فرج فركاش لـ”أفريقيا برس”: موجة اللاجئين السودانيين تزيد أعباء السلطات الليبية

24
فرج فركاش لـ
فرج فركاش لـ"أفريقيا برس": موجة اللاجئين السودانيين تزيد أعباء السلطات الليبية

آمنة جبران

أفريقيا برس – ليبيا. اعتبر الناشط الحقوقي الليبي فرج فركاش في حواره مع “أفريقيا برس” أن “موجة نزوح اللاجئين السودانيين التي يشهدها الجنوب الليبي بالخصوص، تزيد أعباء السلطات وتشكل أزمة جديدة وجب حلها تجنبا لتداعياتها السلبية على البلد”.

ورأى فركاش أن “اجتماع القاهرة الأخير بين الفرقاء الليبيين ليس بوسعه المساهمة في تشكيل حكومة موحدة بل سيزيد الانقسام بين الفرقاء لأنه يمثل طرفا واحدا في المعادلة” وفق تقديره، مشيرا إلى أن”التحركات الأمريكية بين طرابلس وبنغازي هدفها تحجيم التمدد الروسي في أفريقيا في ظل إصرار موسكو على توسيع نفوذها في المنطقة”.

وفرج فركاش هو ناشط حقوقي وباحث سياسي ليبي عرف بإطلاعه واهتمامه بالشأن العام الليبي منذ اندلاع ثورة فبراير 2011.

هل ستنجح جهود تشكيل حكومة موحدة بناء على اجتماع القاهرة الأخير حسب تقديركم؟

في الواقع اجتماع القاهرة لم يأتي بجديد ويمثل طرفا واحدا متحالفا في المعادلة، وهو طرف من أسميتهم طرف “التمديد وتقاسم السلطة”، ومن يسعون للبقاء والتمدد في المشهد الليبي من خلال تكرار التجارب الفاشلة التي لا تأتي إلا بمزيد من الانقسام والمزيد من خلق الأزمات، من خلال التجارب طالما جربناها في ليبيا وأثبتت فشلها، ومنها خلق سلطات موازية لا ولن تحظى باعتراف القوى الفاعلة في ليبيا شرقا وغربا ولا باعتراف دولي، مما سيساهم في مزيد من تكريس الانقسام واستمرار معاناة المواطن الليبي البسيط، ورأينا هذا وقد كان واضحا من تجربة محاولة فرض حكومة السيد باشاغا التي توقعنا فشلها وعدم تلقي أي اعتراف دولي بها بسبب الظروف الجدلية التي نشأت من خلالها بعيدا عن أي توافق يشمل معظم الأطراف السياسة والأمنية بمختلف مسمياتها في ليبيا..

نحن في حاجة إلى توحيد المؤسسات التشريعية التي أصبحت لا تمثل إلا مصالحها ومصالح أفرادها ومن يدعمها من الخارج بدلا من توحيد السلطة التنفيذية التي كانت بالفعل موحدة، ولكن نكوص البرلمان عن تعهداته ومنع حكومة الوحدة الوطنية من العمل في كل أنحاء ليبيا كانت البداية للعودة لسيناريو الانقسام والتشظي الذي كرره البرلمان ورئيسه عقيلة صالح في فترة حكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج التي وافق عليها البرلمان ثم انقلب عليها كما انقلب على حكومة الدبيبة وخلق حكومات موازية.

كيف تنظرون للتحركات الأمريكية الأخيرة بين طرابلس وبنغازي على المستوى السياسي والعسكري، هل ستعمق الخلافات بين القوى السياسية أم ستفرض عليهم رؤية خاصة للحل؟

من وجهة نظري حول التحركات الأمريكية الأخيرة وقراءتي الخاصة أن هذه التحركات سياسيا وعسكريا تأتي من زاوية لجم وتحجيم التمدد الروسي في أفريقيا الذي بات واضحا من خلال التحركات الروسية الأخيرة ومن خلال التقارير الدولية أنه يستخدم ليبيا كقاعدة إمداد وانطلاق نحو دول الساحل والصحراء في أفريقيا لتعزيز نفوذها لتكون شوكة في خصر الدول الغربية وتهدد مصالح الدول الأوروبية في جنوب المتوسط؛ إما من خلال السيطرة على هذه الدول وما تزخر به ثروات سواء نفطية أو ذهب أو ماس ومن خلال السيطرة على طرق الهجرة غير الشرعية التي تهدد تلك الدول الأوروبية المذكورة أعلاه.

أمريكا من خلال زاوية مكافحة التمدد الروسي حاولت وتحاول أن تخلق نوعا من التوافق بين معسكري الشرق والغرب في ليبيا، وأولى هذه الخطوات نحو التوافق كان في اقتراح ميزانية موحدة تتقاسم من خلالها الأطراف الفاعلة بنود الميزانية خاصة بند التنمية والحفاظ على الوضع على ما هو عليه، وتهدف من خلال ذلك إلى خلق وحدة أمنية وعسكرية بين الأطراف المتنازعة في ليبيا شرقا وغربا لمواجهة التمدد الروسي في ليبيا لعرقلة التدخل الروسي في ليبيا خاصة وفي عمق أفريقيا عموما..

ما هو تقييمك لأداء المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا ستيفاني خوري، ولماذا لم تنجح الجهود الأممية والدولية في تحريك الجمود السياسي في البلد؟

بخصوص تقييمنا لدور المبعوثة الأمريكية، فنحن قلنا منذ مجيئها كان أن عليها أن تركز على الأقل على ثلاث ملفات مهمة في ليبيا.. أولها ملف إحداث توافق دولي خاصة بين القطبين الغربي بقيادة أمريكا والقطب الروسي لكي تحظى بأي نجاح يتم إقراره من خلال مجلس الأمن.. ولكن هذا سيجد صعوبة في ظل الاعتقاد الروسي أن خوري محسوبة على الطرف الأمريكي، ولكن رأينا بعض التحركات من السيدة خوري ومنها لقاءات مع سفراء الدول المتدخلة ومنها روسيا، التي حاولت من خلالها تبديد هذه المخاوف ومحاولة خلق توافق دولي لم نرى بعد نتائجه.. وعلى السيدة خوري أيضا خلق تواق إقليمي خاصة مصري/تركي وإيجاد رؤية موحدة بين مصر وتركيا في كيفية الخروج من الأزمة والدفع نحو استخدام هاتين الدولتين لنفوذهما وحظوتهما لدى الأطراف الداخلية شرقا وغربا للوصول إلى حل توافقي يمكننا من التقدم خطوة للأمام بدلا من المراوحة في نفس المكان.

بعض القوى الداخلية والخارجية تتحدث عن عودة سيف الإسلام القذافي للقيام بدور مهم في المشهد السياسي الليبي، هل هذا ممكن؟

نحن قلنا في السابق إن سيف الإسلام وفي ظل وجود مذكرات قبض دولية خاصة من قبل محكمة الجنايات الدولية وأوامر قبض محلية لمحاكمته أن الوقت غير ملائم ليكون له دور سياسي وأن دوره الآن سيكون له فعالية أكثر في الدعوة للمصالحة الوطنية مقابل أن تطالب الدولة الليبية من خلال مجلسها الرئاسي محكمة الجنايات الدولية أن تتخلى عن المطالبة بمثول سيف الإسلام وأن يتركوا الليبيين يحلون مشاكلهم فيما بينهم فيما يخص ما حدث من أحداث مؤسفة في انتفاضة فبراير، وربما سيكون للسيد سيف الإسلام دور مستقبلي سياسيا بعد تصفية أموره القضائية داخليا ودوليا.

هل انسحاب شخصيات مثل الدبيبة وحفتر من المشهد الليبي من شأنه أن يساهم في حلحلة الأزمة واستعادة الدولة والمرور إلى انتخابات ومرحلة البناء؟

بالنسبة للشخصيات الجدلية، نحن طالبنا في السابق أنه ولضمان إجراء انتخابات رئاسية وضمان القبول بنتائجها؛ على الشخصيات الجدلية ومن بينهم سيف الإسلام وحفتر وربما كما يراه البعض كذلك الدبيبة، عليهم أن يأخذوا خطوة للوراء في الوقت الحالي.. ولكن يظل رأيي أن أفضل الحلول الآن هو الذهاب إلى انتخابات تشريعية أولا لتجديد الشرعية السياسية كما نصت مخرجات حوار تونس وجنيف، وهذا يرجعنا إلى نقطة هامة أخرى على خوري التركيز عليها وهو المسار الدستوري الذي تم إهماله من قبل المبعوثين الأمميين للأسف، ولابد قبل أي انتخابات رئاسية من وجود دستور توافقي يحدد شكل الدولة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ويقر بفصل بين السلطات ويضمن الحريات والحقوق والواجبات لكل مناطق ليبيا بمختلف مكوناتها العرقية والتاريخية.

ما هو تقييمكم لأداء السلطات الليبية في تعامل مع موجات النزوح من السودان إلى مدينة الكفرة وسط مخاوف أممية من ارتفاع ظاهرة الهجرة غير الشرعية؟

في الواقع موضوع اللاجئين السودانيين يشكل أزمة جديدة تضاف للأزمة الليبية ويشكل عبئا جديدا على السلطات الليبية، وهذا يحتاج إلى دعم أممي ودولي في كيفية التعامل مع هذا الملف لمساعدة نازحي الإخوة من السودان لإيجاد ملاذ آمن يضمن كرامتهم إلى حين عودتهم إلى ديارهم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here