تغيّر خريطة التحالفات في طرابلس يثير المخاوف

1
تغيّر خريطة التحالفات في طرابلس يثير المخاوف
تغيّر خريطة التحالفات في طرابلس يثير المخاوف

أفريقيا برس – ليبيا. أثار تغير خريطة التحالفات الأمنية في العاصمة ذعر الإيطاليين من إمكانية انهيار اتفاقيات الهجرة مع خفر السواحل الليبي، الذي يتعاون مع وأثينا خاصة في مكافحة قوافل اللاجئين.

واستنفرت روما لتسليط الضوء على قضية احتمال انهيار “جدار الصد” الليبي للمهاجرين غير النظاميين المتسللين إلى سواحلها، حيثُ تجوّل وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني بالملف الليبي عبر عدة عواصم، معبرًا عن “قلقه” إزاء الهدنة الهشة بين الجماعات المسلحة المتنافسة في الغنية بالنفط.

وقال تاجاني للصحفيين في مدينة لاهاي الهولندية على هامش قمّة حلف شمال الأطلسي “الناتو”: “أنا قلق بشأن ما يحدث في ليبيا”، مضيفاً: “يتعين علينا أن نتعامل مع المسألة الليبية لأنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا الإيطاليين”.

وتتمتع إيطاليا بمصالح اقتصادية واسعة في قطاع الطاقة وغيره من القطاعات في مستعمرتها السابقة ليبيا، وأبرمت اتفاقيات مع طرابلس تهدف إلى وقف عبور قوارب المهاجرين إلى أوروبا من شواطئها.

كما ناقش مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي من بروكسل 3 تحديات تتعلق بتطورات الوضع في ليبيا، خلال حلقة نقاشية طلبتها إيطاليا، وفرنسا، واليونان، ومالطا.

وأشار تاجاني أن المشاورات المتعمقة انطلقت من تخوفات بشأن عواقب التطورات في ليبيا على تدفقات الهجرة وأمن الاتحاد الأوروبي؛ حيث تعتزم إيطاليا إثارة “إنذار حقيقي” حول الوضع الليبي الحالي، والصدام السياسي والعسكري خاصة في المنطقة الغربية والذي يؤثر بالفعل على زيادة التدفقات وسط البحر الأبيض المتوسط والتي يمكن أن يكون له عواقب حتى على الأمن الداخلي الأوروبي.

استمرار الاتفاقية

وقال الباحث في قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا طارق لملوم، إن هناك “إصراراً كبيراً جداً من طرف روما على استمرار العمل بالاتفاقية (الهجرة)، وسط ضغط قوي من أحزاب المعارضة الذين قدّموا شكاوى ضد رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني”.

ولفت في تصريح لـ”إرم نيوز” إلى أن هذه الاتفاقية قديمة تعود إلى، منذ العام 2008، ووقعها الرئيس الراحل معمر القذافي، وما حدث بعد 2011 هو تجديد مذكرة التفاهم مع الحكومات المتعاقبة على طرابلس، على الرغم من انتقادات النشطاء، لا تزال مستمرة.

ويستبعد لملوم إلغاء العمل باتفاقية الهجرة بين خفر السواحل الليبي والأوروبيين، خاصة أن إيطاليا تتعاون أيضاً مع الشرق الليبي خاصة في مجال الهجرة.

دور طرابلس

بدوره استبعد الباحث في العلاقات الدولية مهند حافظ أوغلو أيضًا حدوث انهيار للاتفاقية، لافتًا إلى أنه سيتم الإبقاء على نوع من التوازنات بسبب قوة بعض الميليشيات، لأن روما تسعى لاستمرار الصفقات وفق إطار قانوني لما يسمّى بمكافحة الهجرة والهجرة غير الشرعية.

وذكر لـ”إرم نيوز”، أنه بناءً عليه طرابلس مصرة على استمرار لعب دور في هذا المجال حتى تحافظ على الدعم الكامل لشرعيتها في العاصمة طرابلس، وكذلك ضبط المهاجرين من خلال الاتفاقية، لا سيما مع إيطاليا القريبة منها جغرافيا.

وكشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تصريحات يوم أمس الخميس، ارتفاع أعداد المغادرين والوافدين من ليبيا، فيما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراء حيال ذلك، لافتة إلى أن 93% من عمليات عبور الحدود غير الشرعية تمر عبر ليبيا.

وأشارت إلى أنها كلفت مفوض الهجرة ماغنوس برونر بزيارة ليبيا قريباً، للاجتماع بالسلطات في كل من شرق وغرب البلاد، بهدف تدشين مرحلة جديدة من التعاون المشترك لمكافحة تدفقات الهجرة غير النظامية.

وحثت اليونان بدروها، الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات تجاه ليبيا بسبب تدفقات الهجرة والاتفاق البحري مع تركيا، بحسب ما جاء في رسالة وجهها رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى المجلس الأوروبي يوم الخميس. – عربي 21

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here