدوا أن الهدف المشترك يجمعهم للقاء في المياه الإقليمية والانطلاق معًا نحو غزة، لتقديم المساعدات الإنسانية وإيصال رسالة تضامن مع المدنيين المحاصرين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here