تلاميذ درنة.. عودة للدراسة بـ”جراح دانيال”

13
تلاميذ درنة.. عودة للدراسة بـ
تلاميذ درنة.. عودة للدراسة بـ"جراح دانيال"

معتز ونيس، وليد عبد الله

أفريقيا برس – ليبيا. الضرر الذي شهدته المؤسسات التعليمية بسبب الفيضانات التي ضربت مناطق شرق ليبيا وعلى رأسها مدينة درنة، تسبب بعدم تمكن الطلاب من الالتحاق بمقاعد الدراسة مع بداية العام الدراسي الجديد.

حيث أعلنت حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة أن 95 بالمئة من المؤسسات التعليمية شرق البلاد تضررت بفعل السيول والفيضانات التي ضربت المنطقة في 10 سبتمبر/أيلول المنصرم.

وكشفت أن “المدارس المتضررة في المناطق المنكوبة بلغت 114، موزعة على 15 بلدية”.​​​​​​​

ولفتت الحكومة في مؤتمر صحفي عقده وزير التعليم موسى المقريف في 18 سبتمبر، أن “الفرق الفنية تعكف على إعداد المقايسات الفنية للمؤسسات التعليمية المتضررة، ورصد التقديرات المالية اللازمة لأعمال الصيانة”.

وفي السياق ذاته، أصدر رئيس حكومة الوحدة، قرارا يمنح بموجبه مصلحة المرافق التعليمية الإذن بالتعاقد لصيانة عدد من المدارس بالمناطق المنكوبة، وتخصيص 92 مليون دينار (نحو 19 مليون دولار) لصيانة 117 مدرسة ومرفقا تعليميا بالمدن المتضررة جراء الفيضانات.

ووفق قراره الذي نشرته منصة “حكومتنا”، ألزم الدبيبة مصلحة المرافق التعليمية بوضع جدول زمني محدد للانتهاء من مشروعات الصيانة المكلفة بها.

وبعد تعليقها لعشرة أيام، مراعاة للظروف المأساوية للبلديات المنكوبة وفق بيان للدبيبة، استؤنفت الدراسة من جديد في 24 سبتمبر، في جميع أنحاء البلاد، باستثناء بعض المدن المتضررة.

أسباب تأخر الدراسة

عبد العزيز عيسى، مدير مكتب الإعلام بوزارة التربية، قال إن “الدراسة لم تستأنف في درنة وعدد من البلديات المجاورة لعدم الانتهاء من تقييم جهوزية المؤسسات التعليمية في درنة، أما في غيرها من البلديات يعود لعدم الانتهاء من تنظيف المدارس من آثار السيول، وحاجة عدد من المدارس إلى صيانة خفيفة”.

وأشار عيسى أيضا إلى “وجود أطقم طبية وإغاثية وإنقاذ ونازحين في بعض المؤسسات التعليمية”.

وكشف عيسى، وهو عضو لجنة الخطة الدراسية البديلة بوزارة التربية، أن “استئناف الدراسة في درنة وغيرها من المناطق المتضررة سيتم الأسبوع المقبل (الجاري)”.

وهذا ما أكده إعلان وزارة التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، الأحد، استئناف الدراسة في 15 بلدية تضررت جراء الفيضانات التي اجتاحت البلاد في سبتمبر.

وقالت الوزارة إنه “تم استئناف الدّراسة في جميع المؤسسات التعليمية في بلديات الأبيار، وجردس العبيد، والمرج، ووردامة، والقبة، وعمر المختار، ومعظم المؤسسات التعليمية في بلديات أم الرزم، والأبرق، وسوسة، وشحات، والساحل، والمليطانية، والبيضاء، والقيقب، شرقي البلاد.

وأشارت إلى أن طلاب مدينة درنة الأكثر تضرراً من الفيضانات توجهوا إلى المؤسسات التعليمية غير المتضررة في بلدات كرسة، ومرتوبة، وعين مارة (شرق) وجميعها تتبع إداريا للمدينة نفسها.

وذكرت الوزارة، أن عمليات حصر التلاميذ وتوزيعهم على المناطق غير المتضررة متواصلة، ما يعني بأن خطر عدم التحاق الطلبة بالمقاعد الدراسية لا يزال قائماً فعلاً.

وقال عيسى إن “موقف الحكومة تمثله وزارة التربية والتعليم، التي تكثف جهودها لأجل أن يكون العام الدراسي منضبطا في كامل البلاد، والعمل على تذليل العقبات والعراقيل التي تواجه تلاميذنا وطلابنا في المناطق المتضررة”.

كما لفت إلى أن “الوزارة شكلت عدة لجان، إحداها لرصد الأضرار وتقييم جهوزية المؤسسات التعليمية، والثانية لوضع خطة دراسية بديلة للمناطق المتضررة”.

وأشار عيسى إلى أن الوزارة “وجهت مراقبي التربية والتعليم بالبلديات المتضررة بحصر الوفيات والمصابين من المعلمين”.

واستدرك: “غير أن جهود الحصر لم تنته بعد، وتحتاج لأسبوعين آخرين للوصول إلى حصيلة تقريبية وليست نهائية”.

واعتبر أن “الحصيلة النهائية مرتبطة تماما بانتهاء أعمال انتشال الجثث والتعرف على الجثامين”.

التأهيل النفسي قبل التعليم

قال أحمد الشافعي، مواطن من درنة، وولي أمر لثلاث تلاميذ، إن “تأجيل الدراسة أمر إلزامي، فالمدارس دمرت والطرق المؤدية لها لا تزال خطرة بسبب الانجرافات والدمار”.

وأوضح الشافعي أن “ما يحتاجه طلبة درنة حاليا هو التأهيل النفسي، لكونهم عاشوا مرحلة صعبة وكارثة حقيقية، وذلك قبل التعليم”.

وأضاف: “لا أتحدث عن درنة بالكامل، بل أقصد المناطق المتضررة فيها، لأن هناك مناطق كثيرة لم يمسها الفيضان، ولم يلحق بها أو بسكانها أي أذى”.

ويستطرد الشافعي قائلا: “تلك المناطق يجب ألا تتوقف فيها الدراسة. لابد للسلطات من إيجاد حل يضمن استمرار عجلة العلم”.

ويواصل: “بعد الكارثة؛ نحن في أمسّ الحاجة للتقدم. وفقدان عام دراسي كامل ليس في صالح المدينة ولا في صالح البلاد. يجب علينا أن نعوض لا أن نقف ونوقف عجلة التعليم”.

واقترح الشافعي على سلطات بلاده تقسيم درنة لعدة مناطق بحسب الضرر الواقع عليها قائلا: “إن كان قرار إيقاف الدراسة في المناطق المدمرة أمر اضطراري فذلك الحال يجب ألا ينطبق على باقي المناطق غير المتضررة”.

ولفت إلى أن “درنة تشتهر بالعلم، فمعظم الأدباء الكبار في البلاد من المدينة، فكيف يتم وقف عجلة العلم فيها!؟”.

جامعتان لم تتضررا

وفي نفس السياق، تحدث الطالب الجامعي فيصل الدرناوي، قائلا: “في درنة توجد جامعتان؛ إحداها في منطقة شيحة، والأخرى في منطقة عقبة الفتايح، وهما منطقتان لم تتضررا بتاتا، ولم يمسسهما شيء من الفيضانات”.

وتساءل الدرناوي: “لماذا تتوقف الدراسة في الجامعة؟ صحيح أن لدينا زملاء لقوا حفتهم، وهناك آخرين بالمئات ما زالوا مفقودين، ولكن ليس هناك مبرر لوقف عجلة التعلم”.

واستدرك: “صحيح الطرق المؤدية للجامعات مدمرة، ومعظم سيارات الطلبة دمرت جراء الفيضانات، ولكن هناك حلول، منها توفير النقل عبر حافلات عامة”.

وشدد الدرناوي على ضرورة عدم توقيف الدراسة “فمن يقدر قيمة التعلم يعرف جيدا ماذا يعني أن يضيع على الطالب عام دراسي كامل “.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here