
أفريقيا برس – ليبيا. عقب الاشتباكات المسلحة الدامية التي شهدتها عاصمة ليبيا طرابلس، ومن ثم انتقلت إلى مدينة مصراتة الليبية، مخلفة 16 قتيلاً وعشرات الجرحى، لم تتوقف ردود الفعل الدولية والمحلية والعربية المحذرة من تصاعد العنف مجدداً في ليبيا عن التصاعد، معبرين عن قلقهم من عودة ليبيا إلى دوامة الصراع المسلح الذي لم تخرج منه منذ سنوات.
ففي جديد ردود الفعل الدولية عبرت السفارة الإيطالية لدى ليبيا عن القلق من احتمال تصاعد التوترات المسلحة التي تمر بها ليبيا، متقدمة بخالص تعازيها القلبية لأسر ضحايا الاشتباكات الأخيرة في طرابلس.
وأوضحت السفارة، في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه لا يجب على ليبيا أن تعود ثانية إلى الأوقات البائسة كالتي عاشتها في الماضي القريب داعية جميع القادة إلى الحفاظ على الحوار والسلام والتعاون معاً على مسار شامل نحو المصالحة الوطنية والانتخابات .
وفي السياق ذاته، شدد سفير هولندا لدى ليبيا، دولف هوكونينغ، السبت، على دعم بلاده الدعوات إلى حل سلمي ومستدام في ليبيا من خلال الانتخابات والحوار والمساءلة، معبراً عن قلق بلاده من تصاعد العنف المسلح في طرابلس وخارجها.
وتعليقاً على الاشتباكات التي شهدتها طرابلس بين جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وكتيبة ثوار طرابلس التي يقودها أيوب أبوراس، غرد السفير الهولندي على حسابه في موقع تويتر قائلاً: “نشعر بالحزن إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح، ونشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف المسلح الذي يؤثر على المدنيين في طرابلس وخارجها”.
وأكد السفير الهولندي في ختام تغريدته على دعمه للدعوات إلى حل سلمي ومستدام من خلال الانتخابات والحوار والمساءلة.
وقبل يومين، أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية وقوع 16 قتيلاً نتيجة الاشتباكات التي دارت يومي الخميس والجمعة في طرابلس وضواحيها، مضيفة في بيان السبت أن عدد المصابين نتيجة الاشتباكات وصل إلى 52 جريحاً، موضحة أن الإصابات متفاوتة بين الخفيفة والخطيرة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، إنه يتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة من انعدام الأمن في طرابلس مطالباً الأطراف المتحاربة بإسكات أسلحتهم بالامتناع عن جميع أشكال العنف احتراماً لتطلعات الشعب الليبي إلى السلام.
وعبر رئيس المفوضية عن رفضه واستنكاره الخسائر في الأرواح الناجمة عن اشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة، مشدداً على أن تأمين المدنيين يعد واجباً بموجب القانون الإنساني الدولي، حسب ما ذكر بيان للمفوضية، نُشر السبت.
وجدد المسؤول الإفريقي التزام الاتحاد المستمر بدعم عملية السلام في ليبيا من خلال خريطة الطريق الخاصة به للمصالحة، بقيادة اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي المتعلقة بليبيا، برئاسة رئيس جمهورية الكونغو ساسو نغيسو.
كما دعا فقي جميع الأطراف السياسية الفاعلة إلى مضاعفة جهودهم من أجل إيجاد حلول ودية للأزمة الحالية، ووضع مصلحة ليبيا والشعب الليبي فوق الاعتبارات الأخرى، وذلك من أجل تحقيق السلام والأمن المستدامين.
وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن القلق حيال الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينتا طرابلس ومصراتة خلال اليومين الماضيين، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين الليبيين.
وفي بيان له، قال جمال رشدي، الناطق الرسمي باسم الأمين العام، إن أبو الغيط يعتبر تجدد اللجوء إلى السلاح والاشتباكات المسلحة بغض النظر عن أطرافها أمراً مقلقاً، مطالباً السلطات الليبية المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة الأمن.
وأهاب الناطق بجميع الفاعلين السياسيين أن يضطلعوا بمسؤولياتهم نحو توحيد مؤسسات الدولة الليبية، وفي مقدمتها المؤسسات العسكرية والأمنية، كجزء مهم من استعادة الاستقرار إلى ليبيا.
وانتقلت الاشتباكات المسلحة عقب طرابلس إلى مدينة مصراتة، حيث اتهمت قوة العمليات المشتركة مجموعة تابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا بالاعتداء المسلح عليها اليوم السبت، في منطقة زريق بمصراتة.
وأوضحت العمليات المشتركة في بيان أن المجموعة التي وصفتها بـالخارجة عن القانون يقودها كل من عبدالله أبوسنينة وعبدالباسط أرجوبة، موضحة أن المجموعة استوقفت دوريات للعمليات للمشتركة على الطريق الساحلي، وفتحت النيران عليها مما أدى إلى وقوع إصابات بين عناصر القوة.
وعلق السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، على الاشتباكات التي وقعت السبت في مصراتة بين قوة العمليات المشتركة ومجموعة تابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، حيث أكد ضرورة الاتفاق (فوراً) على مسار لإجراء الانتخابات، بما يمكن من تشكيل حكومة موحدة شرعية.
وقال السفير إنه من الضرروي تبني السياسيين الليبيين على الفور مساراً متفقاً عليه لإجراء انتخابات يمكنها أن تنشئ حكومة موحدة شرعية بحقّ لخدمة مصالح جميع الليبيين، وفق بيان نشرته السفارة على حسابها بموقع تويتر.
وتابع أن الاشتباكات تظهر أيضاً الاحتمال الخطير بأن العنف الأخير سوف يتصاعد، داعياً جميع الفاعلين السياسيين ومؤيديهم من بين الجماعات المسلحة إلى الانسحاب لتجنّب التصعيد والمزيد من الخسائر في الأرواح.
وأكد على أن الجهود المسلحة، سواء لاختبار الوضع السياسي الراهن أو الدفاع عنه، تنطوي على مخاطر بإعادة ليبيا إلى حقبة اعتقد مواطنوها أنها مضت وولّت، مشدداً أنه ستجري محاسبة المسؤولين عن مثل هذا السيناريو.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس